نديم القوافي
نضوتُ عنِّي شجىً كالرعدِ مصطفقٍ
وعاودتني رياحُ الهمِّ والوجلِ
وجاوَزتْ دمعة الجفنينِ حدَّ فمي
فأغْرقَتْ قِشرةَ الخدَّينِ من بللِ
ويُسعِفُ القلبَ نبضٌ بعضهُ سرِفٌ
كالدمع إن فاضَ أو كالخمرِ في الحللِ
ويرنَقُ العيشُ ليس العمر محتسَباً
إذا نديمُ القوافي غابَ في الثمَلِ
وما أقلَّ النوى من عطرِ مبسمهِ
يضاحكُ الوردُ آيَ الحسنِ في خجلِ
فأُجزِلُ الحبَّ بالمعسولِ من كلِمٍ
فلا يُعيقُ السواقي من على جبلِ
ويُترِعُ الكأسَ لي ليلاً بلا قمرٍ
كالذَرِّ في العينِ أو كالماءِ في الوحَلِ
فأحضنُ الصبرَ في عينيهِ إن عبَقتْ
بهاطلِ الدمعِ لو يطفو على القِللِ
ويرقصُ الفجرُ نشواناً لهُ طرِباً
كعاشقٍ يرشقُ الأقدارَ بالقُبلِ
فإن غفا ظلُّ جفنيهِ غلى شفتي
طفا عليها كمثلِ الشمعِ في العسلِ
وأحلمُ الليلَ مصلوباً على قمرٍ
كالمستحيلِ الذي في قبضةِ الأملِ
وأكبرُ الظنِّ أنِّي خير عاشقةٍ
فاطلِق يدي في كلامِ الحبِّ والغزلِ
ناهدة حلبي