يعتبر التخطيط بشكل عام عملية تنظيمية لخدمة المجتمع ، يقوم بها مجموعة متكاملة من المتخصصين وذوي الخبرة لمسح منطقة عمرانية بها مشكلة ما يراد حلها وذلك للحصول على أفضل قدر ممكن لإنتاجها و لراحة سكانها وتنظيم السكن والعمران والاستفادة قدر المستطاع من طبيعتها و مواردها.مع الاخذ بنظر الاعتبار الترشيد في استخدام الموارد والطاقة سعيا لتحقيق مفهوم التنمية المستدامةلخدمة الانسان والبيئة معآ. ان مشكلة المقال تكمن في ابراز مفهوم الاستلهام من التجارب السابقة في التصميم الحضري للمواقع السكنية من مراعات للظروف البيئية للتصاميم وبالتالي يجب ان تكون البيئة الطبيعية جزء من عملية ترشيد استخدام الطاقة عند تخطيط المدينة من خلال التجارب التي حصلت على البيت التقليدي وضرورة تجسيدها في التصاميم المعاصرة والحد من الاستخدام المفرط للطاقة. يهدف البحث الى اتباع منهجية ثابتة ومعايير تخطيطية تهدف لخدمة الانسان والبيئة وذلك بضرورة التقليل من استخدامات الطاقة عند تصميم المدينة وذلك من خلال فهم وتفاعل المصمم مع المفردات التصميمية التي تكفل أن تستقبل المبانى المراد تصميمها أقل ما يمكن من الحمل الحراري الصيفي وأكبر ما يمكن من الاكتساب الشتوي الذي سيكون له الأثر الكبير في حماية البيئة من التلوث وترشيد إستهلاك الطاقة وقيام عمارة ملائمة مناخياً وكذلك تجنب المشاكل الاقتصادية والخسائر الناجمة عن ذلك الاستخدام. كان تصميم المسكن احد أهم هذه الاساليب في توفير الحماية والراحة للانسان فكانت محاولة تكامل هذا البيت ليلائم المستخدم أتية من تجارب وملاحظات البنائين المبدعين كرد فعل لأثر البيئة المناخية على الا نسان وإذا كانت وسائل التدفئة آنذاك في المنازل متوفرة وسهلة المنال باستخدام الحطب والفحم والمواقد إلا ان ادوات ووسائل التبريد لم تكن متوفرة آنذاك فكان المعمار يبتكر الطرق للتقليل من الاحمال الحرارية المؤثرة على المبنى ليخفف من أعباء الصيف وحرارته . ولم يكن الحل مقتصرًا على المبنى ولكنه جاء متكاملا مع تصميم الحي السكني ومكملا له إن لم يكن رئيسيًا في الحماية الخارجية وذلك بتكوين مناخ موضعي معدل عن مناخ المدينة العام ليصبح الجو المحيط بالبيت من الخارج وكأنه هو المصدر المباشر لمناخ الحي السكني . اننا حينما نتفاخر بقابلية السابقين في ملائمة تصاميمهم الحضرية والمعمارية لمناخهم وتوفير الراحة فأننا لا ندعوا هنا بأن نستنسخ ما عمله أبائنا وعلمائنا السابقون من المعماريين في تصميم المدينة والمسكن ونحشره في ابنيتنا ومدننا . ولكن هذا يدعونا لأن نقول إذا كان أبائنا وعلمائنا السابقون رغم قلة الوسائل الاصطناعية في توفير الراحة شتاء وانعدام الوسائل لتوفير الراحة صيفًا قد نجحوا بجعل مبانيهم ملائمة لهم ضمن مناخهم فما بالنا لا نستطيع ان نكون نحن الذين لدينا من الوسائل العلمية ما يجعل هذه الأمور أسهل بكثير أن تكون مبانينا تلائم مناخنا.
