ليست هذه هى المرة الأولى التى تثبت فيها الأبحاث تأثيرات بعض المواد الكيميائية المستخدمة على الإنجاب، ففى العام الماضى، ذكرت "ميديكال نيوز توداى" فى دراسة قام بها باحثون من مستشفى بريجهام للنساء فى بوسطن، أن مادة ثنائى الفينول A (BPA) وهى مادة كيميائية تستخدم فى صناعة البلاستيك والراتنجات الأخرى، قد تسبب العقم لدى النساء. أما الجديد فهو ما أثبتته الدراسة التى أجريت مؤخرا بقيادة الدكتورة تيرى هربك من كلية فرجينيا ميريلاند للطب البيطرى، حيث وجد الباحثون أن مادتين من المواد الكيميائية "ألكيل ديميثيل كلوريد البنزالكونيوم" (ADBAC) و "ديديثيل كلوريد ديمثيلامنيوم"(DDAC) كان لهم تأثير مماثل فى التأثير على الإنجاب لدى الفئران. وقال الباحثون إن هذه المواد الكيميائية موجودة بوفرة فى المنتجات التى نتلامس معها كل يوم، مثل المنظفات المنزلية والمطهرات، والنسيج وحتى المواد الحافظة فى مستحضرات التجميل، ولها تأثير غريب على البشر، وهو ما يمثل لغزاً كبيراً. وأوضحت الدكتورة هربك أنه من المرجح أن يكون لديك هذه المواد الكيميائية فى منزلك، وأن تعمل هذه المنتجات على التأثير فى الصحة الإنجابية. ووفقا للدكتورة هاربك، فإن المواد "ADBAC" و"DDAC" لم تكن تخضع لسلامة صارمة أو اختبار السمية خلال الفترات الماضية. وبعد رؤية انخفاض الإنجاب فى الفئران، قالت إنها لاحظت أن موظفى المختبرات غسلوا أيديهم بمطهر يحتوى ADBAC وDDAC قبل لمسها، هذه الملاحظة أدت بها إلى دراسة أجرتها باتريسيا هانت، من جامعة ولاية واشنطن، حيث سجلت نفس النتيجة. ووجد الباحثون أنه عندما تم تعريض الفئران الإناث إلى ADBAC وDDAC - التى تنتمى إلى فئة من المواد الكيميائية تسمى مركبات الأمونيوم الرباعية، استغرقت وقتاً أطول بكثير للحمل، وعندما حملت أنجبوا عدداً أقل من الفئران، وعلاوة على ذلك، توفى 40? من إناث الفئران المعرضة لهذه المواد الكيميائية فى أواخر الحمل أو أثناء الولادة. وأضاف الدكتور هاربك أنه على الرغم من أن هذه المواد الكيميائية يبدو أنها سامة للفئران، فإنه لا يمكن حتى الآن أن يقال إنها ستكون لديها نفس التأثير على البشر. وقد نشرت نتائج الدراسة عبر الموقع الإلكترونى لصحيفة "Medical News Today".