الخميس, 6 مايو/ أيار, 2010
استناداً إلى معلومات سرّبها قائد عسكري إيراني وسائل إعلام: بن لادن في إيران.. ونجاد يقول إنه في واشنطن
أسامة بن لادن وأحمدي نجاد
قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة بثتها الاربعاء قناة "ايه بي سي" الاميركية، انه يعتقد ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن موجود في واشنطن، الأربعاء 5-5-2010.
تناولت وسائل إعلام غربية أخيراً خبراً عن وجود زعيم تنظيم القاعدة في العاصمة الإيرانية طهران، ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريراً مصوراً يؤكد اتخاذ أسامة بن لادن العاصمة الإيرانية مقراً له، ويتابع هناك حياته اليومية ويقوم بممارسة هوايته المفضلة، أي الصيد بين الحين والآخر، على حد تعبير الصحيفة.
وردا على سؤال عما اذا كان بن لادن يختبىء في ايران، وصف احمدي نجاد هذه الفرضية ب"المضحكة". وقال "سمعت انه موجود في واشنطن"، مؤكدا أنه في واشنطن لانه شريك سابق لبوش.
لقد كانا في الواقع زميلين في الماضي. كانا معا في مجال النفط وعملا معا. بن لادن لم يتعاون يوما مع ايران لكنه تعاون مع بوش"، من دون ان يحدد ما اذا كان يتحدث عن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب (1989-1993) او جورج بوش الابن (2001-2009).
وتابع بجدية "يمكنكم ان تكونوا على ثقة بانه في واشنطن. اعتقد ان هناك احتمالات كبيرة ان يكون هناك".
ويوجد الرئيس الايراني حاليا في الولايات المتحدة حيث القى الاثنين في نيويورك خطابا من منبر الامم المتحدة لدى افتتاح اعمال مؤتمر متابعة معاهدة حظر الانتشار النووي.
وبهذه المناسبة، طلب احمدي نجاد تعليق عضوية الولايات المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هيئة الامم المتحدة المكلفة مراقبة الانشطة النووية في العالم وتنظيمها.
وفي حديثه لشبكة "ايه بي سي" حمل احمدي نجاد على وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون معتبرا انها "تسعى الى ايصال العلاقات مع ايران سريعا الى نقطة المواجهة"، متهما وزيرة الخارجية الاميركية بانها "تتخذ باستمرار اجراءات" ضد الحكومة الايرانية.
وشدد على ان "المواقف التي تتخذها كلينتون تنتهك حقوق ايران في ما يتعلق بالقضية النووية. الامر واضح جدا"، فيما بدا احمدي نجاح اكثر اعتدالا حيال الرئيس باراك اوباما وقال "اذا كانت كلينتون تسعى الى مواجهة مع ايران فان ذلك ليس هو موقف الرئيس"، مبينا أنه "بناء على ما لدينا من معلومات، فان هذا ليس راي اوباما لكن هناك الكثير من الضغوط حوله".
ومنذ الهجوم الأمريكي على أفغانستان في أعقاب الهجمات على برج التجارة العالمي والتي تبنت القاعدة مسؤولية القيام بها جعلت الولايات المتحدة الأمريكية مطاردة أسامة بن لادن على سلم أولوياتها، إلا أن فشل الولايات المتحدة في بلوغ غايتها على هذا الصعيد أثار تساؤلات عدة عن أسباب هذا الفشل وإشتهرت مغارة تورا بورا في أفغانستان في إطار التعاطي الأسطوري تارة والتحليل طبقاً لنظرية المؤامرة تارة أخرى.
وقالت صحيفة "الغارديان" إن أسامة بن لادن يعيش في الوقت الحاضر في رغد بشقته الفخمة في إيران ويقوم بممارسة الصيد بالصقور في ساعات الفراغ.
أما موقع "تلغراف" الالكتروني فقد كتب بهذا الخصوص: "بدلاً من أن يجثم زعيم القاعدة في مغارته متخوفاً على حياته، بات يتمتع بحماية الحرس الثوري الإيراني وهو يعيش إلى جانب زوجته وأبنائه".
وذكر موقع "نيوز.كوم" الأمريكي أن أكثر الإرهابيين مطلوباً للعدالة في العالم يعيش منذ عام 2003 في رغد بشقة في إيران، حسب فيلم وثائقي جديد.
هذا وكانت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية المصدر الرئيس لوسائل الإعلام الغربية، قد أجرت حواراً مع منتج الفيلم الوثائقي "الكوكائين المؤكد" آلن باروت أكبر تجار الصقور في العالم الذي أعلن أن امتلاك الصقور يشكل هواية أسامة بن لادن المفضلة ويقوم باصطياد هذا الطير بحرية تامة في إيران، وذلك نقلاً عن مصدر عسكري في الحرس الثوري الإيراني.
يُذكر أن إيران تعد من البلدان التي توجد فيها فصائل مختلفة لأفضل الصقور في منطقة الشرق الأوسط، وهناك محميات خاصة للصيد بالصقور لا يمكن الاصطياد فيها إلا بإذن من السلطات.
وأضافت "فوكس نيوز" نقلاً عن مدرب الصقور الأمريكي، أن بن لادن بصحة جيدة ويعيش في إيران منذ عام 2003 برفقة زوجته وعدد من أطفاله، فيما يحرسه 4 عناصر أمن فقط.
وحول المصادر التي زوّدته بهذه المعلومات، يقول باروت إنه اعتمد على علاقاته الشخصية في مجال تدريب الصقور، لاسيما أنه كان يعمل بصفته كبير الصيادين الذين كانوا يعملون لصالح شاه ايران، وأوضح أن مصدره هو قائد عسكري إيراني التقى بن لادن 6 مرات خلال رحلات صيد بالصقور داخل إيران منذ عام 2003.
يُشار إلى أن الحديث حول مصير زعيم القاعدة استند منذ اختفائه إلى تكهنات لم تؤدّ إلى إعطاء صورة حقيقية في هذا المجال، الأمر الذي زاد من الغموض الذي يحيط بمكان إقامة بن لادن.
ويؤكد باروت نقلاً عن القائد العسكري الذي لم يكشف عن هويته أنه زوّد زعيم القاعدة بعدد من الصقور، وأنه يكشف عن هذه المعلومات لباروت رداً للدين، لأن أحد رجال باروت كان قد أنقذ حياة هذا القائد العسكري.
وقال باروت في هذه المقابلة التي أجرتها معه "فوكس نيوز" أخيراً إنه نقل هذه المعلومات إلى الحكومة الأمريكية لتحديد موقع بن لادن عبر وضع أجهزة رصد في الصقور، ولكن الحكومة الأمريكية لم تتصل به لمناقشة الأمر.
كما نقل باروت عن مصدره في الحرس الثوري الإيراني أن آخر لقاء جمع بينه وبين بن لادن كان في عام 2008. وتكهّن بأنه قد حصلت بينهما لقاءات أخرى منذ ذلك التاريخ.
وقد أفادت صحيفة "الغارديان" بأن روبرت باير العضو السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية أيد الرواية التي تناولها الفيلم الوثائقي الذي أنتجه باروت.
جدير بالذكر أن فشل الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك أكبر جهاز استخباراتي في العالم في العثور على أسامة بن لادن حياً أو ميتاً أفسح المجال أمام نظرية المؤامرة، وأثار من هذا المنطلق تساؤلات عدة حول جدية واشنطن في القضاء على عدوها اللدود، ويرى البعض الآخر أن أمريكا تواجه معضلاً يتعاظم أمام أجهزتها الاستخباراتية القوية.