تقسم مناطق تسمية الشعر الشعبي في العراق الى ست مناطق هي :
1 –الحسجة : منطقة تقع في محافظة القادسية , يمتاز شعرها بجزالة اللفظ ومحافظته على روح اللهجة الدارجة
2 – الجنوب : ويعني به محافظة ذي قار مع البصرة .
3 – الجنوب الشرقي : والمقصود به المنطقة الممتدة بين محافظتي ميسان وواسط اي الاثنان معا
4 – الوسط : ويعني به بغداد مع محافظة ديالى .
5 – الفرات الاوسط : وتضم محافظات الفرات الاوسط المعروفة .
6 – الشمال الغربي : وتقسم هذه المنطقة الى ست الوان تتوزع في مناطقها كافة .
ونظرة سريعة الى تلك المناطق تبين لنا ان محافظة واسط تقع بين الحسجة والجنوب ومدينة العمارة التي تمثل الركن الاهم في الجنوب الشرقي والوسط ويقينا ان هذه الخاصية لها انعكاسات ايجابية على واقع ومستقبل الشعر فيها وقد استفادت مدينة الحي بأعتبارها تحد ثلاث مناطق من اصل اربع من تلك الخاصية فصارت قبلة لعشاق هذا النمط الابداعي واصبحت لعقود طويلة عاصمة للغناء الريفي . وقد قدمت المحافظة العديد من الشعراء الكبار امثال دايم الغرباوي الكيتاوي ومحمد المهيدي وغازي حجيل الواسطي والقائمة تطول لتتواشح مع اعمدة الطرب الريفي حيث يتقدم الصفوف علي غبين الواسطي وعباس فليفل مبتكر الطور الحياوي وعلي ثم راضي الغافل مهندسي طور الغافلي وكاظم الحايك وشهيد كريم ورضا الخياط .
وقد انبثقت من مدينة الحي احدى اقضية المحافظة تجربتين فريدتين هما انتخاب قاضي غرام وقد وقد انتخبوا بالشعر الدارمي الشاعر السيد رضا معتوك الاعرجي وعقد محكمة غرامية مهمتها النظر الى مشاكل العشق وشؤون العشاق وعقدت جلسات كثيرة نظرت فيها الى مشاكل العشق اشهرها ماتسمى بالمحكمة اذ اشتكى الشاعر محمد الغالي على الغادة – فتاة الغرام – مدعيا انها اصابته قائلا :-
يقاضي اهل الهوى اتفضل هذي دعوتـــــــــــي انظرها
غــــــادة اليــــــــوم لاگتني وصابتني بنواظــــــــــــرها
صابتنــــي بسهـــم چتـــال طــــر گلبـــي وكسر ضلعي
اوخلتنــي اون ممـــــــــدود عالگـــاع ويصب دمعـــــــي
جيتك اشتكــــي عنـــــــدك ارحـــم حالتـــــي او وضعي
اشهودي خضير اوســــالم اوباجــــي شهودي احضرهه
وطالت وقائع وجلسات تلك المحكمة بعد استدعاء شهود كثر والسماح للمحامين ومحامي الدفاع واخيرا وبرصانة عقل قاضيها انتصرت لصاحب الحق .
انتجت المحافظة طوال عقود كثيرة شعر يحاكي وجع العشق بعمق لحظاته القاتلة فتفرق للاسف وضاع معظمه لضعف التدوين وانتشار الامية وموت الكهول الذين كانوا يحفظونه عن ظهر قلب وما اتانا منه يعد نزر قليل .
اشارات
اولا : نحن لا نريد ان نحاكي شعراء يمرون بذاكر تنابل نريد ان نحاكي شعرا يمر ليبقى بذاكرة الاجيال .
ثانيا : في هذا العدد سنركز على شعر الرواد وبعده في الاعداد القادمة ان شاء الله سوف ننفتح على نتاجات الشباب لنمازج ونجايل بين الاجيال .
