أين أنتِ !
أين أنتِ فلقد بحثتُ عنكِ في كل مكان ؟
فتشت زوايا المكان ونظرت بين الكلمات
أبحثُ .. أفتش عن همس لكِ فيه أقلب الأوراق
أحدّق في السماء
هل ياترى أنتِ التي أرى !
أم زاغ بصري عن هواكِ
فمضيتِ عني بعيداً
بين مساكن العاشقين والملهوفين والمساكين !
أيها الصدى هل ترجع حنين الماضي ؟
هل تقفو أثر اللاحق ؟
هل ترجع لها صدى أيام خلت وأزمنة ولّت
وهوى قد يعفو عليه التراب فيعلوه قبر
في جنبات صحراء بعيدة جداً
أيها القبر تكلم كم من قتيل ضم تحت ثراك !
و كم من عاشق مفتون
بل ومجنون قد أسقط في يديهِ
فلم يجد إلا أنتَ طريقاً ودرباً !
أيتها القبور المشرفة ألا ترجعون لي الصدى
فتخبروني عن حال ما كنتم به فوق الأجداث ؟
أأنا مجنون !
أبحث عنكِ بين تراب المقابر والحفر ؟
أم أكلَ العشق الفكر وتسيد الهوى
فلم يكن له من طريق سوى دروب الموت والفناء !
أين أنتِ !
بل أين أنا !
فما عدتُ أعرف نفسي بين تلك الحفر ومهاوي القبور !
أنكرت نفسي فأنكرتها ومضيت في دروب طويلة من الهم والغم
لا أعرف لي طريقاً ولا أدرك درباً يكاد يوصلني
لأنني لا أعرف من أنا ..!!