.
لا يمر يوما دون ان نتذكر سبايكر المجزرة الوحشية ونزيف الدم الذي لايتوقف من ذاكرة العراقيين على يد رعاع همج لايمتون الى الانسانية بصلة ,جبناء حفاة اوباش استغلوا سوء الاوضاع ولبسوا اقنعة الشيطان وفعلوا فعله ضانين ان الله لايراهم وسيذهب شلال الدم في صحراء العقارب بمدينة تكريت , مثلما انكسر جيشنا في عام 1991 وترك مواضعه عندما كان غازيا لدولة الكويت وجاء مشيا على الاقدام من الفاو الى بغداد , يجر معه الندم والحسرة وتقدر اعداده بمئات الالوف لمختلف الصنوف والرتب , مر على المحافظات الجنوبية وهي تعيش حصارا موجعا بانت اثاره من خلال فقدان العائلة لرغيف الخبز وبعض المستلزمات الضرورية الا انهم أبو أن يتركوا قطعاتنا العسكرية من الجنود والضباط بغض النظر عن مكوناتهم وطوائفهم دون اطعامهم وتجهيزهم بالاكل والشرب , فشهدت تلك الفترة ضيافة وأمانة وشجاعة قامت بها عشائر الجنوب تجاه الجيش دون تميز , باعتراف الكثير من الضباط في محافظة الموصل والانبار وقضاء سامراء الذين اشادوا بالمواقف النبيلة لعشائر الجنوب لاستضافتهم وتقديم كل ما يقع بايديهم من امكانيات بسيطة كون العراق يعاني بداية حصار وفقدان عدد كبير من المواد الغذائية , ومع ذلك استطاعت تلك العشائر ان تقوم بواجبها الأنساني , ولم تحدث حالات انتقام وتسليب وسرقة اسلحة وقتل عناصر من الجيش على الهوية , وسرعان ما قوبل الموقف الجميل بعمل عسكري نتج عنه مقابر جماعية دون رحمة من نفس القطعات التي مرت على المحافظات وباشراف قيادات البعث السابقة , وما يؤلم الصدور ويدمع العين حادثة سبايكر بعد ان ترك الجيش مواضعه في الموصل وصلاح الدين ,عمدت بعض العشائر في تكريت على نكران جميل أبناء الجنوب واوقعت ابناؤهم في شرك دموي واسرت فيه اكثر من 1700 طالب من الدارسين في القاعدة وهم لايملكون من الخبرة العسكرية ولم يكونوا من الاحزاب السياسية التي لها سطوة في اتخاذ القرار , او ما يسموها بالميلشيات وهي تشكل ظهيرا وسندا للحكومة ,بل هم من الطلاب الدارسين لايحملون غير حقائبهم وكتبهم ولازالوا في دورات الدراسة العسكرية , تم استباحة دمائهم دون ذنب في ارض حلوا عليها ضيوفا ولم يتخيل اي واحد منهم ستقطع اوصالهم وتهشم رؤوسهم وستقام لهم مقابرا جماعية ,والذي ينظر الى الصور والافلام سيجد ان الذين قاموا باطلاق الرصاص على رؤوس الابرياء هم عراقييون ومن اهالي مدينة تكريت لما يظهر من ملامح ولهجة في الكلام وشكل الملابس وهي تدلل على انهم من عشائر تكريت , وكان الاجدر ومن باب النخوة والشهامة ان يحفظوا دماء جميع الطلبة ويبتعدوا عن روح الطائفية والقتل على الهوية ولو اني اشك ان الغدر لدى تلك العشائر هي شيمتهم وافعالهم رغم ان الكلاب لاتقبل بالغدر وتعتبره عارا , والمؤسف ايضا هو ما صدر في احدى الجلسات الخاصة بمجلس النواب العراقي , عندما بكت النائبة فيان دخيل بعد ان وصفت مذبحة الايزيدية وقالت اهلي يذبحون تعاطف معها النواب الكرد وبعض النواب السنة وقسم من الشيعة وتباكوا وانهالت الدموع على الخدود وتناسو سبايكر لابواكي لها , بكت فيان وبكى العالم معها ولم يبكى العالم رغم الصور البشعة وما تحمله من مأساة انسانية حقيقة على مجزرة سابيكر لانهم من المذهب الشيعي ,تعالت المطالبة باتخاذ موقف حازم في مجلس النواب بعد مرور شهرين على مذبحة سابايكر واتخاذ مواقف عسكرية ردا على المذابح للطوائف الاخرى ولم يتجرأ نواب الشيعة ان يتخذوا موقفا حازما سريعا وقرارا في مجلس النواب يضمن حقوق اهالي الشهداء او على الاقل رد اعتبار لتلك الدماء التي سالت في مناسبات عدة ,لا اعلم ولا اسمع غير صوت الدكتورة النائبة حنان الفتلاوي الذي تعالى واستمرت مطالباتها في جميع وسائل الاعلام وابدت تعاطفها مع اهالي سبايكر وقامت باستقبال الناجين من تلك المذبحة للاستماع الى شهادتهم وعرضها على الرأي العام وطالبت على ان تكون من الجرائم الدولية دون رحمة في الوقت الذي غيبت تلك الحادثة ولم يتناقلها الاعلام واعظاء الكتل السياسية لشدة هلعها وهول صدمتها , ولم يوفٌق مجلس النواب مع الاسف الشديد رغم ارجحية الكتلة النيابية الأكبر للأتلاف الوطني كمدافع حقيقي لابناء مذهب قتلوا بدم بارد وغيبت اصواتهم ولم يفسح المجال الى الشهود ان يدلوا بشهادتهم كاملة وكأن القضية سيست او تقايض عليها لتوزيع المناصب من اجل الابتعاد عن ادخال البلد في حمام الدم , وهل يعلم الجميع ان غالبية المهجرين هم من الشيعة بعد ان قتلوا ومثلوا بجثثهم كما حدث لقرية البشير جنوب كركوك , وحينما هجر المسيحيون تعاطف العالم معهم واشتدت الظربات على تنظيم داعش ,الى متى يبقى صوت النائب الشيعي رغم انه الكتلة الكبيرة مفتت وغير محترم ولم يؤثر في اتخاذ القرار في حماية مذهبه , الى متى تبقى اصوات العمائم