Wednesday, december 21, 2011
صاحب قناة الرأي يبيعها إلى عائشة القذافي ويسعى إلى وقف ملاحقته
الجبوري يبدأ تفاهمات مع المالكي ستفضي لعودته الى العراق
الإعلامي ورجل الأعمال العراقي مشعان الجبوري
مهّد مشعان الجبوري لانتقاله المرتقب إلى العراق بظهوره في برنامج "على المكشوف" على قناته الرأي في الخامس من الشهر الحالي، ليقول إن هناك ثلاثة أسباب وراء إغلاق قناته، أولها قرب استكمال انسحاب القوات الأميركية من العراق، وثانيها ضرورة إنهاء المقاومة العراقية نتيجة لذلك.. ثم التطور الإيجابي في العلاقات العراقية السورية.
يعزو الجبوري هذا التحول في خطه السياسي والإعلامي إلى أن "قناة الرأي كانت صوتًا مدوّيًا للمقاومين ضد الإمبريالية الجديدة والغزو والاحتلال في كل مكان، وقد كرّست جلّ جهدها لتغطية أخبار المقاومة ضد الاحتلال الأميركي في العراق وغزو الناتو وعدوانه على ليبيا".وأضاف في صفحته الخاصة على فايسبوك "إن الاحتلال الأميركي ينسحب من أرض العراق جارًّا أذيال الهزيمة في نهاية الشهر الجاري، ما يحتّم على القناة، وما إن تنتهي من تغطية احتفالية العراقيين بالنصر، أن تغيّر خطابها تجاه ما يجري في العراق، وتظهر بحلة جديدة تتناسب ومقتضيات المرحلة الجديدة".
ويتابع الجبوري "إننا وجدنا الحل الأمثل في أن نتخلى عن القناة للمقاومة الليبية بعدما أدّينا واجبنا، ودعمنا المقاومة العراقية بكل السبل والوسائل المادية والإعلامية، حيث اقترحت على الأخت عائشة القذافي منذ أيام عدة أن نضع القناة تحت تصرفها، لتنقلها إلى أي بلد تشاء، وتكلف من تريد بإدارتها اعتبارًا من 15/1/ 2012، وأعتقد أنها تجري الترتيبات لإيجاد دولة تستضيف القناة، وتقبل أن تبثّ من أراضيها". وأشار إلى أنه تم إيقاف بثّ "الرأي"، لكنها ستعود "حالما يتمكّن المقاومون الليبيون من إطلاقها من بلد آخر".
ثم يبرر الجبوري الأسباب التي دفعته لإغلاق "الرأي" قبل أيام بالقول "لكل المتسائلين عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إغلاق قناة الرأي، وللذين لم يكتفوا بما بيّناه سابقاً نقول إن إغلاق القناة جاء تقديراً من الأخوة في سوريا وشعوراً بالعرفان منهم للمواقف المساندة والداعمة لسوريا من قبل السيد نوري المالكي وحكومته، حيث وجدوا من غير المناسب أن يسمحوا باستمرار قناة، لطالما تبنّت إلى جانب مقاومة الاحتلال معارضة حكومة المالكي، رغم أن القناة غيّرت من خطابها، وجعلته يتماشى والتطور الإيجابي الذي طرأ على العلاقة بين الحكومتين السورية والعراقية، لكن يبدو أن ذلك لم يمنع المقرّبين من المالكي من مطالبة الحكومة السورية بإيقاف بثّ قناة الرأي".
وأضاف على صفحته قائلاً "إذا كان إغلاق قناة الرأي يخدم المصالح العليا لسوريا، فلتغلق، وبهذا أيضاً ربما يتمكن الأخوة الليبيون، الذين أبلغناهم سابقاً باستعدادنا لأن نتنازل لهم عنها، لدى إيجاد بلد آخر يقبل استضافتها، والسماح لها بالبثّ منه".