شعراء واسطيون
الشاعر دايم الغرباوي الكيتاوي
شاعر قديم يمتلك موهبة فذة ويعد ايفرست الابوذية عصي ان يتقولب بتاريخين لانه كان ومازال مثار اعجاب وجدل وفي ابوذياته يعد لاعب ارتكاز جميع العصور . اتانا من شعره ابوذياته فقط ولهذا نظنه جند موهبته لكتابة الابوذية وفق هندسة متوالية غير مألوفة من غريب اللفظ وجمالية الشكل وغنى المضمون وهندسة البقاء .. ولم يأتنا من ابوذياته الا القليل وهذا القليل دفع به نحو القمة ومن الطبيعي ننفر من البيت الذي كتبه دايم من النظرة الاولى لتشابك واقعه المتخم بغريب اللفظ وتوالي الافتراضات لكن عندما نتمعن بذلك البيت ونفك شفراته نلتصق به ونحفظه ونفرح به الى حد الثمالة .
والان لندخل الى حديقة شاعرنا لنقطف من ثمارها قبل او بعد ان يطلع الفجر علينا .
عبث بين الناظـــــر ميل جهجر .....حلوة خده شبيه الفجــر جهجر
لبح دايم عضيض سريح جهجر ....امغلوث وعين حيده ابعد عليه
ولنترك قلم الكحلة الذي عبث بين عيون التي تشبه الفجر مماحدا بجريح الذئب ( سريح ) الذي يمم وجهه شطر منطقة عين صيدة في محافظة ديالى حيث الرجل الحكيم الذي يشفي عضة الذئب ان يصرخ .
دب دبي الحبرجل داب برجــال .... تخطه وناكر العرجون برجال
حدر زيجك يناهي بيض برجال... شماشم قيس مابيهـــن رديــــة
ولنرحل عن هذا البيت المعضلة الذي ظل معلقا ما بين وهمه والحقيقة واستعصى بتفسيره على الكثيرين وننتقل الى .
چتلني وامر الوالــي دفن دار .... عقيق وصدر البرنجز دفن دار
لونــي بيد محبوبي دفــن دار .... يزعل ويهــز عناجيله عليــــه
وهاهو الان يدعونا ان نسكر معه ونثمل بخمرة الشوق .
ابعجل خف يارسول الطرس ونعس .... انفتنه بشوك ساهي العين ونعس
وسدتــــــه اليمين وسكــــــــر ونعس..... وشفته وطاش خمر الشوك بيــه
وندنوا كما دنا من :-
طلع يردس بخلخاله ودنه
عمامي گـوموا ابفضله ودنـــــه
اكض نهده
وشم خده
وحب حلگــــه ودنـــــــــه
ولو جيش وحرس ويحيطون بيه
لكن الحراس غفلوا
بده ودارين عناجيله من الهــــز...درك راس النهد وروه من الهز
نغط جيجد صدر جاتف من الهز .....خمــل ناطورهن وامنن بيـــــه
واخيرا وكنا نامل لو اننا ابحرنا كثيرا معه لكن للضرورة الفنية احكام وان الزمن علق معبر هذا البيت بسماء المجهول ولكنه مع ذلك لم يستطع احد ان ينسبه له ربما لغرائب لفظه التي تطابق الفاظ شاعرنا فقالوا ان البيت له فقلنا والله العالم
النواظــــر دوم يرمن دان يربـــان .... اله صورة من الديباج يربان
عجارب حدر زلف الترف يربــان ..... يكرصنـــه اليمد ايده ابرديه
الدارمي مع مختارات واسطيه
الدارمي نمط من انماط الشعر الشعبي بداية ظهوره غامضة لم تحدد بفترة معينة لانه غير موثق وهو قد يكون قديما لكنه ليس اقدم من الابوذيه والموال.
بداية ظهوره في الجنوب ومحافظة ميسان مؤهلة ان تكون موطنه الاصلي والدارمي مقيد بوزن وقافيه ويتالف من صدر وعجز , الصدر يجب ان يكون موزونا وغير ملتزم بقافيه اما العجز فيجب ان يكون موزونا ومقفى ويكون الصدر اما مساويا للعجز او اطول منه والشطر الثاني يلحق الشطر الاول بوحدة القافية والدارمي لا يقبل الزحاف وهو من النوع السهل الممتنع والشائع منه يكتب بشطرين ومنه ما يكتب باربعة اشطر ويسمى الدو بيت اي البيت الثاني ويكتب باكثر من اربعة اشطر ويسمى البيت القصيدة والاصح القصيدة الدارمية .
