فلكيًاً شتاء هذا العام 88 يوماً
عندما يصبح محور دوران الأرض في أقصى ميل له (23 درجة ونصف) وبعيدا عن اتجاه أشعة الشمس، وتكون الشمس في أقل ارتفاع لها في السماء، وتكون ظلال الأجسام في أقصى امتداد لها، كل هذا إشارات علمية على بداية فصل الشتاء فلكياً كما أكد العلماء.
القاهرة ـ أشرف كمال
وقد أكد الدكتور علاء إبراهيم، مدير المرصد الفلكي في الجامعة الأميركية بالقاهرة، أن يوم 22/12 الخميس هو أقصر أيام السنة من حيث عدد ساعات النهار، التي تبلغ 10 ساعات و13 دقيقة، وأطوله من حيث عدد ساعات الليل، التي تبلغ 13 ساعة و47 دقيقة في العاصمة المصرية.
وأوضح أن البداية الفلكية لفصل الشتاء لها الأهميات العلمية والثقافية، وأن الحضارات القديمة قد احتفلت بها، مشيراً إلى أن معابد الكرنك في صعيد مصر (جنوب القاهرة) شُيدت على أن تشرق الشمس بين أعمدتها في ذلك اليوم.
وأضاف العالِم الفلكي أن فصل الشتاء لهذا العام سيمتد إلى 88 يوما و23 ساعة و44 دقيقة، وأن أمس الخميس 22 كانون الأول (ديسمبر) هو البداية الفعلية لفصل الشتاء في مصر ونصف الكرة الأرضية الشمالي.
ومن المعروف علميا أنه لا توجد علاقة بين شدة الحرارة أو انخفاضها باقتراب أو ابتعاد الأرض من الشمس، إذ تكون أقرب شتاءً، وأبعد صيفاً، أن مستوى الحرارة مرهون باتجاه أشعة الشمس، إذ تكون عمودية أو شبه عمودية في صيف النصف الشمالي للكرة الأرضية، ومائلة شتاءً، وبالتالي اختراقها للغلاف الجوي.
تبعد الأرض عن الشمس بمسافة متوسطة قدرها 150 مليون كيلومتر، وحيث إن مدار الأرض حول الشمس على شكل قطع ناقص تحتل الشمس إحدى بؤرتيه ـ كما سبق الذكر ـ فإن المسافة بين الأرض والشمس تزيد وتنقص عن هذه القيمة المتوسطة بمقدار 4.2 مليون كيلومتر. ففي يوم 3 يناير تصبح الأرض أقرب ما يكون إلى الشمس، إذ تبلغ المسافة بينهما 147 مليون كيلومتر، وتسمى النقطة التي تحتلها الأرض حينئذ بالحضيض، وفي يوم 4 يوليه تكون الأرض أبعد ما يكون عن الشمس، وتبلغ المسافة بينهما 152 مليون كيلومتر، وتكون الأرض في هذا الوضع في نقطة الأوج.
كما أكدت الأبحاث العلمية على أن اختلاف المسافة بين الشمس والأرض يترتب عليه اختلاف في كمية الطاقة التي تكتسبها الأرض من الشمس، ولكن ليس للاختلاف في المسافة أثر في حدوث فصلي الصيف والشتاء.
ويتضح مع أبرد أيام السنة 3 كانون الثاني (يناير) وذلك حدوث ما يعرف فلكياً بـ "وقوع الأرض في الحضيض" أي قريبة من الشمس، في نصف الكرة الشمالي، وكذلك حدوث فصل الصيف الجنوبي في الوقت نفسه.
وأرجعت الأبحاث ذلك إلى أن زاوية سقوط أشعة الشمس، وليس المسافة، التي تقطعها تلك الأشعة في الفضاء حتى تصل إلى الأرض، هي العنصر المتحكم في درجات الحرارة على سطح الأرض خلال فصول السنة، حيث أن الأشعة التي تسقط عمودية على سطح الأرض، تعطي ضعف الطاقة على السنتيمتر المربع عن تلك التي تعطيها الأشعة التي تسقط بزاوية قدرها 30 درجة.