هذه القصة من دون حلقات
ــــ
تحبه كثيراً وتعلن بين الحين والآخر ثورة للعشق في قلبها بين جدران غرفتها الاربعة دون ان تبوح له بكلمه او تبين بنظره كان يحكمها المجتمع والخوف من المستقبل ليس ذلك المستقبل الذي تتخيله مع حبيبها بل ما قبل ذلك وهومستقبل مصير بداية حياتها لو اطلقت العنان لقلبها واستسلمت لحبها هل تضمن موافقة اهلها على ذلك الحبيب الغني بعلمه ودينه وخلقه وحبه وجمال روحه والبسيط في نوع معيشته وهي ترى اهلها اغنياء في مالهم وبيتهم وفقراء في تواضعهم واخلاقهم وطريقة تفكيرهم ونظرتهم للمجتمع خوفها كبير ولكن حبها بدأ يكبر بذلك القدر من حبها له كان يحبها وهو يحبس قلبه ومشاعره بين اضلع تتراقص عشق كلما نظر اليها كلما سمع صوتها ، كلما مرت بمخيلته وهذا يعني انه بطول الوقت ينبض عشقا لانها دائمة السكن في عقله وقلبه . هو كان خائفاً ولكن مانوع خوفه ؟ يخاف ان يبوج بما في قلبه لها فيتعلق القلبان ببعضهما دون ان يضمن النتيجه فيظلم قلبها ويحطم مستقبلها صوت من بعيد في مخيلته يحكي له طبيعة اهلها ويدعوه الى الابتعاد ، لكنه صوت لا يطابق واقع قلبه فيجعل اصابعه في اذنيه لكي لا يسمع الصوت متناسيا" ان الصوت بداخله يحاول جاهداً ان يقنع نفسه في ان يرسم لهما مستقبلاً مضمونا" فيبتسم لكن سرعان ما تأتيه المخاوف كم من الليالي ابتلت الوسادات من دموع عينيهما ليلاً دون ان يعلم احد بالآخر ودون ان يبوح احد للاخر قلبان ذابا في حب بعضهما بنار العشق لكنهما لن يتحملا نار الفراق المتوقعه وان طال الزمن .اختلفت نوعية اللحظات التي تمر على قلبيهما ، فتارة تكون حزينه تملؤها المخاوف والتساؤلات وتارة تكون احلى ما يشعر به الانسان في حياته تساءلت بينها وبين نفسها : يا ترى هل يحبني بمثل ما أحبه ؟ هل يفكر بي بمثل ما افكر فيه ؟هل سيبادرني ؟ لا يخلو تفكيرها من ابتسامة تارة ومن حسرة تارة اخرى ؟هو يسأل نفسه الاسئلة ذاتها ؟ ماذا لوكانت لا تحبني ؟ ماذا لو رفضتني ؟كيف سأعالج جرح قلبي العاشق ؟ مالعمل ؟أأصارحها واواجه مصير الحب معها ؟ام احتفظ بهذا القدر من عشقي لها ولكن مالنهاية ؟ لا بد من حل .ذات ليلة خرج من القسم الداخلي لسكن الطلبة الذي كان يسكن به في ذلك الجو البديع وهو يضع يداه في جيوب بنطاله ويسيربخطوات هادئة ، يضرب بالاحجار الصغيرة التي يمر بها في الشارع ، يضرب بقدميه بتمهل ورأسه الى الاسفل وفيه الف فكرة وفكرة ..ذهب بأتجاه نهر الفرات الذي كان يشق المحافظة التي كانت تسكنها وكان يدرس فيها جامعته ، نزل الى جرف النهر وجلس على حجر واخذ بعض الاحجار الصغيرة بيده .اخذ يرمي بها في الماء وكلما رمى حجراً تنفس بشكل افضل . خاطبها بينه وبين نفسه حبيبتي .. اعلم ان الطريق الى حياتنا صعب ولكن حياتي بدونك اصعب حبيبتي .. انا مستعد ان اتوضأ بالصبر ولو طال الصبر سنين حبيبتي انا مستعد ان اذرف دمع بقدر الفرات بأنتظارك على ان اذرف دمعة واحدة بفراقك .فلتشهد النجوم على حبي وليشهد القمر على عشقي اقسمت ان لا اكون الا لكي وقف واتجه الى حيث بيتها استنشق نفساً عميقاً وكأنه يحتضنها وابتسم ثم عاد ونواة العشق باتت لا تقاوم . رنت رسالته على هاتفها ..اعتادت على الرسائل النادرة والتي تخص الدوام احست بشيء مختلف كانت تتمناه . تتمنى ان يطرق الباب وتراه تمنت ان يجلس امامها ليهمس بين اذنيعا كلمة " احبك قبل ان تفتح رسالته . اخذت الهاتف ، وضعته على صدرها ، احتضنته والفرح لا يغادرها فتحت الرسالة لتقرأ :
( الغاليه *** اتمنى ان نلتقي غداً في **** بعد المحاضرة الأولى ) .