تسميته
هناك عدة اراء حول تسميته :
الرأي الاول : جاء من الدردسه اي التمتمه .
الرأي الثاني : نسبة الى عشيرة دارم العربية اذ يقال ان اول بيت قالته امرأة او قاله رجل من عشيرة دارم التي تقطن العمارة وهذا يدعم الرأي الذي يقول ان اصل الدارمي مدينة العمارة او احدى مدن ميسان .
الرأي الثالث : يقال ان رجل احب امرأة اسمها مي وقد قال شعرا بدارها بعد ارتحالها القسري عنها اي انه قال الشعر ب ( دار – مي ) ) وعند دمج الكلمتين نحصل على دارمي وهذا الرأي لم يدعم بشاهد ويبدو مفبركا ومرتبا .
الرأي الرابع : يسمى بالنثر ولهذا الرأي وجهان هما :
الوجه الاول : تميزا له عن الشعر .
الوجه الثاني : جاءت الكلمة من نثار البذور في الارض المعدة للزراعة فمن المعروف عن العائلة العراقية اشتراكها مع العوائل الاخرى بنثر حقولها بالحبوب ومع نثار البذور ينثر العشاق كلماتهم حتى تصل الى سامعيها فتحدث قصص الحب .
الرأي الخامس : يسمى بغزل البنات او شعر البنات وهذه التسمية صحيحة لان هذا النمط يستوعب مكنونات وخلجات ونوازع المرأة الحسية والنفسية والعاطفية لانه قصير وبسيط ويحمل معان عميقة لذلك فهو يطابق كينونة المرأة .
وهناك نساء ابدعن في الدارمي ولابد لنا من وقفة قصيرة مع بعضهن .
فهذه امرأة من مدينة العمارة توظف لنا مفردة (( ها )) العراقية ببيت مؤثر وجميل قد سجلت سبقها وريادتها بهذا التوظيف الرائع :
اسمع هلي ينــادون ما بيه ارد هـــاه
ملتهيه اشل اجروح گلبي اعله فـرگاه
في حين توظف شاعرة النجف مفردة شائعة بحدود بيئتها الا وهي مفردة (( سا )) النجفية :-
ساتنگطع وابــلاك روحي بفــرد بت
داريهه بالمعروف ماتحمــــــل العت
اما شاعرة مدينة عفك فتقدم لنا صورة رائعة اذ تقول :-
گلبي بفرد بتين انگطعن او ضـــاع
واحد بحدي العيس او واحد بالوداع
بينما تبدع شاعرة الحي (( فتاة الغرام )) ببيتها :-
شف من شفي تگطعــون ياهو العجد راي
بالدنيـــة احب اثنيــــــــن بــس الله وهواي
وتطلب شاعرة اخرى من الحي (( نحتفظ باسمها ))
كل مرض مابياش داره استريحن
ينشعب كل اهـواي اس لاتصيـحن
وتماشيا مع هذه الصورة الجميلة الموحية لابد للرجل الشاعر ان يكمل رحلة الغزل في الدارمي ولكي نبحر باعماق التاريخ لابد لنا ان نعود حيث قال المرحوم جعفر السكر ارتجالا شطرا اتمه غازي حجيل ارتجالا ايضا
حل وكت المجــازاه يل گلت اجازيك
هم بيه وكت الضيج يل چنت اهم بيك
وفي زحمة انشغالنا بعملنا يفاجئنا الشيخ فاضل عباس الحداد
سلمت ثــــم اثنيــــت ليه مــــا تــــردون
حتـــــى بســـــلام الله گمتوا تشحـــــــون
ويتلاعب بمشاعرنا مله حميد الشيخ باقر مثلما تلاعب بالالفاظ
الصبح ياهل ساع يشوي يشيلون
الجدم ينگل طين من دمـع العيون
فيما يقدم هاشم الدريعي نموذجا مبتكرا من ناحية تدوير البيت وهذا نادرا ما يحدث في الدارمي
