وزارة التعليم العالي تتغافل عن مشكلات الطلبة الحقيقية لكنها تركز على ملابسهم
وزارة التعليم العالي تتغافل عن مشكلات الطلبة الحقيقية لكنها تركز على ملابسهم
-
رفض عدد من طلبة الجامعات العراقية، فرض وزارة التعليم مقاسات محددة لطول الملابس الخارجية وألوان الملابس الداخلية، بدوره قال اتحاد طلبة العراق، ان 'إجبار الدارسين في الكليات والمعاهد على توقيع تعهد الالتزام بزي واحد فعل مشين'، بينما حاولت 'المدى' الحصول على موقف رسمي من الوزارة الا ان الأخير لم يبدِ رغبة بالتخابر مع المراسل الذي حاول مرارا الاتصال بهاتف المتحدث الرسمي باسمها و اكتفى بعدم الرد على المكالمات.
وقال عضو اتحاد الطلبة حسين قاسم في تصريح صحفي ان 'هذه القرارات ليست مفاجئة لنا كاتحاد، كون وزارة التعليم عودتنا على اتخاذ هكذا قرارات سريعة ومفاجئة تحمل العديد من المشاكل، فهذا القرار حاله حال باقي القرارات التي اتخذتها الوزارة مسبقاً'، مؤكداً 'نحن مع الزي الموحد وتطبيق القانون والالتزام لكونه يقلل من نفقات الطلبة، ولكن ليس بهذا الشكل فهذا القرار يحمل مشاكل حقيقية وكبيرة، فالتعليم العالي تخلق التضاد والتشرذم بين الجنسين فنحن نعيش في مجتمع شاب وفتي، فلا اعلم لماذا يخلقون هذا العداء بين الجنسين؟ فدائماً تكون قراراتهم هي خلق للمشاكل بين الطلبة'.
واضاف قاسم ان 'أسعار السوق مرتفعة اليوم بسبب إغلاق الحدود والوضع الأمني الذي يعرقل وصول البضائع مما ارتفعت أسعارها جراء ذلك، وان الزي الموحد مرتفع وهذا يعد تكلفة إضافية على الطالب'.
ودعا وزارة التعليم الى أن 'تدرس جوانب أخرى غير قضية الزي الرسمي فما هي الفائدة من قرار توقيع التعهد واليوم الجامعات تعاني من مشاكل في الأقسام والقاعات والمختبرات ونقص في أجهزة المختبرات وعليهم ان يعالجوا مشكلة القبول المركزي التي ستكون هناك مشكلة كبيرة بسبب ارتفاع المعدلات الدراسية بالتالي عدم توفر القاعات الدراسية، ومعالجة مشكلة التعليم الأهلي وارتفاع الأجور الدراسية التي وصلت أجورها الدراسية الى الملايين'.
وتابع ' نطالب بإنجاز توزيع مُنح الطلبة الذي اعتبره قانون انتخابي كونه اقر في انتخابات مجالس المحافظات ووزعت المنح في وقت امتحانات انتخابات مجلس النواب، الغاية منها سحب الطلاب للأحزاب المتصدرة لهذه الوزارة، قضية البحوث توفير المختبرات والحريات الطلابية'، مبيناً ان 'الدستور يملك مواد تتيح الحرية للمواطن العراقي ويفترض ان تطبق المادة التي تفرض التعليم الإلزامي فلا اعلم لماذا لم يطبقوا هذه المادة؟'
ووصف حال الجامعات بأنها 'إعدادية مختلطة لا توجد فيها روح جامعية فالطالب الذي يتخرج من كلية الإعلام لا يمكن له ان يكتب خبر وطالب القانون لا يمكن له ان يمارس المحاماة الا بدخوله مكتب محاماة ومن بعدها يمارس مهنته'.
واعتبر 'إجبار الطلبة على توقيع الاستمارة الخاصة بالتعهد بأنها فعل مشين جداً وعلى الطلبة رفض التوقيع وقيام فعاليات احتجاجية ترفض الموضوع وترفض قرارات الوزارة فالوزارة دائماً ما تتخذ قرارات فوقية، فالوزير قد تغير والمفترض ان تحدث زيارات لهذا الوزير وتزويده ببرنامج تعليمي جيد ووطني فالتعليم لديها برنامج منحاز لفكر معين'.
هذا وتقول الطالبة في قسم طب الأسنان، تكبير الجبوري في تصريح لصحيفة 'المدى'، إن 'وزارة التعليم هي أكثر وزارة تتخبط في قراراتها حيث تتخذ قرار مع نفسها وتعود وتلغيه مرة اخرى'، وبينت الجبوري 'انا استغرب لقرارات وزارة التعليم بخصوص الزي ففي العام الماضي أصدرت قرار يخص الزي ووضعت ضوابط اسفل الكتاب الرسمي وبينت فيه مراعاة الاحتشام ولبس الجبة والنقاب'.
وأضافت إن 'ما تقوم به الوزارة هو مصادرة للحريات فلا يمكن ان تفرض أشياء تتعلق بالجانب الشخصي للمواطن'، وتساءلت 'هل كل هذه القرارات لها علاقة بالمستوى العلمي للطالب هل هذا هو برنامج وزارة التعليم، وبماذا سينفع الطلبة في المستقبل ام هي مجرد فرض أفكار معينة للمكون الذي ينتمي إليه الوزير او رئيس جهاز الإشراف في الوزارة'.
ودعت 'وزارة التعليم ان تبتعد عن الشخصنة وان تراعي جميع مكونات الشعب الذي ينتمي إليه الطلبة الا يجب ان تركز على القضايا العلمية واستحداث مناهج جديدة بدلاً من التمسك بمفاهيم قديمة أثبتت فشلها'.
بدوره لفت الطالب الجامعي والناشط المدني مهند الغزي الى انه 'رفض ان يوقع على هذه الاستمارة حتى لو كلف ذلك فصلي فكل شعبة يوجد فيها أربعين طالب رفضوا التوقيع على الاستمارة'.
وتابع الغزي إن 'القرار ليس بالغريب علينا فوزارة التعليم عودتنا على هكذا قرارات التي تعارض مع الحريات العامة والفردية، فلا اعلم هل سيقبل بذلك الوزير الجديد ام سيرفض هكذا قرار'، مزيداً 'نحن لا نعترض على قضية الألوان ولكننا نرفض ان تفرض الوزارة مقاييس محددة لطول الملابس، فليس من حق أي مسؤول ومواطن ان يفرض على الطلبة الحشمة والحجاب وعدم التبرج، فنحن مجتمع متعدد ولا يمكن فرض تقاليد فكر معين على باقي الأفكار والأحزاب اليوم تحاول ان تفرض نفوذها وفكرها علينا وهذا لن يسري علينا'.