Thursday, december 22, 2011
برغم معارضة الصدر ومشترطة إطلاق معتقليها ووقف ملاحقة عناصرها

مفاوضات عراقية مع "عصائب أهل الحق" للانخراط بالعملية السياسية
بدأت السلطات العراقية مباحثات مع الجماعة الشيعية المسلحة المدعومة من إيران "عصائب اهل الحق" المنشقة عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بهدف التوصل إلى إتفاق يفضي إلى إنخراطها في العملية السياسية الجارية في البلاد حيث اشترطت لذلك اطلاق سراح معتقليها والغاء الاحكام الصادرة ضد المدانين منهم ووقف ملاحقة عناصرها كما ابلغ مصدر عراقي "إيلاف" اليوم.
ويقود المباحثات الرسمية مع عصائب اهل الحق عامر الخزاعي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي للمصالحة الوطنية الذي عقد اجتماعا مع مسؤول المكتب السياسي للعصائب وبحث معه سبل دعم العملية السياسية والمشاركة فيها من دون الكشف عن تفاصيل الاجتماع.
لكن مصدرا عراقيا عليما ابلغ "إيلاف" ان العصائب اشترطت للانخراط في العملية السياسية الغاء مذكرات الاعتقال بحق عدد من عناصرها الهاربين الى ايران واطلاق سراح المعتقلين والغاء الاحكام الصادرة ضد بعضهم والتوقف عن ملاحقة عناصر العصائب التي يقودها احد المساعدين المقربين للصدر سابقا والمنشق عنه الشيخ قيس الخزعلي.وتؤكد الجماعة باستمرار انها حركة مقاومة للقوات الاميركية في العراق التي تصفها بقوات احتلال ويجب مواجهتها بكل السبل في تكليف شرعي ووطني . لكن الجماعة تدخل الان في مفاوضات للانضمام للعملية السياسية لانتهاء مبرر عملها المقاوم بعد انسحاب كامل القوات الاميركية من العراق حيث تقوم السلطات العراقية حاليا بدراسة مطاليبها والتوصل الى حل وسط يرضي الطرفين ويحول الجماعة من العمل المسلح الى النشاط السياسي وهجر العنف.
وتضم جماعة عصائب اهل الحق منشقين عن جيش المهدي التابع للصدر الذي سبق وأن اكد انه سيمنع دخولهم الى العملية السياسية "حتى لايتسلطوا على رقاب العراقيين" متهما أياهم بأثارة الفتنة الطائفية في البلاد وتشويه سمعة الصدريين.
وقال الصدر في اجابة على سؤال وجهته له مجموعة من انصاره حول صحة تقارير اشارت الى ارساله وفدا الى ايران للقاء الشيخ الخزعلي الذي اطلقت السلطات العراقية سراحه اواخر العام الماضي في صفقة اطلقت بموجبها العصائب الرهينة البريطاني بيتر مور وذلك لاقناعه بالكف عن عملياته المسلحة والانخراط في العملية السياسية ان ذلك غير صحيح متهما عصائب اهل الحق بتلقي اسلحة واموال من الخارج من دون ذكر الجهة التي تمولهم بها والتي يعتقد أنها إيران.
وأضاف أن عصائب أهل الحق يروجون لهذه "ألاكاذيب" بهدف تسقيطه .. واشار الى انه براء من المنشقين عنه واكد انه يعتبر هؤلاء اعداء له. وتؤكد مصادر عراقية ان عناصر عصائب اهل الحق الذين انشقوا عن الصدر عام 2006 اصبحوا يشكلون كابوسا له خاصة وانهم نجحوا في كسب العشرات من انصاره الى صفوفهم اضافة الى قيامهم بنشاطات سياسية وعمليات ضد تياره واثارة المتاعب لأنصاره.
وجاء الانشقاق اثر معركة النجف آنذاك بين جيش المهدي والقوات العراقية والاميركية لتتبنى العمل العسكري ضد القواتين في مناطق وسط وجنوبي العراق وفق بياناتها إلا أن الصدر تبرأ من الجماعة وأعمالها ودعا عناصرها إلى التوبة.
وكان الخزعلي من الكوادر القيادية في "جيش المهدي" واحد المتحدثين باسم الصدر خلال المعارك التي دارت بين القوات الأميركية و"جيش المهدي" التابع للتيار الصدري في آب (أغسطس) عام 2004 وانشق مع مجموعة من أنصاره عن التيار الصدري وشكل مجموعة اسماها "عصائب أعل الحق" يقال إنها مدعومة من إيران، وقامت بتنفيذ عدة عمليات ضد قوات التحالف في العراق بينها عملية خطف البريطانيين الخمسة من وزارة المالية وقتل ستة جنود أميركيين في مدينة كربلاء.
يذكر أن الأجهزة الأمنية العراقية اعتقلت في عامي 2007 و2008 المئات من قيادات وعناصر مليشيا جيش المهدي خلال عمليات عسكرية على خلفية اتهامات لهذه العناصر بتنفيذ عمليات عنف ضد الأجهزة الأمنية والمدنيين في بعض المحافظات الجنوبية مثل البصرة وميسان وذي قار، وكربلاء واتهامها أيضا بقتل عدد كبير من النساء في محافظة الديوانية واغتيال محافظها خليل جليل حمزة وقائد شرطة المحافظة خالد حسن في الحادي عشر من آب عام 2007.
وذاع صيت "عصائب أهل الحق" في صيف عام 2007 بعد قيامها بخطف المستشار البريطاني بيتر مور برفقة أربعة من حراسه الشخصيين في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد إلا أن الجماعة قامت بتسليم جثث الحراس الأربعة قبل أن يتم الإفراج عن المستشار البريطاني وفق صفقة مع السلطات العراقية قضت باطلاق مجموعة من عناصرها المعتقلين.وكان المتحدث باسم جماعة "عصائب أهل الحق" سلام المالكي قد اكد في وقت سابق ان الجماعة مستقلة عن التيار السياسي الذي يقوده مقتدى الصدر .. موضحًا أن المرجعية الدينية للعصائب مرتبطة بالمرجع الراحل محمد محمد صادق الصدر (والد مقتدى الذي اغتاله النظام السابق عام 1999) أما من ناحية المرجعية السياسية فهي غير مرتبطة بالخط السياسي للتيار الصدري الخاص بمقتدى الصدر.
ومقاتلو العصائب كما يعبرون عن أنفسهم هم نخب المقاتلين المحترفين من الصدريين الذين قاتلوا القوات الأميركية والبريطانية في وسط العراق وجنوبه.
وقتل لعصائب أهل الحق المئات وأعتقل الكثير من قادتها . وقد صدر عن مركز الاعلام الحربي التابع للجماعة العديد من الاصدارت التي ضمت مئات العمليات المصورة لعملياتها في العديد من مناطق العراق ضد القوات الأجنبية .