لقد التجأ الكثير من المصممين في هذا العصر بعد ظهور أجهزة التكييف الى الاعتماد الكلي على الاجهزة الاصطناعية لتحقيق الملائمة المناخية داخل المبنى حتى اصبح المبنى غير قابل لملائمة المستخدم إلا بوجود هذه الاجهزة التي غدت من جانب أخر عبئًا على المستخدم للمبنى فهي عبئ في كلفتها العالية الثمن وفي أدامتها إضافة الى تلويثها للبيئة لاستهلاكها طاقة ملوثة وتعكيرها للجو الهادئ في المدينة وذلك بزيادتها لمنسوب الضوضاء وتأثيرها الحراري على الجو العام في المدينة أيام الصيف علاوة إلى تأثيرها على الاقتصاد الوطني وذلك بالحاجة لزيادة مصادر الطاقة مثل الطاقة الكهربائية لتشغيل هذه الأجهزة إن انتباه المصمم الحضري والمعماري الى ذلك واتخاذه بعض الإجراءات في تصميم الحي السكني وفي تصميم المسكن فإنهما سيجعلان الحي السكني ببيوته يلائمان مناخ البلد فهما يمكن ببعض المعالجات أن يستقبلان أقل حمل حراري صيفي ويتمتعان بشمس وجو اكثر دفئًا شتاء وبهذا سيحتاج المستخدم الى اقل ما يمكن من أجهزة التدفئة لتعديل جو المسكن شتاء واقل ما يمكن من أجهزة التبريد صيفًا وسنحاول في بحثنا هذا التطرق الى دور كلٍ من المصمم الحضري والمعماري في اعتماد الوسائل الطبيعية باستخدام بعض المفردات الحضرية والمعمارية للمساهمة في السيطرة على مؤثرات المناخ الخارجي على الحي السكني وعلى الوحدات البنائية والتي بدورها ستقلل من الاعتماد على الطاقة الاصطناعية وترشيده لاستخدام الطاقة . والخلاصة هي إن فهم وتفاعل المصمم مع المفردات التصميمية التي تكفل أن يستقبل المبنى أقل ما يمكن من الحمل الحراري الصيفي وأكبر ما يمكن من الاكتساب الشتوي سيكون له الأثر الكبير في حماية البيئة من التلوث وترشيد إستهلاك الطاقة وقيام عمارة ملائمة مناخياً.
وهذا يعتمد على الجوانب المهمة والتي يجب على المصمم والمخطط الحضري ان يأخذها بنظر الاعتبار . ولو نظرنا جانبا الى اهم المميزات فب المباني التراثية المتمثلة بالعمارة العربية الاسلامية واهم المعالجات المناخية المتبعة لنقلنا الفكرة التي اتبعها ابائنا القدماء في معالجة التاثير المناخي وبالتالي الدر الفعال لهذة المعالجة في التقليل من استهلاك الطاقة و اننا نتفاخر بقابلية المخططين السابقين في ملائمة تصاميمهم الحضرية والمعمارية لمناخهم وتوفير الراحة لساكني تلك المباني. ان موضوع ترشيد الطاقة امر في غاية الاهمية والذي يجب ان يخضع لدراسة كاملة من قبل المخططين الحضريين والمصممين المعماريين من خلال التوصيات التالية:
1- ضرورة الاختيار المعماري للشكل البنائي على التقليل من الحمل الحراري صيفاً وزيادة الاكتساب الحراري شتاءاً.
2- ضرورة إختيار موقع تثبيت الشباك ضمن سمك الجدار في الاختصار من الصرف على الطاقة.
3- ضرورة إختيار المواقع التي توضع فيها المساحات المزججة الكبيرة والمساحات المزججة الصغيرة في التقليل من الاعتماد على الطاقة الاصطناعية.
4- ضرورة التجاور في الابنية في عملية الحفاظ على الطاقة.
5- ضرورة إختيار المعماري لمواد البناء وأثره في التقليل من التلوث البيئي وتحسين البيئة المناخية الداخلية للابنية والحفاظ على الطاقة.
6- إعتماد التهوية الطبيعية في الابنية وأثره في التقليل من استخدام الطاقة الاصطناعية.