حسن نصر الله عبد الكريم نصر الله (31 أغسطس 1960)، أمين عام حزب الله اللبناني؛ وُلد في بلدة البازورية الجنوبية القريبة من مدينة صور (10 كلم شرقي صور) عام 1960. اضطر وهو صغير وبسبب ضيق حال العائلة وانعدام فرص العمل في بلدته الجنوبية التي كانت تشكو كغيرها من قرى وبلدات المنطقة من الفقر والإهمال والحرمان للنزوح مع عائلته إلى مدينة بيروت وهناك أقامت العائلة في منطقة الكرنتينا في أطراف العاصمة. ساعد في أولى أيام حياته والده عبد الكريم نصر الله في بيع الخضار والفاكهة [2]. محتويات



النشأة

أتم دراسته الابتدائية في مدرسة حي "النجاح"، ثم درس في مدرسة سن الفيل الرسمية.ثم كان أن اندلعت الحرب الأهلية في لبنان فرجع مع عائلته إلى بلدته البازورية في الجنوب وهناك تابع دراسته الثانوية في مدرسة ثانوية صور الرسمية للبنين. خلال وجوده في البازورية التحق حسن نصر الله بصفوف حركة أمل الشيعية التي أسسها الإمام موسى الصدر، وكان خياره يبدو غريبا ًحينها عن توجهات البلدة السياسية التي كانت تأخذ الطابع الشيوعي والماركسي وذلك لكثرة الشيوعيين الموجودين فيها إبان ذلك الوقت، ثم أصبح مندوب الحركة في بلدته.
حسن نصر الله عندما كان طفلا


وفي مدينة صور تعرّف نصر الله إلى محمد الغروي الذي كان يقوم بتدريس العلوم الإسلامية في إحدى مساجد المدينة باسم الإمام الصدر، وبعد مدة من لقائهم طلب نصر الله من الغروي مساعدته في الذهاب إلى مدينة النجف العراقية إحدى أهم مدن الشيعة والتي تتلمذ فيها كبار علماء الدين الشيعة، وبالفعل فإن الغروي ساعده في الذهاب إلى النجف بعد أن حمّله كتاب توصية لمحمد باقر الصدر أحد أهم رجال الدين الشيعة عبر تاريخهم، وبوصوله إلى النجف لم يكن قد بقي بحوزة نصر الله قرشا ًواحدا، وهناك سأل عن كيفية القدرة على الاتصال بمحمد باقر الصدر فدلوه على شخص يدعى عباس الموسوي، وعندما التقى به خاطبه نصر الله بالعربية الفصحى ظنا ً منه أنه عراقي لكنه فوجئ بأن الموسوي لبناني من بلدة النبي شيث البقاعية وهذا اللقاء كان محور تغير هام في حياة نصر الله، كونه وابتداءً من هذه اللحظة فإن صداقة قوية ومتينة ستقوم بين الرجلين الذين كتبا فصلا ً هاما ً من تاريخ لبنان الحديث عبر مساهمتهما في إنشاء وتأسيس حزب الله اللبناني عام 1982 خارجا عن حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل).
بعد لقاء نصر الله بمحمد باقر الصدر، طلب الصدر من الموسوي رعاية نصر الله والاعتناء به وتأمين ما يلزم له من مال واحتياجات كما عهد له بتدريسه، وكان الموسوي صارما ً في دوره كمعلم وبفضل تدريسه المتشدد استطاع طلابه أن ينهوا خلال سنتين ما يعطى عادة خلال خمس سنوات في الحوزة، فالتدريس عند الموسوي عملية متواصلة ليس بها انقطاع أو عطل حتى في أيام العطل الرسمية فإن دروسه لا تتوقف وهذه الأجواء أمّنت لنصر الله الفرصة بإنهاء علومه الدينية في فترة سريعة نسبيا ً حيث أنهى المرحلة الأولى بنجاح في العام 1978.
في هذه الفترة كان المناخ السياسي العراقي قد بدأ بالتغير بشكل عام حيث أخذ نظام البعث الحاكم بالتضييق على الطلبة الدينيين من مختلف الجنسيات، ويبدو أن وضع الطلبة اللبنانيين كان أسوأ من غيرهم حيث بدأت التهم تلاحقهم يمينا ً وشمالا ً تارة ً بالانتماء إلى حزب الدعوة وتارة ً أخرى بالانتماء إلى حركة أمل وأيضا ً بتهم الولاء إلى نظام البعث السوري الحاكم في سوريا والذي كان في عداوة مطلقة مع نظام البعث العراقي.
في أحد تلك الأيام اقتحم رجال الأمن العراقي الحوزة التي كان يدرس بها نصر الله بهدف إلقاء القبض على عباس الموسوي الذي كان حينها مغادرا ً إلى لبنان فلم يجدوا سوى عائلته فأخبروها بمنعه من العودة مجددا ً للعراق. ومن حسن حظ نصر الله أنه لم يكن موجودا ًفي الحوزة حينها حيث تم اعتقال رفاقه الباقين، وهنا أدرك أنه لم يعد هناك مجالا ً للبقاء بالعراق فغادر عائدا ً على وجه السرعة إلى لبنان قبل أن تتمكن السلطات العراقية من إلقاء القبض عليه.
بعد أن عاد نصر الله إلى لبنان التحق بالحوزة الدينية في بعلبك وهناك تابع حياته العلمية معلما ً وطالبا ً، إضافة ً إلى ممارسته العمل السياسي والمقاوم ضمن صفوف تنظيم حركة أمل الشيعية التي كانت قد بلغت أوجها في ذلك الحين، وبفضل قوة شخصيته ومتانة عقيدته وصدق التزامه وإخلاصه فإن ذلك الشاب الذي كان بالكاد قد بلغ العشرين من عمره استطاع الوصول إلى منصب مندوب الحركة في البقاع [3].
حياته السياسية