ليش من ادگ البـاب حس لا هلة تصيح
امك وحس بعضاي تتهاوي وتطيــــــح
ويقدم الحاج جواد جعفر السكر صورة ترتقي الى مصاف الصور المتقدمة
بعيني رسم هـــواي بصبيها مدفـون
ما ابچي خاف يطيح وي دمع العيون
ويصرخ سالم الدباغ بالذين رحلوا
هنا يهــــــل ماشيـــن فرگاكم امجيد
عافت وطنهه الروح وياكـــم تريـــد
فيما يوضح سالم شاهين موقفه من العيد
اشعندي وي العيد وشعنده ويــاي
متوســـــد التربان ظل نايم هواي
ويعرض الحاج محمد علي جلاب علته
انحــــلت مابيـاش جدمي انه اشيله
دمع البيابـي عليك ما جـــف وشيله
ولا يمتلك السيد يعكوب الياسري غير روحه التي عرضها للبيع
بروحي والله اشريك لــو روحي تنباع
مابـــي حسافة عليك العمـــر لو ضاع
ولا يفهم محمد الغالي ولايعرف عدم استقرار روحه
لاجت يخلــي الروح مدريهــه شتريد
هـــــــذا انت بالدلال وتگلك بعــــــــيد
ابوذيات واسطية خالدة
يقارن الشاعر محمد المهيدي بين زمنه وزمن الاخرين
نظل نريه المحان احنه ونصباي ....
انخفض عزمي گبل رفعي ونصباي
ابصباهه الناس تستانس ونصباي ...
گظيته بكـــــــــدر وهمـــوم واذيـــه
ويدخل عليوي الغافل نارين بمقارنته
كل مغرم گوه عزمه وانه راك ....
اهلكت ما عاد اشوفنك ونه اراك
يجــدح بگلبــــــي ونــــه اراك
لعد غيري ضياهه وحرهه اليـــه
فيما يطالب جعفر السكر من حادي الظعن
يحــــادي الزمل بالله عليك تنواي
رحت عنــــي لـــوين تريد تنواي
اگلة اكرب يكلـــــي ليك تنــــواي..
بسنه خدي وتظل اتلـــــوم بيـــــه
ويحدثنا عبد منخي عن ديار العز
الشرف من دور اهلنه ماسكنه
اوغير اوطان عزنه ما سكنه
يجــــي الابلد يهيج ماسكنـــــه....
بثنـــايانه ويكول الدار اليــــه
ويفاجئنا غازي حجيل بكلمة (( ارتين )) التي تهز كياننا
ارتين الوكت بعض دمعي من ابجاي...
دمه وصاب الگلب محبوبي من ابچاي
چنت اشفج عله عيوني من ابچاي...
لچن لاجلك يغالــــي ارخصت هيـــــه
ويرسم جميل افندي الواسطي بقلمه الساحر صورة معبرة عن اللقاء بعد الفراق
لفة ولفي اليعاتبني واعتبــــــه ....
بهدوة ولا الواشي وعتبــه
يعتني وانتحب وابچي واعتبه.....
بچه ودموعنه صبن سويه
ويتحفنا السيد عيسى الجصاني بكلمة (( نمارق )) الجميلة المعبرة التي طرزت بيت حلق عاليا فوق رياض الابوذية
جلوسه اعله الارائك والنمارق....
وحرير الحور لبسه والنمارق
يحن للغير كلبــــه والنمــــارق ....
وهو يدري بهواه اشعمل بيـــه
ويبتعد عن فكاهته المعهودة الحاج عبيد ياسين ليصوغ لنا لؤلؤة زينت جيد الابوذية
عيونه گبل اشافة شتمنــــي.....
وعگلي الچان ثابت شتمني
انهجم بيتچ يروحي شتمني .....
تمنيت الذي يصعب عليــه
ويولد ويقول صادق تويه ليذهب مثلا
لمن ياعين هليتـــــي وسلتـــي .....
راح الچان امل روحي وسلتي
غزوني وفرهدوا عنبي وسلتي ....
