تتسرب مشاهد العنف إلى الأفلام ووسائل الإعلام الأخرى في هذه الأيام، وأصبحت مرتبطة بكيفية تأثيرها على العالم الحقيقي. من هنا، برزت دراسة جديدة نشرت في أيلول 2014 في PLOS One وقادها باحثون في جامعةIcahn للطب. وجد الباحثون بعد إجراء أشعة على دماغ الأفراد لمعرفة اختلاف مستويات العدوانية لدى الأفراد، أن رد فعل كل شخص تجاه مشاهد العنف يعتمد على دوائر الدماغ ومستويات العدوان المتأصلة لديه.
وتقول البروفيسورة نيللي كلاين، من معهد فريدمان للدماغ وجامعةIcahn للطب إنَّ "العدوانية سمة تتطور جنباً إلى جنب مع الجهاز العصبي بدءاً من الطفولة". كلاين أرادت وفريقها معرفة ما الذي يحدث في أدمغة الأفراد العدوانيين وغير العدوانيين بعد مشاهدة أفلام العنف. فوجدوا أنَّ الناس الذين يتمتعون بصفات عدوانية يتفاعلون مع المشاهد العنيفة بشكل مختلف عن أولئك غير العدوانيين.
وتمَّ إجراء استبيان على نحو 54 رجلاً، تمَّ تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى الرجال ذوو الصفات العدوانية والثانية الرجال الذين لا يتمتعون بصفات عدوانية، وتم عرض مشاهد عنف عليهم شملت إطلاق نار في الشوارع ومشاهد معارك، ومشاهد غير عنيفة في اليوم التالي. ووجد الباحثون أن المشاركين ذوي الصفات العدوانية والذين لم يشاهدوا أي أفلام عنفيَّة كان نشاط دماغهم عالياً بشكل غير معتاد ما جعل الباحثين يدركون أنَّ لهؤلاء "خريطة لوظيفة الدماغ" مختلفة عن أولئك الذين يفتقرون إلى الصفات العدوانية. وقال الرجال من المجموعة العدوانية أنهم شعروا بعزم وإلهام مضاعفين، وضيق وعصبية أقل من الرجال غير العدوانيين. ولاحظ الباحثون انخفاض ضغط الدم لدى المشاركين العدوانيين تدريجياً أثناء مشاهدة الأفلام العنيفة، في حين ازداد ضغط الدم لدى المشاركين غير العدوانيين.
ولفتت النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أنه من الممكن أن تكون لهذه البرامج آثار مرتبطة بمرحلة الطفولة. وقالت البروفيسورة كلاين "نأمل أن هذه النتائج سوف تعطي المربِّين فرصة لتحديد الأطفال الذين يعانون من الصفات العدوانية، ونعلمهم أن يكونوا أكثر وعياً لكيفية مواجهة المشاهد العدوانية والحد من التأثر بها.