نعم لقد قرر ان يصادق على اوراق تسليم ملكية قلبه لها .كانت ليلة طويلة عليه وعليها .متى يشرق الصباح ولم يناموا من الليل شيئاًاصبح الصباح ولم تذق جفونهما لذة النوم . برغم المخاوف التي تملأ قلبيهما لكنهما يعيشان الصراع من اجل الفوز ببعضهما ومن اجل ان يحصل كل منهما على حياته برغم ان القلبين قد عشقا بعضهما لكن لابد لكل منهما ان يرتب هندامه .
لبست اجمل ماعندها ونسيت انها محكومة بالزي الموحد ولكنها لم تنتبه ولا تريد ان تنتبه فهذا يوم خاص ، اما هو فكان على بساطته المعتادة والمشهود له بالذوق الرفيع في المحافظة على الشكل العام للطالب الجامعي المثقف هي لا تعلم ماذا سيقول لها ؟ هل هو محتاج الي بمشاركته في دراسه معينه ؟ ولكن لماذا كتب لي في الرسالة ( الغاليه ) ماذا كان يقصد، هو لم يكتبها لي من قبل !! ايعقل ان اكون مخطئة في تقديري للامور وحبي له ليس مقابله حب واكون قد تسرعت ؟ باتت المخاوف تدور في قلبها وهي في طريقها الى الجامعه !! تفاجئت بزميلتها تضربها على كتفها لتوقضها من غيبوبة سلبت منها عقلها فقالت لها العبارة المعتادة ( هنيئاً لمن اخذ عقلك ) وابتسمت ثم قالت ( اراك مخالفه للزي الموحد اليوم ) ؟
واااااو انتبهت على نفسها واندهشت ثم تلعثمت بماذا ترد واختلقت اعذار واهيه قرر ان لا يجعلها تراه قبل الموعد ولكن كيف بالمحاضرة الاولى .. لم يحضرها وذهب ينتظرها بالمكان المحدد ؟دخلت الى المحاضرة ومازال الأستاذ لم يحضر .. كان معتاد ان يجلس في المقدمة .. نظرت الى مقعده ولم تراه فبدأ القلق يخالجها . دخل الأستاذ الى القاعه وحبيبها لم يحضر !كانت تتمنى لو خرجت لتبحث عنه قبل ان يدخل الأستاذ حتى لو اضطرت لعدم حضور محاضرتها الاولى ..
بدأ الأستاذ بشرح مادته وكانت معتادة ان تكتب كل مايقوله اساتذتها وتتفنن بألوان الاقلام لترتب المحاضرة .. ولكن هذه المرة هيهات ان يطاوعها القلم .. هيهات ان تعي مايشرح استاذها .. احساس بضيق .. قلق .. شيء مجهول . اسئلة محيرة . لم تستطع الصبر فاستأذنت وخرجت كان يفكر في ترتيب كلماته وكيف يبدأ ويفكر في ردة فعلها ويضع الحلول ويتخيلها حاضرة امامه ويجرب الكلام مع نفسه اتت إلى حيث لقاء العشق، لقاء الوئام . رأته من بعيد في المكان المتفق عليه فأيقنت بقلبها وحبه لها .. تمنت لو ان لها جناحين لتطير الى حيث يجلس مشت وهي تسابق خطواتها تارة وتبطأ اخرى حتى وصلت فسلمت ، نهض من مكانه وعيون الحب تتلامع في وجهه . لقاء لا يشبه أي لقاء سبق صباح الخير ...
نعم هي قالتها فأغمض عينيه لتسري الكلمتان في احشائه . تذوق صوتها باحساس صباح الورد ... تفضلي ؟
بدأ وجهه يتلون ويداه تتعرق ، والقلق واضح على حركاته فبادرته السؤال ؟ليلة البارحة وصلتني منك رسالة .. ان شاء الله خير اقلقتني ؟لم تكن تتحمل ان تنتظره ليبادرها . فقال : في لحظة كاد قلبه يخرج من اضلاعه من هول تسارع نبضه وكانت تنتظر كلماته ينطقها لسانه وكانها تجلس على موقد الجمر فبادرها ... عرفتيني طوال سنين ثلاث عشت فيها قريباً جداً منك فلم يكن لي وجه اخر ولو كان لانفضحت. فكنتي اكثر الناس معرفة بي ، اخلصت معكم جميعاً ولم يكن للشيطان موطئا" في غاياتي ، ايتها الغاليه شارفت دراستنا على الانتهاء ولابد بعد اشهر معدودات ان اغادر هذه المحافظة ولكن هيهات لقلبي ان يطاوعني فقد تعلق بأستار قلب آخر. كم حرصت ان لا اقحم نفسي في عذاب الحب واختار طريقاً سلسا" في حياتي ولكني اكتشفت بأن الامر ليس بأرادتي .. ساقول لك ما يملأ قلبي ولكن هونا" علي بما ستردين عزيزتي منذ المرحلة الثالثة كنت اراقب باب الجامعه صباحاً بأنتظار طلتك فتشرق ابتسامة على وجهي ، كان حضوري في قاعة الدراسة مرهون بحضورك . مالم تكوني موجودة لم اكن موجود . قلبي يذهب حيث تذهبين وروحي تحلق حيث تجلسين . كلما لمعت عيونك امامي اضطربت وكأن صعقة نزلت علي . عزيزتي سأختصر كل مافي قلبي ولو أني متأكد بأنه لا يمكن اختصاره ولكن ساختصره لاقول لك ( ا ح ب ك ) واصبحت لا أتصور حياتي الا معك .. ولا اريد ان اعيش الا بجوارك .قالت ولكن ...
