هنا

[هـآئِـم ۦٰ]

توصّل الأكاديمي الأميركي دونالد أولسون، إلى أن أول لوحة انطباعية في العالم رُسِمت في الساعة السابعة والنصف وخمس دقائق، من يوم 13 تشرين الثاني العام 1872 بريشة الرسام الفرنسي كلود مونيه (1840 - 1926)، على عكس ما هو مُتعارف عليه في تأريخ هذه المدرسة الفنية، من أن اللوحة التي أطلقَ عليها مونيه اسم "انطباع شروق الشمس"، التي ستُعرَض في متحف "مارموتان مونيه" في باريس في 30 أيلول الجاري، رسمت في 1873، وفي مصادر أخرى في العام 1874، ما يعدّ خطأ وفق النتائج الجديدة التي توصل اليها الأكاديمي الأميركي. وتكمن أهمية لوحة مونيه "انطباع شروق الشمس" التأريخية، التي لم تزد مقاساتها على 48 سم ارتفاعاً، و93 سم عرضاً، في كونها الانطلاقة لأسلوب جديد في الرسم، يجسّد عبر اللون والشكل، "الانطباع الأول"، الذي يتركه المشهد الطبيعي على العين.

ولكي يُثبت أولسون صحة استنتاجه، زار ميناء لوهافر (يقع في النورماندي، شمال غرب فرنسا، ويطل على القناة الإنكليزية، وبالقرب من السين)، حيث رسم مونيه هناك لوحته، من غرفة في فندق يطل على بحر "المانش".

وتوصل أولسون إلى أن وقت رسم اللوحة، كان في صباح الثلاثاء، بعدما أطل على البحر، من شرفة الغرفة التي مكث فيها الرسام الشهير، حيث أشعة الشمس تتعانق مع موجات المد والجزر.

ودرس أولسون كل الاحتمالات الزمنية الممكنة، بعدما تأكد من زاوية المكان التي أطل منها رسام الانطباعية الأول، وهو يحرك ريشته، راسماً مشهد الميناء.

واستنتج أولسون بعد دراسته مشهد الميناء كما يبدو في اللوحة، إلى أن نحو 19 يوماً من أيام شهري كانون الثاني وتشرين الثاني، في العامين 1872 و 1873، يقع عليها الاحتمال، ما جعله يعتقد باحتمال رسم اللوحة في خلال تلك الفترة.

ومن هذه الأيام التسعة عشر، ميّز أولسون 13 يوماً كانت عاصفة، وممطرة، ما أدى به إلى تجاهلها، لأنها لا تعكس الأجواء الهادئة الخالية من الرياح والأمطار التي تشرق فيها الشمس، وجسدتها اللوحة.

ولكي يحدّد أولسون الوقت بالضبط، درس اتجاه سحب الدخان كما تظهر في اللوحة الانطباعية، التي تدل على أن الرياح كانت تهب من الشرق في ذلك الوقت، ما جعله "يُسقِط" أربعة أيام أخرى من الاحتمالات الأقرب.

وفي خلاصة لما توصّل اليه، حَصَر أولسون تأريخيْن فقط، يُحتمل ان الرسام مونيه رسم لوحته خلالهما، الأول في 13 تشرين الثاني1872، والثاني في 25 كانون الثاني 1873.

ولأنّ مونيه وَضَعَ بجانب توقيعه على لوحته الشهيرة الرقم 72، تأكد أولسون من أن اللوحة رُسِمت في 13 تشرين الثاني، العام 1872.

كانت لوحة مونيه حين عُرضت لأول مرة في 1874، أثارت صدمة فنية بين النقاد والفنانين، وكان مُسمى "الانطباعية" الذي أُطلِق على هذا الأسلوب في الرسم لا يتعدى كونه تعبيراً عن تلك الدهشة من الأسلوب الجديد الذي يترك في المُشاهد انطباعاً، ويثير فيه تأملاً، وليس تجسيدا نقلياً، أو حرفياً، لمشهد ما، ما جعلها الأكثر إثارة بين اللوحات الانطباعية على مستوى العالم، بعدما أسّس مونيه عِبرها لمدرسة جديدة، عكف النقاد على دراستها.

ويحسب لمونيه تأسيسه لقواعد "الانطباعية"، في ذلك الزمن المبكر، فاللوحة لدى مونيه طبيعة، ترسمها الألوان بلا "تدريجات" وفي لمعان "اهتزازي"، وحركات عفوية، تقود إلى "تلقائية" أخّاذة.

ومنذ ذلك التاريخ، تمكّنت الانطباعية من تسيّد الكثير من أعمال رسامين، مثل فنسنت فان جوخ، ادوارد مانيه، إدغار ديغا، بول سيزان، بول غوغان، هنري دي تولوز لوتريك، وجورج سورا، قادت العالم إلى أسلوب جديد في الرسم التأثيري الذي يرصد الطبيعة بعين مجردة لا عقل تخيّلي. لقد كان نتيجة ذلك، انفتاح الرسامين على الهواء الطلق، وتهميش قاعات الرسم.

وكان مونيه بعد لوحته الانطباعية الأولى التي أرسْت لأسلوب جديد في الرسم، عكف على رسم لوحة شهيرة أخرى بالأسلوب، وهي لوحة "حقول شقائق النعمان في آرجنتوي"، التي رسمها في 1873، والمحفوظة في متحف "أورسي" بباريس، في فرنسا.

ورسم مونيه أيضا مشهد "المرأة ذات المظلة" في 1875، ضمن ثيمة "النزهات" التي اشتغل عليها، وتجسّد زوجته وابنه، بحسب بعض المصادر.



الانطباعية العراقية



ومن وجهة نظر التشكيلي العراقي شبيب المدحتي، عضو نقابة الفنانين في بابل، فانّ "رسامين عراقيين، يجدون في الانطباعية، الأسلوب الذي يجسّد طبيعة البلاد، التي تمتزج فيها الصحراء بالخضرة والبساتين، ما يمنح اللوحة الانطباعية العراقية، خاصية استثنائية، وبعداً محلياً.

فيما يقول الرسام محمد هتلر، وهو من جيل الانطباعيين الجدد في العراق، ان "الفن التأثيري العراقي منذ الفنان حافظ الدروبي أرسى إلى جماعة، نجحت في تلوين الطبيعة بعين المشاهد، ووثّقت لمشاهد جمالية تاريخية ستظل عالقة في الذاكرة، لفترة طويلة".

ويشير هتلر الذي رسم العديد من اللوحات الانطباعية التاثيرية، إلى ان "الكثير من الفنانين العراقيين الذين اتبعوا هذا المنحى، فرسموا الطبيعة المتميزة بتفاصيلها وانبساط ارضها، وركزوا على مشاهد النخيل و الاهوار و الشناشيل".

ويرى هتلر أن أحد اسباب شيوع الانطباعية في الرسم العراقي يعود إلى أن "الكثير من الرسامين تخصصوا في رسم الطبيعة على الرغم من استحواذ الفن الحديث على الكثير من أوقات الرسامين"

[هيثم البغدادي]

شكراا ع الطرح

[عماد الحمزاوي]

شكراً جزيلاً