دروس تربوية في تعامل المؤمن تجاه مجتمعه..
منقول.

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الأطهار الأخيار وعجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان

سنحاول هنا التركيز على وصايا الامام الجواد عليه السلام في تعامل المؤمن مع مجتمعه ككل بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق،
اي لاينظر الى اختلاف افراد المجتمع حسب انتمائهم وافكارهم،
وهذه الجهة مهمة جداً للحصول على حياة مدنيّة الامنة والمطمئنة،
فمن الملاحظ ان الامام الجواد عليه السلام انتهج منهج جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده آبائه الطاهرين عليهم السلام فمنهجهم كان مهتماً اهتماماً واسعاً بالانسانية ككل،
فنجد اليهود والنصارى كانوا يعيشون في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن مع ذلك كانوا يعيشون بسلام وامان ولهم حقوق وعليهم واجبات بغض النظر عن المعتقد والدين والعرق،فبالنتيجة نجد ان كلمات الائمة عليهم السلام اكدت على هذا الجانب وهو جانب الحياة المدنيّة واثبات قوانينها للناس عامة لذا سنحاول استعراض بعض الكلمات النورانية الصادرة من ثغر الامام العطر:
.
.
الحديث الأول:

قال الإمام الجواد (عليه السلام) : « من شهد امراً فكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمرٍ فرضيه كان كمن شهده »

يفهم من هذا الحديث الشريف ان الامام الجواد عليه السلام نبّه على قضية مهمة في المجتمع وهو الاشتراك في الافكار والمعتقدات والافعال الخارجية بمجرد الرضا بها او رفضها بغض النظر عن التواجد الفعلي او الغياب عنه؛
و بعبارة ثانية :ان أي شيء تؤيده او ترفضه فسينعكس ذلك على سلوكك وكأنك واحداً من الذين حضروا ذلك الموقف او غابوا عنه،
وهذا الحديث منطبقاً انطباقاً تاماً على حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما قال: « من احب قوماً حشر معهم ومن احب عملَ قومٍ أُشرك بهِ »

فتكون النتيجة لحديث الامام الجواد عليه السلام ان الإنسان يجب ان يكون حذراً في مسألة قبول او رفض الامور لانه سيستتبع ذلك الرضا او الرفض للنتائج المترتبة عليه.
.
.
.
يتبع...(الإمام الجواد وآثاره التربوية، ط2)