لا ظلم في ساحة الله
لا ظلم في ساحة الله، فالنار هى الدنيا لمن اختاروها وطلبوا الخلود فيها، فقط سيكشف الغطاء عنهم ليجدوها مشتعلة بأعمالهم وظلهم وفسادهم، وملأتها عقارب حسدهم ووحوش أفكارهم وجرائمهم وحقائقهم الحيوانية البهيمية التي ستظهر لهم جلية فيعذب بعضهم بعضاً بتلك الحقائق الخبيثة عندما يكشف الغطاء، لا ظلم في ساحة الله، من طلب الخلود الدنيوي سيعطى أمنيته ويبقى حيث أراد فقط سيكشف عنه الغطاء ليرى الحقائق كما هي (لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ) سورة الانبياء( 13).
الله عادل في كل شيء، بل هو محسن وكريم الى درجة لا يمكننا أن نفهمها وليس عادلاً فقط، لهذا فهو لا يؤذي أحداً بل أشد عقوبته هي أن يعطي الانسان اختياره الذي عادة يكون فيه هلاكه الابدي لهذا فمعنى قوله تعالى: ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) البقرة(65) ، قوله تعالى: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ )المائدة(60) ، وقوله تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) الاعراف (166) .
أي أنهم ألقوا المفاتيح من أيديهم وخسروا الروح الانسانية التي بثها الله في أبيهم ادم (عليه السلام) وحثهم على تحصيلها، ولم تبق لهم الا الروح الحيوانية، فعادوا الى أصولهم حيوانات وبهائم لا يكادون يفقهون قولا.
الله اعطى الانسان كل انسان المفتاح الرئيسي الذي يفتح كل الابواب والذي يثبت انسانيته فيمكنه ان يفتح الابواب واحداً بعد الاخر لينتقل من نور الى نور أعظم منه حتى يصل الى مواجهة النور الذى لا ظلمة فيه، ويمكنه أيضاً بكل بساطة أن يلقي المفتاح الى الارض ويعود الى حيوانيته وبهيميته والتي بها يمسي يساوي القرد القرد كما في النص القراني (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ) المائدة (60).
*المصدر: كتاب (وهم الالحاد).