عام 1982 كان عاما مفصليا في حياة نصر الله ففي هذا العام وقع الاجتياح الإسرائيلي للبنان وبوقوعه حصلت أزمة في صفوف أمل بين تيارين متقابلين، تيار يقوده نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني وكان يطالب بالانضمام إلى "جبهة الإنقاذ الوطني " وتيار أخر أصولي متدين كان نصر الله والموسوي أحد أعضائه وكان يعارض هذا الأمر، وبتفاقم النزاع انشق التيار المتدين عن تيار نبيه بري لكونهم قد سجلوا عليه مآخذ كثيرة بسبب الاختلاف في تفسير الإرشاد الذي خلّفه موسى الصدر.
الجدير بالذكر أن التيار المتدين كان يعارض الانضمام إلى جبهة الإنقاذ الوطني بسبب وجود بشير الجميل فيها وكانوا يعتبرونها تهدف إلى إيصال هذا الأخير إلى رئاسة الجمهورية. والجميل هذا كان خطا ً أحمرا ً لدى تيار المتدينين بسبب موالاته لإسرائيل. وهنا كانت البداية الأولى لظهور حزب الله اللبناني، حيث بدأ هؤلاء الشباب بالاتصال برفقائهم الحركيين في مختلف المناطق اللبنانية بهدف تحريضهم على ترك تيار برّي والانضمام إلى حزب الله.
عند ولادة حزب الله لم يكن نصر الله عضوا ً في القيادة فهو لم يكن حينها قد تجاوز ال22 ربيعا ً وكانت مسؤولياته الأولى تنحصر بتعبئة المقاومين وإنشاء الخلايا العسكرية. بعد فترة تسلم نصر الله منصب نائب مسؤول منطقة بيروت الذي كان يشغله إبراهيم أمين السيد أحد نواب حزب الله السابقين في البرلمان اللبناني واستمر نصر الله بالصعود داخل سلم المسؤولية في حزب الله فتولى لاحقا ً مسؤولية منطقة بيروت ثم استُحدث بعد ذلك منصب المسؤول التنفيذي العام المكلّف بتطبيق قرارات "مجلس الشورى"، فشغله نصر الله.‏
ولكن حسن نصر الله، وبعد مدة غادر بيروت متجها ً نحو إيران وتحديدا ً إلى مدينة قم لمتابعة دروسه الدينية هناك ولكن التطورات الحاصلة على الساحة اللبنانية خصوصا ً لجهة النزاعات المسلحة بين حزب الله وحركة أمل اضطرته للعودة مجددا ً للبنان. بعودته لم يكن لنصر الله مسؤولية محددة فمنصبه كمسؤول تنفيذي عام كان قد سـُلـِم لنعيم قاسم وهكذا بقي نصر الله من دون منصب حتى انتخاب عباس الموسوي أمينا ً عاما ً فعين قاسم نائباً له وعاد حسن نصر الله لمسؤوليته السابقة[4]..
أمين عام حزب الله

