آندرو نورمان ويلسون يحكي مخاوفها غير المُعلنة
سيرة الملكة فيكتوريا.. تفاصيل مُشوقة لم تعرف من قبل
inShare0
كُتب عن السيرة الذاتية الخاصة بالملكة فيكتوريا (1819 - 1901)، أكثر من جميع المحلات والمنتجات التي حملت اسمها. وربما كما تقول الصحفية ديزي غودوين في مقالتها بصحيفة «سانداي تايمز»، المرأة الأولى التي حافظت على إحساسها بنفسها مع حصولها على كل شيء، زواج سعيد من الملك ألبرت توج بتسعة أبناء، ودور في الحكم ونفوذ في أوروبا.وآخر ما نشر عن سيرتها كتاب بعنوان «فيكتوريا: حياة»، الذي كشف فيه كاتبه آندرو نورمان ويلسون (1950)، عن الحياة الداخلية لهذه الملكة عبر تفاصيل مُشوقة لم تعرف من قبل، مما دفع النقاد إلى اعتبار هذه السيرة من أفضل ما كتب عن الحكم الملكي ببريطانيا منذ زمن طويل.أما أحد أسباب غنى حياة هذه الملكة، استمراريتها في الحكم لمدة 63 عاماً وسبعة أشهر. وهي الأطول في تاريخ الحكم الملكي ببريطانيا، والأطول بالنسبة لحكم ملكة عبر التاريخ. وفي عهدها ازدهرت الصناعة والثقافة والعلوم والسياسة وسميت بلدها في عهدها بإمبراطورية بريطانيا.
فيكتوريا الفنانةيصل ويلسون في نهاية سرده العميق والذكي، إلى استنتاجه أن الملكة فيكتوريا بمثابة فنانة. ولا يتحدث فيه عن جودة رسمها أو ألوانها المائية، بل عن جوهر أعمق. ويشير إلى أن الملكة عاشت حياة داخلية بالكامل، فيها العديد من الشخصيات والتوصيفات، مثل ألبرت القديس، وابنها البكر بيرتي السيئ، والشرير بويرز. ويحكي عن حياتها في القصر الذي لم تغادره، وإن لم تستسلم للخمول.لينتقل بعدها إلى أحد قصورها الباردة الذي كتبت فيه ملايين الكلمات عن حياتها بدفتر يومياتها. ويقول إن موهبتها الفنية تتجلى في قدرتها على تصديق ستة أشياء متناقضة قبل الإفطار
.دورها في الحكمورثت فيكتوريا العرش الملكي حينما كان عمرها 18 سنة، بعد وفاة أبيها الأمير إدوارد وأشقائه الثلاثة ووالده الملك جورج الثالث عام 1820. وكانت المملكة المتحدة حينها تعمل وفق الدستور الملكي، الذي لا يمنح الكثير من السلطة للعائلة الحاكمة. غير أن فيكتوريا سعت إلى التأثير في استراتيجية الحكومة واختيار وزرائها. واعتبرت بين العامة بمثابة أيقونة تمثل القيم والمثل والأخلاق الفاضلة
.مخاوف أشار ويلسون إلى مخاوف الملكة التي تحدثت عنها بشأن سلامة عقلها خاصة في أواخر عام 1860، أسوة بجدها الملك جورج الثالث الذي كان يعاني من اضطراب وراثي دفعه إلى العيش في مملكته المتخيلة.واستنتج ذلك مما كتبته في يومياتها ومن أسلوب كتابتها غير المترابط لبعض الرسائل. ولا يؤكد ويلسون مخاوفها، بل يرجع اضطرابها إلى حزنها على وفاة زوجها وعوارض سن اليأس والإسراف في شرب الكحول.