الإنترنت وأطفالنا
نعلم أطفالنا سلوكيات وتصرفات لتحميهم من الأخطار فعلى سبيل المثال ننصحهم بعدم فتح باب المنزل إذا كان الطارق غير معروف لديهم وفي حالة الرد على الهاتف بالتأكد من شخصية المتصل وعدم إعطائه معلومات شخصية أو تفصيلية عن الأشخاص الموجودين في المنزل وهكذا وعلى الرغم مما سبق ذكره نجد أنفسنا في وقتنا الحاضر وقد ضربنا بكثير من الاحتياطات السابقة والمتعلقة بحماية أطفالنا عرض الحائط، ليس ذلك فحسب بل قمنا بفتح نافذة واسعة في منازلنا على مصراعيها تاركين الفرصة للغرباء للعبث في حياة أطفالنا ومستقبلهم والتدخل في خصوصيات عائلاتنا المحافظة.
وهذه النافذة التي فتحت هي الإنترنت أو ما يحلو للبعض بتسميتها بالشبكة العنكبوتية فلقد اقتحمت الإنترنت حياتنا ودخلتها على حين غفلة منا، لم ندرك متاهاتها، تقبلناها بنوع من السذاجة في كونها مصدراً للنهل من العلم والثقافة، لم نجعل لها ضوابط، تغاضينا بمحض إرادتنا عن الساعات الطويلة التي يقضيها أطفالنا في دهاليزها، نسينا أو تناسينا (بسبب انشغالنا) عن التحري عما يصل إلى أسماع أطفالنا أو ما تراه أعينهم والنتيجة
أصبح العديد من أطفالنا ضحايا بريئة لهذه الشبكة العنكبوتية المترامية الأطراف فأدمنوا عليها وتاهوا في سراديبها فمن التشات مروراً بمواقع الكورة وتنزيل الأغاني الحديثة والكليبات
والنتيجة كما هي متوقعة
* التأثير السلبي على تحصيلهم ودراستهم
* العزوف التام عن القراءة (وخير جليس في الزمان كتاب)
*ميل الكثير للعزلة مع الإنترنت بعيداً عن ممارسة أي نشاط رياضي.
* التعرف على مواقع تدعوا إلى العنف والكراهية حيث تملأ قلوب الشباب بأحقاد مختلفة
*الدخول لمواقع تبيع الكحول والمخدرات وتدعو إليها وتعطي معلومات تفصيلية عن طريقة استخدامها وكيفية الحصول عليها
ما تم ذكره نقطة في بحر بالنظر إلى ما طالعتنا به العديد من الدراسات والتي للأسف معظمها من الغرب. هذه الدراسات تشير أن ما خفي كان أعظم فهذه دراسة تخبرنا أن هناك احتمالا بنسبة 25% أن يجد أطفالنا خلال تصفحهم للإنترنت مواقع إباحية وأن المواد الموجودة في هذه المواقع غالباً ما تؤثر بشكل سلبي على نفسية الطفل لحد الاكتئاب.
ويشير تقرير للباحث الأمريكي فنكهولر أن العديد من المواقع الإباحية قد يصلها الأطفال من خلال ارتكاب خطأ في إدخال عنوان يبحثون عنه أو بالدخول إلى مواقع تحمل أسماء أو مواضيع جذابة ولكنها موصولة بالمواقع الإباحية ويضيف الباحث أن هناك ما يقارب من 700طفل ممن تتراوح أعمارهم مابين 1712سنة تم استدارجهم خلال سنة إلى مقابلات خارج المنزل عن طريق ال التشات وتم إلحاق أنواع مختلفة من الأضرار بهم.
ونظراً لخطورة هذا الموضوع وأهميته لسلامة الأطفال فلقد سارعت العديد من المنظمات والهيئات المعنية بسلامة الأطفال بالتنبيه للجانب السلبي المتنامي للإنترنت وقامت بوضع توصيات مفيدة لعلنا نلخصها بالآتي:
-1لاشك أن احترام خصوصية الطفل مهمة إلا أن ذلك لايتضمن بحال من الأحوال ترك الإنترنت في الغرف الخاصة بالأطفال ضمن أبواب مغلقة من غير رقيب ويفضل وضع الانترنت في مكان مفتوح كغرفة جلوس العائلة مثلاً.
-2تحديد ساعات الإنترنت بحيث لا تتجاوز ساعتين يومياً.
-3تعليم الأطفال وبشكل مبسط يناسب عمر الطفل ضوابط السلامة عند استعمالهم للإنترنت وذلك يتضمن :
(أ) عدم إعطاء معلومات شخصية للغرباء أو لأية مواقع تلزم زائرها كشرط لدخولها والإطلاع على محتوياتها إدخال معلومات خاصة بالطفل أو عائلته (إلا بموافقة الأهل) ويشمل ذلك الاسم الحقيقي للطفل وأفراد العائلة، اسم المدرسة، عنوان المنزل،.... وهكذا.
(ب) عدم إعطاء كلمة السر الخاصة بالطفل لدخول الإنترنت حتى للأصدقاء.
(ج) عدم القبول بمقابلة شخص غريب تم التعرف عليه عن طريق الإنترنت (مهما كانت مميزاته).
(د) في حال استعمال بريد الإنترنت يجب تجنب الرد على أية رسائل تحتوي على كلمات بذيئة أو مزعجة.
-4هناك العديد من البرامج التي تساعد العائلة على حجب العديد من المواقع الإباحية، وكذلك تحديد المواقع التي يمكن الوصول إليها عند استعمال الإنترنت بالإضافة إلى إمكانية التعرف على المواقع التي زارها أطفالهم.
أخيراً هذا الموضوع جدير بالبحث وهناك ضرورة لإجراء دراسات وطنية دقيقة للتعرف على أخطار الإنترنت على الأطفال والمراهقين في مجتمعنا ودراسة السبل التي يجب تطبيقها لتجنب سلبية الإنترنت على أجيالنا قبل فوات الأوان وقد تكون البداية من المدرسة وذلك بإدراج الانترنت كمادة منهجية تدرس في أعمار مبكرة وبذلك يتم ترسيخ الجوانب الايجابية ويتم تعريف الطالب بالجانب السلبي وكيفية الوقاية منه.
وينبغي على الأباء توجيه أبنائهم وارشادهم الى الاستخدام الصحيح للإنترنت ومتابعتهم.