Thursday, december 22, 2011
إختفاء الطوابير عن جولة الإعادة في الإنتخابات البرلمانية
أغرب رشوة... السلفيون يوفرون عرساناً للفتيات المصريات
إختفاء الطوابير من أمام مقار الاقتراع
على غير العادة في إنتخابات الجولة الأولى، شهدت جولة الإعادة من إنتخابات المرحلة الثانية في مصر إقبالاً ضعيفاً، وتراوحت نسبة الإقبال ما بين 10 و20% ممن يحق لهم التصويت. فيما لا يزال التراشق بالحجارة بين المحتجين وقوات الأمن متواصلاً على فترات متقطعة بميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، ويواصل المصريون التوافد إلى مراكز الإقتراع لليوم الثاني من جولة الإعادة.
وشهدت الجولة تقديم حزب النور السلفي أغرب رشوة إنتخابية، وتتمثل في إيجاد عرسان أو أزواج للفتيات في حال التصويت لمرشحيه.
إختفاء الطوابير
بينما كان مشهد الطوابير الطويلة مميزاً في إنتخابات الجولة الأولى، إختفى تماماً عن جولة الإعادة أمس واليوم، وأتى الإقبال ضعيفاً في المحافظات التسع التي تجري فيها الانتخابات وهي: المنوفية والشرقية والإسماعيلية والسويس والبحيرة والجيزة وبني سويف وسوهاج وأسوان.
ويبلغ عدد الناخبين في المحافظات التسع 8.18 مليون ناخب موزعين على 8930 لجنة انتخابية تحت إشراف 10 آلاف و500 قاض، ويتنافس في جولة الإعادة 118 مرشحاً على 59 مقعداً مخصصة للفردي.
دعاية محظورة
ولم تشهد الإنتخابات في اليوم الأول أمس الأربعاء 21 ديسمبر الجاري، أعمال عنف من شأنها تكدير عملية التصويت، بإستثناء المشاحنات المعتادة بين أنصار المرشحين، لاسيما مرشحي حزبي النور السلفي والحرية والعدالة الإخواني، ولكن إستمرت الخروقات الأخرى المتمثلة في الدعاية الإنتخابية في فترة الصمت، والرشاوى المادية، وتأخر فتح اللجان على مدار اليومين.
ومن أمام لجان مدرسة الفاروق عمر بشارع البحر الأحمر بمحافظة الجيزة إلتقت إيلاف بعدد من الناخبين، ومنهم محمد سيد بدوي، الذي قال إن العملية الإنتخابية تجري بسلاسة ومن دون أية صعوبات، مشيراً إلى أن الإقبال ضعيف جداً مقارنة بالجولة الأولى، لكنه كبير جداً إذا ما قورن بالإنتخابات في عهد النظام السابق.
ولفت بدوي إلى أن هناك بعض الإنتهاكات مثل توجيه حزب النور السلفي للناخبين لإختيار مرشحيه، ويحدث ذلك خارج اللجان، وأحياناً داخل المقرات، وأضاف أن هناك سيدات منتقبات تقفن على مقربة من اللجان، وتطلب من النساء إنتخاب مرشحي حزب النور، بحجة أنه الحزب الذي سيحافظ على الإسلام ويقيم العدل في مصر.
أغرب رشوة
وكشفت صفاء سليم فتاة في العشرين من العمر عن أغرب رشوة إنتخابية، قائلة لـ"إيلاف" إنها عندما حضرت إلى اللجنة للإدلاء بصوتها، اقترب منها رجل ملتح، وتحدث معها عن الإنتخابات وفضلها على مصر، وأنها سوف تؤسس لدولة جديدة يكون عمادها الإسلام، وأضافت أنه سألها إذا كانت مخطوبة أم لا، فلما أجابت بالنفي، طلب منها أن تنتخب حزب النور، لأنه الوحيد القادر على توفير عريس أو زوج لها، يكون على خلق ويراعي الله في معاملتها، وإن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يهنها. وأشارت إلى أنها شعرت بالدهشة من الرشوة التي قدمها إليها الرجل الملتحي.
