من المعروف أنّ الدماغ، كسائر أعضاء الجسم،
يهرم مع مرور الوقت ممّا يفسّر صعوبة الاستيعاب والاستجابة لدى كبار السنّ. إلاّ أنّ تراكم المعرفة يعوّض غالباً عن الخسارة
في مرونة الخلايا العصبية الذي يحصل عند التقدّم في السنّ.
وبعكس خلايا الجسم التي تتجددّ دائماً، ينخفض عدد الخلايا العصبية
في الدماغ بعد الخامسة والعشرين من العمر، لأنها تموت ولا تتجددّ.
هذا ما تؤكّده إحدى باحثات Inserm طبيبة الأعصاب الفرنسية كلير باكي في centre Mémoire de Paris Île de France،
مضيفة أنّ ذلك هو سبب سهولة تعلّم لغة جديدة في مرحلة الطفولة ومشيرة إلى أنّ عمر العشرين هو الأنسب للتعلّم.
لكن، تبيّن في دراسة لجامعة أديلاييد (Adelaide) الأوسترالية كانت قد صدرت الشهر الماضي، أنّ هناك منطقة في الدماغ تبقى أبداً فتية،
وهي المنطقة اليمنى من الدماغ حيث الاهتمام المكاني أو الـ Spatial attention الذي يساعد في التركيز على شيء واحد في بيئة بصرية. اقتضت الدراسة بمقارنة استجابة 60 فرداً من الشباب (18 إلى 38 سنة) وكبار السنّ (55 إلى 95 سنة) للمؤثرات البصرية وغير البصرية لقياس مهارات الاهتمام المكاني لديهم، عندما وضعوا وسط مجموعة من الألواح الخشبية وطلب منهم العودة إلى النقطة الأساس أو المركز
وهم معصوبوا الأعين.
وقد أظهرت النتائج أنّ كبار السنّ والشباب يؤدون بطريقة مماثلة المهام البصرية وغير البصرية المتعلّقة بالانتباه المكاني.