قاطعها " اشششش " اعرف ماتقصدين وسأناقشه معك ولكن هل لقلبي مكان في قلبك من انا في حياتك ؟
لا تحدثيني عن غيرنا .. اخبريني عن قلبك فقط .قالت : لا تسألني عن شيء ليس ملكي !!!
تلألأ الدمع في عينيه لوهله ظن فيها ان معشوقته كانت مرتبطة بقلب اخر . فقال : ملك من ؟
فقالت : ملك شاب لم تمنعني المخاوف ان اتعلق به . ملك امير لم يستأذنني في الاستيلاء عليه ... ملك من حلمت منذ طفولتي بكل ماوجدته فيه .. ملك رجل صادق وطفل بريء وأب حنون وأخ شجاع وصديق وفي .. نعم ملك من جمع صفات الاب والاخ والصديق فيه ، انه ملكك انت ، انت من اوجعني فراقك انت ما آنسني حبك انت من خفف عني بالشكوى اليك .. كنت دائم الوجود معي في مأكلي ومشربي ، في فرحي وحزني في نومي ويقظتي .. لا تغادر فكري ولا تفارق قلبي .
انت من انتظرته طوال حياتي انفرجت الوجوه بأبتسامة مليئة بالفرح . شعور لا تصفه الكلمات ولا ترسمه اللوحات ولا تعبر عنه العبارات .. ولدت لهما حياة جديدة لم يرغب احدهما بأن يفكر في مستقبله مادامه يعيش حاضر لم يكن قد عاشه مسبقا.
رغم انهما في وسط الآلاف من اصوات الطلاب الا انهما لم يسمعا سوى صوت قلبيهما ..
توقفت الالسن عن الكلام وباتت القلوب تهمس لبعضها العفاف يرافقهما حتى النهاية ، ولم يتعديا حدود الشرع في كل مايخالفه منذ اللحظة الأولى بدأ يفكر في طريقة يتوصل بها الى اهلها . كان لديهم معرفة به ويحبونه ويحترمونه ويمتدحون اخلاقه وكان هذا دافعاً ومحفزا" له اتفقا ان يفاتح احدى صديقاتها بالموضوع لكي تجعل والدتها تفتح الموضوع مع ام حبيبته .كان الوقت في ايام الامتحانات للمرحلة الرابعة.بدون ان يسألون ابنتهم عن رأيها لم يوافقوا ، دون سبب معلن لكن هنالك اسباب مخفيه يستحي المرأ ان يعلنها لأنها ﻻ ترتقي الى أسباب حقيقية. كان والدها لديه محل في مركز المحافظة.
قرر الشاب المخلص ان يذهب الى ابيها ويشرح له حالته . كان يعرفه حق المعرفة . اباح له بكل مافي قلبه . لكنه لم يترك له مجال واختلق الاعذار عاد الى سكنه وعيونه مملوءة بالدموع ولكنه لم ينكسر رجع الاب الى بيته ناهرا" ابنته ضاربا" اياها متهماً لها بشتى الاتهامات التي هي بريئة منها .حب لم ينمو في بيئته الحقيقية بقيا صابران حتى النهاية . ارادو لها ان تقدم للماجستير وكان هو طموحا" للماجستيرعرف مؤخراً بأنها ستقدم في محافظته لانها الوحيدة التي من الممكن ان تستحصل فيها القبولولكن اهلها لو علموا بأنه قد قدم بنفس الجامعه سيوقفون التقديم قام بالتضحية في مستقبله وقدم في غير جامعه مما ادى الى عدم قبوله وإلى قبولها اهلها لا يعلموا بالتواصل فيما بينهما ساعدها كثيراً فكانت ضيفاً في محافظته اعطاها مالم يعطه لنفسه كيف ﻻ وهي روحه حصلت على الماجستير بامتياز ولم يتوفق للقبول مما زاد الفوارق
خلال الماجستير تقدم لهها اربع مرات وخطبها من اهلها ولكنهم رفضواوفي كل مرة يرفضون يعرزون سكينا" في قلبه
واجهتم واعلنت عن حبها لحبيبها امام اهلها وابيها وامها مع اصرارها لكنهم لم يعيروا لها اي اهتمام ويهددونها بأن يغصبونها على من يختارون لها ممن يناسبهم والان خمس سنوات مضت على حبهما لبعضهما حتى هذه اللحظة
الحب يزداد ويكبر والشوق يبلغ اقصاه ورفضهم لزواجهما مازال بل اكثر عنادا" ارسل لهما كل الوجهاء من اساتذة الجامعات ونواب في الحكومة ووجهاء في العشائر ولكنهم لم يوافقو ومازال العاشقين متمسكان ببعضهما
ويسألونكم الدعاء