الطائفية هي الإطار الفكري الذي يأخذ المرئ الى الوراء تاريخيا للجذور الاجتماعية والنفسية الأولى التي ارتكزت عليها البشرية البدائية. في الماضي كانوا البشر يصيديون ويجمعون الثمار خلال الفترة الأولى من تاريخ البشرية، فكان هنالك مجموعات صغيرة من الناس (الصيادين وجامعي الثمار) فهموا اهمية العمل مع بعضهم البعض. عملوا بشكل جماعي على حماية مجموعتهم الصغيرة، وجمع المواد الغذائية، وتأمين أراضيها وهلم جرا. لقد انتموا هؤلاء الأفراد لجماعات ضيقة ومتماسكة وتعتبر هذه المجموعات العديد من الغرباء أعداء.
مع تطور البشرية بدأ الأفراد في هذه الجماعات توسيع دائرة قبولهم الاجتماعي. بدأوا يروا أكثر تشابهات من اختلافات مع المجموعات الأخرى. وبالتالي، تلاشي تدريجيا الفكر الطائفي والالتزام والتقيد بالمجموعة أو الطائفة. الفكر الطائفي هو فكر بدائي، واستدعاء المفاهيم الطائفية في وقتا الحالي يجسد عمليا الكرايهة وعدم قبول الاخر.
المثال الأساسي اليوم عن هذا النوع من التفكير هو الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. هذه المجموعات تقتل وتعذب وتنهب وتغتصب العديد من الذين ليسوا ضمن الدائرة الطائفية الضيقة الخاصة بهم. ومن هنا، سمعنا تصريحات دولية تقول أن هذه المجموعة تنتمي إلى العصور الوسطى. كما ألمحت أعلاه، هذه المجموعات تنتمي للأسف لعصور ما قبل الوسطى عندما كان البشر يعيشون في الغابات حول العالم. المحصلة أن الدولة الإسلامية في العراق وسوريا والجماعات الإرهابية الأخرى التي تشابهها في التفكير لا تنتمي إلى هذا العصر ولهذا العالم، وهم غير قادرين على فهم جوهر الإنسانية الذي يترسخ بالسلام والتقدم والمحبة الأخوية.
القيادة المركزية الأمريكية، فريق التواصل