بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّـهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله وَعَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أَبَداً مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ
وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكُمْ .
السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الحُسَيْنِ
من أنصار الحسين عليه السلام
بُرير بن خُضير الهمداني رضوان الله عليه
هو برير بن خضير الهمداني المشرقي، وبنو مشرق بطن من همدان، وهو خال أبي إسحاق الهمداني السبعي .
وبعضهم قال : هو برير بن الحصين، والظاهر أنـّه ابن خضير، كما هو مشهورهم .
ذكر علماء السير : أنّ الرجل كان شجاعاً تابعيّاً ناسكاً قارئاً للقرآن، من شيوخ القرّاء،
ومن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان من أشراف أهل الكوفة من الهمدانيّين،
وله كتاب القضايا والأحكام يرويه عن أمير المؤمنين وعن الحسن (عليهما السلام)،
وكتابه من الاُصول المعتبرة عند الأصحاب([1]) .
ومن شجاعته ومواقفه رضوان الله عليه :
في مقتل السيّد المقرّم (رحمه الله) : « ونادى يزيد بن معقل : يا برير، كيف ترى صنع الله بك ؟ فقال : صنع الله بي خيراً، وصنع بك شرّاً، فقال يزيد : كذبت وقبل اليوم ما كنت كذّاباً، أتذكّر يوم كنت اُماشيك في « بني لوذان »، وأنت تقول : كان معاوية ضالاًّ وأنّ إمام الهدى عليّ بن أبي طالب قال برير : بلى أشهد أنّ هذا رأيي، فقال يزيد : وأنا أشهد أنّك من الضالّين، فدعاه برير إلى المباهلة، فرفعا أيديهما إلى الله سبحانه يدعوانه أن يلعن الكاذب ويقتله، ثمّ تضاربا، فضربه برير على رأسه قدّت المغفر والدماغ، فخرّ كأنّما هوى من شاهق، وسيف برير ثابت في رأسه وبينا هو يريد أن يخرجه إذ حمل عليه رضي بن منقذ العبدي واعتنق بريراً واعتركا فصرعه برير وجلس على صدره، فاستغاث رضي بأصحابه، فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل على برير فصاح به عفيف بن زهير بن أبي الأخنس : هذا برير بن خضير القارئ الذي كان يقرؤنا القرآن في جامع الكوفة، فلم يلتفت إليه وطعن بريراً في ظهره فبرك برير على رضي وعضّ وجهه وقطع طرف أنفه وألقاه كعب برمحه عنه وضربه بسيفه فقتله »([2]) .
قال ابن شهرآشوب : « ثمّ برز برير بن خضير الهمداني، وهو يقول :
أنا برير وأبي خضير***ليث يروع الأسد عند الزئر
يعرف فينا الخير أهل الخير***أضربكم ولا أرى من ضير
كذاك فعل الخير في برير*** ثمّ قال : قتله بحير بن أوس الضبي([3]) .
الاختلاف في رجزه :
وفي رواية الأعيان : « كان يرتجز :
أنا برير وأبي خضير***لا خير فيمن ليس فيه خير »([4])
قال المجلسي : وجعل يحمل على القوم وهو يقول : اقتربوا منّي يا قتلة المؤمنين !
اقتربوا منّي يا قتلة أولادالبدريّين ! اقتربوا منّي ياقتلة أولاد رسول ربّ العالمين وذرّيّته الباقين !
وكان برير أقرأ أهل زمانه، فلم يزل يقاتل حتّى قتل ثلاثين رجلاً . . . »([5])
سلام الله وبركاته على الشهداء الأوفياء
فزتم والله فوزاً عظيما..
---------------------------------
المصادر:
[1]. تنقيح المقال / المامقاني : 1/167 .
[2]. مقتل الحسين (عليه السلام) / السيّد المقرّم : 249 .
[3]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/109 .
[4]. أعيان الشيعة / السيّد الأمين : 2/427 .
[5]. بحار الأنوار : 45/15 .