في عام 1992 اغتالت إسرائيل أمين عام حزب الله عباس الموسوي فتم الإتجاه إلى انتخاب حسن نصر الله أمينًا عامًا للحزب بالرغم من أن سنه كان صغير على تولي هذه المسؤولية ولكن يبدو أن صفات نصر الله القيادية وتأثيره الكبير على صفوف وأوساط قواعد حزب الله قد لعبت دورا ً مؤثرا ً في هذا الإتجاه وبالفعل فإن انتخابه كان له الأثر الأبرز في تثبيت وحدة الحزب بقوة بعد الضربة القاسية التي تلقاها لتوّه. ‏ وفي ذلك العام وبعد أشهر قليلة من اغتيال الأمين العام السابق الموسوي فإن حزب الله اختار الدخول إلى قلب المعترك السياسي اللبناني فشارك في الانتخابات النيابية التي جرت في ذلك العام وحصد عددا ً من المقاعد النيابية عن محافظتي الجنوب والبقاع وهذه الكتلة كبرت وازدادت عددا ً في الانتخابات النيابية اللاحقة أعوام 1996 و 2000 و 2005 وهي تعرف باسم " كتلة الوفاء للمقاومة ".
وفي عام 1997 فقد نصر الله إبنه البكر هادي في مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب وجيش العدو الإسرائيلي في منطقة الجبل الرفيع جنوب لبنان.وقد تأثر بهذا الحدث أيما تأثير لمكانته الكبيرة لديه. لكن ذلك لم يؤثر عليه حتى نجحت المقاومة اللبنانية في تحرير معظم جنوب لبنان عام 2000 ولا تزال المواجهة مستمرة[1].

  • ولقد وجه له محمد حسنين هيكل كلمات تعكس إلى حد بعيد الموقف، حينما كتب إليهَ معزياً بوفاة نجله البكر «هادي» قائلا: (لقد رأينا الأبوّة تُمتحن بالجهاد إلى درجة الشهادة، ورأينا الجهاد يُمتحن بالأبوّة إلى درجة البطولة. إنني لا أعرف ماذا أقول لك؟ فلا أنا راضٍ عن كلمة عزاء أواسيك بها، فأيّ كلمة عاجزة، ولا أنا قادر على الصلاة من أجلك، فصلاتك أقرب إلى عرش الله من أيّ قول أو همس يصدر عنّي أو عن غيري).

آراء حوله

بحسب دراسة صدرت عن المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بالأردن سنة 2009 فإن نصر الله يعد من بين أكثر خمسين شخصية تأثيرًا في العالم الإسلامي،[5]، كما تصف العديد من المصادر نصر الله بأن له كاريزما وشخصية قويتين،[6][7] فخطبه الحماسية والواثقة في أيام الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان, وفي حرب لبنان 2006 أثرت في الكثيرين على مستوى العالم العربي والإسلامي، وقد خرجت المظاهرات المؤيدة له آنذاك في لبنان وعدد من الدول العربية، ويعتقد البعض أن حسن نصر الله يعتبر أكثر الشخصيات التي تقوم بدور الزعامة في مواجهة إسرائيل بعد رحيل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ويذهب البعض إلى أبعد من هذا حينما يعتبرونه رمزا بما بعرف بمقاومة الاحتلال وقوى الاستعمار في العصر الحديث بل إنهم يقارنونه بعبد القادر الجزائري وعمر المختار، ويري البعض ان حسن نصر الله يعدّ من الشخصيات القليلة التي تحسب إسرائيل ألف حساب لتهديداته ووعوده،[8] وهو يتمتع بشعبية كبيرة خارج لبنان وخصوصاً في إيران ومصر وسوريا وفلسطين والمغرب العربي والبحرين والعراق والمنطقة الشرقية بالسعوديه والكويت لمواقفه ضد إسرائيل.[9][10]
ويحظى حسن نصر الله باحترام وتقدير مجموعة من علماء الدين السنة ومنهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أحد كبار علماء سوريا،[11] ومفتي مصر الشيخ علي جمعة،[12] والشيخ إبراهيم زيد الكيلاني من الأردن،[12] والداعية فتحي يكن أحد القيادات السنية في لبنان،[13] والشيخ راشد الغنوشي من تونس،[14] والشيخ علي بلحاج من الجزائر.
الحالة الأسرية

السيد حسن نصر الله متزوج من فاطمة ياسين، وله منها خمسة أولاد: محمد هادي، محمد جواد، زينب، محمد علي, محمد مهدي. واستشهد محمد هادي نصر الله في مواجهة عسكرية مع العدو الجيش الإسرائيلي أثناء احتلاله جنوب لبنان.



المصادر



وصلات خارجية