Monday, december 26, 2011
الاندبندنت: كيف ضبط الربيع العربي الغرب متلبسا
استبدت بريطانيا حزب العمل بالمحاظفين والصداقة مع القذافي بدعم المعارضة
الثورات العربية، فاجأت الغرب وأربكته وجعلته يفكر في مواقفه من المنطقة وأنظمتها، وفي النهاية حولت عقودا من الدبلوماسية الغربية الى هباء منثور، كما يكتب دونالد ماكنتاير في أول مقال من سلسة ستنشرها صحيفة الإندبندنت تباعا حول الشرق الأوسط.
يقول ماكنتاير انه تحدث الى أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الذين يعتبرون من الخبراء في شؤون مصر في شهر فبراير وأنه أخبره أنه لا يعتقد أن مبارك سيتنحى قريبا.
ويناقش الكاتب في المقال موقف بريطانيا مثلا من الثورات ويبدأ بليبيا.
حكومة المحافظين حلت محل حكومة حزب العمال الذي كان يقيم علاقات جيدة مع نظام معمر القذافي، وبدت مساهمة بريطانيا في فرض حظر جوي فوق ليبيا من أجل عرقلة العمليات العسكرية للقوات الليبية الموجهة ضد الثوار كأنها تستبدل السياسية البريطانية القريبة من نظام القذافي بأخرى تتعاطف مع الثوار.
وستشكل مرحلة ما بعد الثورات في العالم العربي تحديا من نوع جديد للغرب، فها هي الانتخابات المصرية تتمخض عن تقدم للإخوان المسلمين والسلفيين، وفي تونس فاز حزب النهضة الإسلامي، فكيف سيتعامل مع ديمقراطية جلبت الإسلاميين؟
نيك كليغ رفع سماعة الهاتف وهنأ حزب النهضة بالفوز، والتقى السفير البريطاني في القاهرة بهدوء مسؤولين رفيعي المستوى في حزب الحرية والعدالة عقب الجولة الأولى للانتخابات، في بادرة تشير الى أن بريطانيا على استعداد للتعامل مع من تجلبه الانتخابات، كائنا من كان.
ولكن ماذا لو فاز مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية ميت روني، وهو الذي ينظر الى الإسلاميين كخطر يحدق في العالم، دون أن يأخذ بعين الاعتبار كيف حجمت ثورات الربيع العربي نفوذ القاعدة؟
على أي حال طمأنت قيادة الإخوان المسلمين السفير البريطاني أن لا نية لديها بإلغاء معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل أو تطبيق الشريعة الإسلامية.
ويشير وزير الخارجية البريطاني السابق الى دراسة أجرتها جامعة كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة والتي استنتجت أن الأحزاب الإسلامية التي انخرطت في لعبة الديمقراطية تتجه إلى الوسطية لجذب أصوات الناخبين.
وكيف سيؤثر الوضع الجديد في الشرق الأوسط على فرص التسوية معه إسرائيل؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينظر بسلبية الى التغيرات ويقول إنها تجلب الراديكاليين الإسلاميين، مما دفعه الى عدم الإسراع في "تقديم تنازلات من أجل تسوية مع الفلسطينين".
ولكن هل سيتبنى الغرب والولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي؟
يختتم الكاتب مقاله بالقول ان الغرب لم يصنع الثورات في العالم العربي كما لا يستطيع إيقافها، وبإمكانه أن يتجاهل ما تجلبه أو يقرر التعامل معها بإيجابية، ولكن بعيون مفتوحة. لا خيار آخر أمامه.
الذين انتقموا لهجمات سبتمبر
بقيت المخابرات تتعقب بن لادن لسنين طويلة
نيكو هاينز من صحيفة التايمز يعرف القراء على فريق البحرية الأمريكية الذي نفذ عملية اغتيال زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
يقول الكاتب ان مهمة الفريق لم تكن واحدا من أهم تحديات التاريخ الحديث فقط، بل إنها توجت ملاحقة طغت على السياسة الدولية لأكثر من عقد من الزمان.
24 شخصا وكلب واحد هم أعضاء الفريق الذي نفذ العملية التي تطلبت مزيجا من الخبرة التقنية المتطورة والتدريب العسكري الممتاز.
صحيفة التايمز اختارت الفريق واسمه "فقمات البحرية" كفريق العام 2011.
كانت مهمة الفريق التغلغل في الأراضي الباكستانية وتنفيذ العملية بسرية تامة، ودون أن يلفتوا انتباه السلطات الباكستانية.
العضو الوحيد في الفريق الذي يمكن الكشف عن اسمه هو كلب مدرب تدريبا جيدا ويدعى "كايرو".
هنأ الرئيس باراك أوباما الفريق بعد نجاحه في تنفيذ العملية، لكن هوية الشخص الذي أطلق الرصاصات التي أودت بحياة بن لادن بقيت مجهولة حتى أمام الرئيس.
في أحد الأيام من منتصف شهر مارس/آذار الماضي دعا أوباما مستشاريه لشؤون الأمن القومي لإخبارهم أن وكالة المخابرات الأمريكية (سي اي ايه) قد استطاعت تعقب هدف شديد الأهمية، قد يكون أسامة بن لادن، في إحدى البنايات في باكستان.
وبدأت عملية شاقة من التحضير لاصطياد بن لادن، وجرى تصميم مجمع مماثل لذلك الذي يفترض أن يقيم فيه بن لادن في كارولينا الشمالية، وبدأ فريق من مشاة البحرية التدرب على كيفية تنفيذ العملية في صحراء نيفادا، حتى أتقنوها تماما.
ثم، في حوالي الحادية عشرة من ليلة غاب فيها القمر، توجه الجنود باتجاه المجمع من قاعدة قريبة عبر الحدود في الأراضي الأفغانية، واستخدمت المروحيات مناظير الرؤية الليلية وتوجهوا الى بلدة أبوت أباد.
وبعد رحلة جوية استمرت 90 دقيقة وصلت المروحيات من طراز "بلاك هوكس" التي صممت بحيث لا تظهر على شاشات الرادار الى المجمع ونفذت العملية.
"ثورة رأسمالية"
في صحيفة الغارديان نطالع مقالا بعنوان "ثورة رأسمالية" يناقش المأزق الذي يواجهه النظام الرأسمالي بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ويسوق بعض الاقتراحات لإصلاح النظام.
المهمة الأكثر إلحاحا هي محاولة الحد من الجشع وتحويل هدف النظام من مجرد تحقيق الأرباح بأي ثمن الى ممارسة الأعمال المشروعة فقط ودعم حياة المجتمع، ووضع حدود واضحة بين المشروع وغير المشروع.
يقترح كاتبا المقال روجر باكهاوس وبرادلي بيتمان العودة إلى الماضي بحثا عن الأفكار، وعدم التردد في دراسة تجارب دول أوروبية أخرى الفروق الطبقية فيها أقل حدة منها في بريطانيا، والنظام البنكي قائم على دعم القطاع الصناعي، كما في ألمانيا مثلا.