وذبــــوا چتلت الناطور بيــــه
الى الابل ومنها واليها يكتب الشيخ عبد الله الحاشي ليسترسل ويوضح
حنين النيب مثلي يمتحنـــــه ....
ودم هذا البديه يمتحنـــــه
متى الباري بغرامك يمتحنه.....
بصبر ايوب وتريده عليه
ويقتنص هاشم الحاشوش مفردة بسيطة ليوزعها عدة معان يكتمل بها نصاب بيته
يفز كلبي الشخص يو شبيهـــه ....
او عليه الروح صارت يو شبيه
اكرهتهه جي عذولي يوشبيهه .....
سفيهـــــه وقبلت العاذل عليــــه
ويوجز هاشم الدريعي مكنونات نفسه
ترف شغله شعز عندي منشفاك
اموت اويحتيي عودي منشفاك
لون اسمع حچـي يغثني منشفاك
مزاح اتصوره مو غيض اليــه
ويوصف محمد الغالي ويرتقي بوصفه
ابنده البورود وجناته وردني
خذاني الشوگ بوداده وردنــي
بيدي اسحبت دمعاته وردني
اوعله ايدي غفه اومابين اديـه
وعلى يدي سالم الدباغ يبيض ديك الشعر
ترف گلي اشتبي من الزيج لشتاك
اتگفظ مستعد بالصيف لشتاك
وحگ من عزل بترتيب لشتـــــاك
ارگدت لشتي بهواك شلون بيه
القصيدة
تطلب تطور القصيدة الواسطية ومغادرتها رياض الكلاسيك بأتجاه الفضاءات المفتوحة جهدا طويلا اصطدم بعقبات كثيرة اشدها تعقيدا موقف الشعراء الذين كانوا يتبنون منهجهم الابداعي فرفضوا الابحار بأتجاه الحداثة وقد بقيت القصيدة اسيرة قيودها لم تنفك من سطوة شعراء القديم ولاسيما شعراء الحي الذين نصبوا خيمة شعرهم التي اطلق عليها شعراء حي واسط التي قدمت شعراء فطاحل لايمثلهم اسم واحد او جيل معين وتميزت بتجارب رائدة ومن ثمارها ابداع شعرائها بالقصيدة الحسينية التي نراها ونعتقدها كبيرة .
ازاء ذلك بقيت القصيدة الحديثة تعاني ولم تستطع ان تنهض الا بداية الثمانينات على ايدي مجموعة من الشعراء خطوا اسمائهم فوق اديمها بمداد القلب والصبر والجلد وفي هذا الاتجاه لانريد ان نذكر اسماء معينة لكن ومن باب الامانة لابد من ذكر قاسم عبد وناظم الحاشي فهما الاكثر ابداعا والاقدر على حمل العبء وهذا لايقلل من اهمية الكثيرين ولاسيما الشباب في حين لنا مأخذ على بعض الشعراء الذين مازالوا يرزحون دون ان يدروا تحت وطأة القص الحكائي المؤطر ببناء كلاسيكي يرتشونه بتباعد القوافي وهم بذلك يظنون انهم اصبحوا اسياد الحداثة ونحن لانرى او نشعر بصورة او صور نابضة بالحب الانساني ترتقي الى مصاف الصور المعبرة الجميلة وبالمقابل لو عدنا الى الوراء لفوجئنا بشعراء من المدرسة الكلاسيكية بنوا وهندسوا قصائد رائعة صاحبت روح الحداثة بعد ان زخرفت بصور نابضة بحس انساني نبيل ولنا في ذلك امثال كثيرة تتمثل بالشعراء علي شدهان الربيعي وعلي ستار المديد وجواد جعفر السكر وهاشم الدريعي وعبد منخي ومحمد الغالي .
ولكي نلم بجوانب واقع القصيدة لابد ان يكون دخولنا من بوابة القصيدة الكلاسيكية ... في هذا الشأن يبدع هاشم الدريعي .
ضاعت موازين الـــوفة اوضــاع الصدگ منهاجــــه
ما ظل صديج التامنــــة ويعـــرض بوكت الحاجــــة
.............
