مجلس الوزراء يقر الدور الثالث للصفوف المنتهية.. وسط نشاط لاستثماره سياسيا
بغداد – مصطفى ناصر
سمحت الحكومة العراقية، أمس، للطلبة الراسبين في الصفوف المنتهية، خوض امتحانات الدور الثالث، فيما أيدت قوى سياسية القرار، بسبب الوضع الامني المتردي الذي حرم طلبة في مناطق عدة، من الالتحاق بمراكزهم الامتحانية.
ووافق مجلس الوزراء، أمس، "على اجراء الامتحانات للدور الثالث".
وقال علي الموسوي، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي، في تصريح صحفي، إن "الدور الثالث يشمل طلبة الصفوف المنتهية للمدراس فقط"، مؤكدا أنه "لا يشمل الكليات والمعاهد".
واشار إلى إن "موعد الامتحانات ستحدده وزارة التربية في وقت لاحق".
ويقول مسؤولون في قطاع التربية إن مطالبات كثيرة رفعت إلى مجلس الوزراء من قبل نواب واوساط طلابية لمنحهم فرصة اخرى بسبب الاوضاع الامنية التي منعتهم من الذهاب للامتحانات أو الضغوط النفسية التي عانى منها الطلاب بسبب ظروف البلاد الراهنة.
لكن حيدر الملا، القيادي في جبهة الحوار اوطني التي يقودها صالح المطلك، قال في بيان تلقت "العالم" نسخة منه، إن "جهود وزير التربية محمد تميم تكللت باقناع الكابينة الوزارية للسماح للطلبة باداء امتحان الدور الثالث بالنسبة للصفوف المنتهية السادس اعدادي والثالث متوسط".
وحث الملا "الطلبة على الاستفادة من هذه الفرصة الكبيرة لاثبات تفوقهم والمثابرة والنجاح خدمة لوطنهم وسعيا لادخال السرور والبهجة على قلوب اسرهم".
فيما، قالت انتصار حسن، عضو لجنة التربية البرلمانية، لـ"العالم، إن "نظام الدور الثالث مرفوض تماماً في الظروف الطبيعية، لكن الوضع الاستثنائي الذي يمر به البلد على الصعيد الأمني، جعل من هذا القرار ضرورة ملحة".
وأضافت حسن، ان "عائلات عراقية لم تستطع إرسال أبنائها إلى المراكز الامتحانية بسبب تردي الوضع الأمني، والمخاوف من استهداف المدارس خلال فترة الامتحانات".
وقالت عضو لجنة التربية، إن "العام الدراسي المنصرم شهد تحقيق طفرة جيدة على مستوى نسب النجاح، حيث وصل عدد الاوئل في بغداد والمحافظات إلى نحو 250 طالباً".
وتابعت "مع ذلك، هناك الكثير من الطلبة الذي عانوا بسبب التوتر الأمني، ولابد من منحهم فرصة للنجاح".
وطالبت كتل سياسية الحكومة العراقية السماح للطلبة الراسبين خوض امتحانات الدور الثالث، لكن مراقبين يعتقدون ان القرار صدر تحت تأثير حملة سياسية للدعاية الحزبية.
ومع تفجيرات بغداد الدموية منذ ايار الماضي، التي راح ضحيتها المئات من المدنيين بين قتيل وجريح، كان الحديث عن أوضاع الطلاب يشغل الجميع، وتداولت صحف محلية ومواقع التواصل الاجتماعي نداءات متفرقة من أسرهم تطلب أن تكون الامتحانات في المناطق التي يسكنون فيها.
وكان وليد حسين، وهو المدير السابق، للعلاقات العامة في وزارة التربية، قال إن "غالبية طلاب الدراسات الصباحية سيجرون امتحاناتهم ضمن مناطقهم، أما طلاب الدراسات المسائية فإن هيئة الرأي في الوزارة اجتمعت وقررت السماح لهم بإجراء الامتحانات في مراكز العاصمة".
ويعتقد خبراء ان جعل الطلاب ينتقلون إلى مناطق جديدة في آخر امتحانات يساعدهم على التحضير النفسي لدخول الجامعة حيث النمط مختلف في الدراسة التي تفرض نسقاً وإيقاعاً أكثر حدة ونشاطاً، ويستدعي عوالم مختلفة لكن الوضع الأمني لم يعد يسمح بذلك.
في شأن أخر، قررت وزارة التربية، أمس الثلاثاء، "اجراء امتحانات للطلبة المتغيبين عن أداء امتحاناتهم للدور الثاني للصفوف غير المنتهية"، واشترطت أن تكون امتحاناتهم "ضمن فترة امتحانات الدور الثاني".
وقال مدير الاعلام التربوي في وزارة التربية ابراهيم سبتي الوردي في بيان صحفي، إن "الوزارة قررت توجيه ادارات المدارس لاجراء امتحان التلاميذ والطلبة المتغيبين عن اداء امتحاناتهم على أن يكون ضمن الفترة المحددة للامتحانات المدرسية للدور الثاني للصفوف غير المنتهية".
وتابع الوردي أن "هذا القرار يأتي للظروف التي يعشيها بلدنا والتي اثرت وتؤثر على وصول التلاميذ والطلبة الى مدارسهم اثناء فترة الامتحانات المدرسية للصفوف غير المنتهية (الدور الثاني) الامر الذي ادى الى تغيبهم في بعض ايام الامتحانات".
من جانب آخر، أشار الوردي الى أن "وزارة التربية وجهت المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات كافة بتبليغ الادارات المدرسية التابعة لها بتوجيه الطلبة بالامتناع عن ارتداء الملابس المطبوع عليها عبارات تخدش الحياء واخرى ذات رسومات شيطانية او عدوانية لها اثار سلبية على المجتمع وتحرض على العنف المروجة حاليا في الاسواق المحلية".
المصدرhttp://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=11401