اهداء : الى صديقتي اينانا ..واستكمالاً لـ انا لن اذهب
..............................................
من حيث الساعة المهشمة
استعرت حدقتاها بنيران الهشيم
اي مفارقة ....هاهو الزمن يقف عنده مرة اخرى
احست بأنها والهشيم فقط وسط فراغ ...لا شيئ ...لا مكان ..لا زمان ...حتى دوامة الافكار في رأسها تجمدت .
هزت رأسها بعنف لتستعيد طوفان الحركة فيها ومن حولها
تراجعت خطوتين ..وتهالكت فوق حافة السرير جالسة
احست انها لن تملك الطاقة ابداً لتنهض من جديد ...هل حقاً ستذهب ؟
هاهو هنا الان ...ها هو هنا الان ...لا مفر ..لا مهرب ...لا مناص من الاصطدام بماض لم تعد اهلاً له ......
ترائى لها بقامته المبهرة ...وعينيه العذبتين...و سرعان ما ازاحت صورتُها الذابلةُ طيفَه ...فأغلقت عينيها ....و ذوبتها بدمع
قررت ان تطالعه اولاً قبل المواجهة ...
نهضت بهدوء ...خلعت حذاءها ذي الكعب الانيق ...و تسللت نحو الصالة ......لم يعد يهمها الا ان تستعد ...لتقلل من فداحة الهزيمة المحتمة ...حتى ولو استلزم الامر ان تتسلل كالاطفال ..
نظرت من الشباك المظلل نحو الغرفة المشعة بالبهجة ...او هكذا بدت الوجوه المألوفة التي تصفحتها بعينيها ... رباه ...الجميع هنا ...بحثت عن طوله الفارع ..عن عينيه العذبتين ...
لكنها لم تجد سوى افراد اسرتها ...و .................غريب .
غريب تحلق من حوله الاخرون ...
اغلقت عينيها بهدوء لتستوعب فقط
وفتحتهما بهدوء في أمل لتغيير الصورة
لكنها اصطدمت بالغريب مرة اخرى
غريب بشعر رمادي و عينين ذابلتين ...طيبتين ...وابتسامة نصف بلهاء ...و جلسة مستسلمة لثقل جسده ...استدارت مغالبة دوامة من المشاعر ...
ودلفت الى حجرتها و عيناها لا تريان سواه ....
لم تشعر بنفسها وهي ترتدي حذاءها ذي الكعب العالي ...و تمر على شعرها الحريري الكثيف بفرشاتها بحنان ...نظرت الى حدقتيها في المرآة و اطالت النظر ...
تعطرت
تبسمت لنفسها
وخطت نحو الصالة بهدوء لم يخالطه الا صوت زجاج مهشم مرت عليه بلا مبالاة وهي تدلف من الباب بزهو نخلة .
................