ماظل صديج المن صدگ ويحاسبـــه وجدانــــه
وتنول منــــــه الغانمــــة والغانمة اعلة السانـه
حزنان يشبــــگك چــذب وي المشــو دفــانـــه
مگلوبي امـــركب عكـس مـــاينعدل معواجــــه
ويضع الامور بنصابها عندما يرتقي .
ما ينعدل اعـــــوج يظل لن مـــو عفيفه انفاسـه
يتبــاهــه بثياب الخــزي وتلگـي المذمة بــراسه
العود ينضـــــــح ماحوه مـــن طينته ومغراســه
واليزرع الطيب ايحصـل طيب ويقــــر انتاجـــه
وللتاريخ وللافادة يجب ان نذكر الشيخ العالم الجليل عبد الحسين الجويعد الحياوي الذي ابدع بالفصح وبالشعر العامي الذي كان ينظمه وينسب معظمه الى غيره او الى مجهول ولقد جاءنا من شعره الشعبي القليل , ومعظم شعره مكتوب عن الحب ولواعج الغرام وعندما نتمعن فيها اكثر نجدها مكتوبة ومكتوية بحب ال البيت وواقعة الطف
ابيات من فن التجليبه
اجلبنك يليلـــي والعيـــــون عيون او فلك الگلب من ضيم الدهر مشحون
جنوني من غرامي والجنون فنون صوبنــــي الدهر وامچـــن تصاويبــه
وايضا
اجلبنك يليلي والويـــــاي ويــــــاي على الوادي بچيت وحرميت المــاي
انه من احچي يخوتي شاهدي وياي جيسوا جرح الگلب وشوفوا اصاويبه
وعبر المدى تتفجر صرخة عبد الامير حسين المياحي وهي تعبر خطوط الصبر والحصار والحروب لتعزز فينا مهمة الشعر وشرف الكلمة
الدنية حسبة وكت الما حسبه غبـي
الجوع كافر نعــم بس الكرامة نبي
ويصف قاسم عبر مدينته ... مدينته الكبيرة
واسط حـــاجب اعلــــه العيـــــــن يا صاحب تبره اليوم من عينه
اهل الكوت عمال ونكحل عين كل معمل
فلاليح او نلبس الگاع ثوب اخضر اذا غبشــــت مســـــــاحينــــه
وببناء قصصي يحدثنا ناظم عبد الامير الحاشي .
انه من الدمـــــــع ملتني حتى العين وگل منـي الصبر وحچايتي حچايه
اعثر بالشمس بس اطلع مــن الباب ومــا ظل بالسگــف للگــاع تچايـــه
راضاني الوكت من شافني اتوازيت ودالي الحـــزن وي الضيــم مشايـه
ثم يقارن بقصيدته بين موقفين
انه انده الدنية بريشة من تنام تندهني اعله ضيمي بناب سلاية
ويرتقي سلمان الوائلي او لايرتقي لان ارتقاءه الحقيقي بقصائده التي تضيع يوميا وهي تتسرب من بين يديه كما تتسرب حياته التي اتعبتها دروب الضياع والتشظي والتصعلك بأديرة الوهم وهو شاعر بقليله الذي تبقى او الذي سيبقى سد قامته بين قامات المبدعين وهو بحق حسين مردان او حضيري او جان دموا الشعر الشعبي العراقي
نحس كلش نحس حتى من الاگيك ولا فد يوم رف گلبك عليـــه
تحثني العاطفة بس ودي احــاچيك وانته شگد علي عينك جويــه
دمــــــرنــي بكثر ما استعز بيـــك اشما عندك صلافه وقابليــــه
ولك والله امـــن اســـولفلك ابچيــك مثل ذاك العرف چتال اخيـه
وللعين منها يرسم حيدر حسين الشحماني
هاي عيون ... لو دجلة او عليهه امچلچل الزيتون
هاي عيون ... لو طلاسم
والطلاسم شوف بيهن لغز مدفون
ولغاية اسمى من الحلم يسمو الشاعر الحياوي .
اريد احلم حلم وهمـان حلم الما حلم بيه حــالــــم
اصعد للنجم شچـــاي ونزل خطية برگبـة الظالم
منقــــــول