وأبلغ مصدر عراقي عليم "إيلاف" أن الجبوري (54 عامًا) قد كلّف رئيس كتلة العراقية البيضاء والنائب عن محافظة صلاح الدين قتيبة الجبوري أخيرًا بنقل رسالة إلى المالكي، يبدي فيها استعداده للتعاون معه سياسيًا وإعلاميًا وإقناع شيوخ وأعيان قبيلة الجبور، التي تنتشر في مناطق المحافظة، برفض تحويل المحافظة إلى إقليم مستقل إداريًا واقتصاديًا، وتسخير قناته الفضائية ضد هذا المشروع.
وقد تعهّد الجبوري في رسالته استحداث قناة جديدة باسم "الشعب" تبثّ من بغداد، وتتبنى طروحات حكومتها، إذا أصدر المالكي عفوًا عنه، وأسقط التهم الموجّهة إليه وإلى ابنه (يزن)، على خلفية ملابسات مرتبات وأجور منتسبي فوج حمايات أنابيب النفط، الذي كان مشعان يشرف عليه، من خلال عقد أبرمه مع وزارة الدفاع عام 2005. لكن رئيس الوزراء العراقي وعده بتجميد تنفيذ الأحكام والملاحقات القضائية ضده كمرحلة أولى، وهي ضمن صلاحياته، ومن ثم إصدار عفو عنه لاحقًا.
ففي تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006 صوّت مجلس النواب العراقي على طلب مجلس القضاء الأعلى برفع الحصانة البرلمانية عن النائب الجبوري، على خلفية اتهامه بالاستيلاء على أكثر من مائة مليار دينار، كانت تصرف لإطعام أفراد ثلاثة أفواج لحماية النفط. وقد أتاح رفع الحصانة لمجلس القضاء إحالته على المحكمة للتحقيق. وكانت وزارة الدفاع تعاقدت مع الجبوري على تشكيل هذه الأفواج، على أن يكون مشرفًا على إدارتها.
ثم أصدرت المحكمة الجنائية المركزية في تموز (يوليو) عام 2007 حكمًا غيابيًا بالسجن لمدة 15 عامًا على الجبوري وابنه يزن، بعد إحالتهما على المحكمة من قبل هيئة النزاهة، موضحة أن الحكم صدر على خلفية قيامهما "بجريمة الاستيلاء على المبالغ المخصصة لإطعام أفواج حماية النفط التابعة لوزارة الدفاع، من خلال تأسيس شركة وهمية تحمل اسم (الشركة العربية لتجهيز الأطعمة والخدمات المحدودة)، والتي يقوم بإدارتها المتهم الثاني يزن مشعان، باعتباره المدير التنفيذي.
وكان الجبوري هرب من العراق، حيث توجّه إلى سوريا ليؤسس فيها عام 2007 قناة الرأي داخل مبنى مساحته 250 مترًا مربعًا، تعلوه غابة من اللاقطات. ويقول إنه استثمر ثلاثة ملايين دولار في المعدات، إضافة إلى مليون ونصف مليون دولار، يدفعها سنويًا لتشغيل القناة.
وقد اكتسبت قناة "ألرأي"، التي كانت تبثّ من ضاحية يعفور الراقية في دمشق، شهرة واسعة، منذ أن بدأ القذافي استخدامها كمنبر وحيد لإعلان مواقفه. وعن أسباب اختيار القذافي لهذه القناة، تشير هوازن ابنة مشعان الجبوري (27 عامًا)، التي تدرس الأدب الانكليزي في جامعة دمشق، "هو يعرف أننا شرفاء، ولا يمكن أن نغير في ما يقوله".
ومشعان ركاض ضامن الجبوري من مواليد عام 1957 في قضاء الشرقاط في محافظة الموصل الشمالية، وقد قتل والده في إحدى المعارك، التي شنّتها قوات النظام السابق ضد الأكراد.
ايلاف