أول مرة منذ 60 سنة
أما جميلة محروس وهي سيدة في العقد السادس من العمر، فقالت إنها حضرت للتصويت، لأنها أول مرة تشاهد إنتخابات حقيقية في مصر، مشيرة إلى أنه في عهد النظام السابق كان رجال الحزب الوطني يصوتون نيابة عنها بعد أن يحصلوا منها على بطاقة الإنتخاب، وأحياناً كانو يصوتون بدلاً منها من دون هذه البطاقة.
وأشارت جميلة إلى أن الهدف من ما يحدث في ميدان التحرير هو استمرار الوضع على ما هو عليه بدون أن تتقدم مصر خطوة واحدة إلى الأمام، وانتقدت ما وصفته بـ"تهاون الجيش" مع المخربين، معتبرة أنهم ليسوا ثواراً، لأنهم لو كانوا كذلك لانخرطوا في الإنتخابات وتنافسوا مع غيرهم من الأحزاب. وحسب وجهة نظرها فهم يريدون إسقاط الجيش، وتساءلت: وبعد أن يسقط الجيش، ماذا يتبقى في البلد؟
وووفقاً لتقرير لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين فإن نسبة الإقبال في جولة الإعادة بلغت 20%، فيما قدرتها بعض منظمات المجتمع المدني التي تراقب التصويت بـ"10%" فقط.
إنتهاكات الإعادة
وتلقى المجلس القومى لحقوق الإنسان فى اليوم الأول بجولة الإعادة 50 شكوى من محافظات: الجيزة، سوهاج، أسوان، الشرقية، المنوفية، وذلك عبر الاتصالات الهاتفية والفاكس وكذلك شاشة "GIS" من خلال الرسائل القصيرة "SMS".
وتضمنت عددا من المخالفات والانتهاكات تمثلت في: استمرار ممارسة الدعاية الانتخابية أمام مقار اللجان الانتخابية، والتأثير على إرادة الناخبين، وممارسة أعمال العنف أمام بعض مقار الاقتراع، وتقديم الرشاوى الإنتخابية، إضافة إلى التأخر في فتح بعض اللجان الانتخابية، وعدم تنفيذ حكم قضائي فى الدائرة الخامسة ومقرها مركز شرطة الحسينية بمحافظة الشرقية. حيث تم قيد مرشح متوفى منذ شهر أكتوبر المنصرف ببطاقات إبداء الرأي، الأمر الذي أدى إلى حصوله على عدد كبير من الأصوات مما شكل خطأ فى إجراءات التصويت بالعملية الإنتخابية.
مشاجرات الإخوان والسلفيين
ورصدت تقارير جمعية "شارك وراقب واتعلم" بعض الإنتهاكات تمثلت في حدوث إشتباكات بين أنصار المرشح عمرو الشوبكي "ليبرالي" وعمرو دراج "إخواني" المتنافسان على مقعد الفئات بالدائرة الثالثة بالجيزة، بسبب الدعاية أمام اللجان. كما وقعت مشادات مماثلة بين مندوبي مرشحي حزبي النور، و الحرية والعدالة أمام لجنة مدرسة العبور ببولاق الدكرور. ورصد مراقبو جمعية "يلا نشارك" نقل أنصار حزب الحرية والعدالة، السيدات بالسيارات والأتوبيسات إلى مقار اللجان الانتخابية في مدرسة الصف الإعدادية للبنات، من أجل الإدلاء بأصواتهن لصالح مرشحي الحزب على مقعدي الفردي بالدائرة الأولى بالجيزة وهما المرشحان: محمد إبراهيم احمد حسين "فئات"، خطاب سيد خطاب مراد "عمال".
وفي اليوم الثاني من جولة الإعادة كان الإقبال ضعيفاً جداً، لدرجة أن أول ساعتين من التصويت لم تشهدا أية عمليات تصويت في الكثير من اللجان، حسب تقرير لمنظمة عامل واحد لحقوق الإنسان، فضلاً عن التأخر في فتح اللجان، واستمرار الدعاية المحظورة لحزبي الحرية والعدالة الإخواني، والنور السلفي.
ايلاف