بعض النساء يجدن لذة كبرى في الانسلاخ عن كيانهن والذوبان في الرجل، ويعيشن الحب منغمسات فيه حتى العظم، فهذا النوع من النساء تطالب الرجل أن يقودها ويتركها لترتاح رافعة لافتة (عقلي في إجازة)، تطيعه طاعة عمياء، وتخضع لإرادته وقراراته دون أن تفكر فيها أو تفندها أو حتى تقيمها من باب (الحق والباطل، الصالح والطالح)،
وترضى أن تسلم قيادها له وهي عمياء، بكماء، صماء، لكنها بعد فترة من الزمن تفتح عينيها على واقع كالرماد، فقد دمرت شخصيتها وعلاقاتها الاجتماعية وأنشطتها فإذا بها وحيدة قد شُلت تماماً بينما الرجل الذي ظنت أنه سيخلص لها للأبد يبحث عن أخرى أكثر دهشة وإثارة، امرأة تشاغبه لتكسر طوق الروتين القاتل.
هذا النوع من النساء يفقن دائماً بعد فوات الأوان لأنهن يدفعن ضريبة خمولهن وكسلهن باهظة، فما يفعلنه في الواقع ليس من باب الحب والحكمة وإنما بدافع الراحة المتناغمة مع طبعهن الكسول الخامل.
فالمرأة السويّة لن ترضى أن تُصادر إرادتها وقراراتها وتبرر لنفسها أنها (الطاعة للزوج)، فقد يكون الزوج على باطل أو يظلم، وربما يخطئ ويطلب منها هنا أن تتحلى بالوعي لتقيم زوجها وتنبهه وتمارس دوراً إيجابياً في العلاقة الخاصة وهذا هو الحب الحقيقي الذي يحمل ذبذبات متحركة صعوداً وهبوطاً فتنتفض المشاعر وتتلبد بحكم الأنواء العاطفية المتقلبة.
تقول احداهم انها خضغت خضوعها لزوجها المتسلط الغيور، فقد هجرت أنشطتها وحضورها الاجتماعي ومؤتمراتها بعد أن أحبته فأفنت نفسها فيه، وبعد ثلاث سنوات كانت الصدمة.. كشفت علاقته بصديقتها الإعلامية الناشطة التي كان ينتقدها بشدة!
وأقول لكل امرأة قابلة للذوبان... الحب لا يعني انسلاخك عن ذاتك.. بل تكامل مع الشريك وتفاهم وانسجام.