السيد محمود الشابندر أحدى الشخصيات البغدادية التي ساهمت بتوظيف امكانياتها التجارية لصالح بغداد والبغداديين تطبيقاً للمثل القائل : ((خير الناس من نفع الناس)) وعليه :أنشأ في عام 1907 مطبعة سميت بمطبعة الشابندر تيمناً بشهرته ومكانته الأجتماعية في الوسط البغدادي.
كان موقع مطبعة الشابندر في منتصف الجهة اليمنى لشارع المأمون (الرصافي حالياً) باتجاه جسر الشهداء.
وحين احتل الجيش البريطاني بغداد بقيادة الجنرال مود عام 1917 إتخذ من مطبعة الشابندر نواة لمطبعة جيش الاحتلال.وكأن الانكليز قد اجروا مسحاً سريعاً لمطابع بغداد فلم يجدوا افضل من مطبعة الشابندر التي تم استئجارها منه أول الامر ثم اشتروها وعينوا لها مديراً انكليزياً برتبة كابتن اسمه ( ريكفورد) يعاونه كل من رئيس العرفاء ( ماتيسون) والعريف ميسون.
وقد وسعوا مساحتها باضافة الدار المقابلة لها والعائدة للسيد الشابندر وهي دار صغيرة تمتاز بفخامة البناء وروعة الفن المعماري البغدادي القديم وقد أوصلوا دار المطبعة وهذه الدار بجسر خشبي من الطابق العلوي.
بعد ذلك بفترة مناسبة قامت سلطات جيش الاحتلال بشراء الأراضي والدكاكين ودور السكن المحيطة بالمطبعة من الجهة التي تطل على الشارع العام( الرصافي حالياً) ومنها اصطبل الخيول العائد للسيد الشابندر الذي كان يقع خلف داره فأصبح هذا المكان مدخلاً رئيساً للمطبعة وهو الان المدخل الرئيس للمتحف البغدادي.
وقد تم شراء هذه العقارات ب(310) روبيات للقدم المربع الواحد وتم دفع(479000) روبية من قيمة تلك الاستملاكات وبلغت الكلفة الاجمالية لهذه الاستملاكات نحو عشرة لكوك وثمانية وثلاثين الف روبية.
تتكون ابنية المطبعة من(46) غرفة ودار سكن المدير الانكليزي التي تحتوي على سبع غرف وحمامات ومطابخ وجميع لوازم السكن وما يتعلق بالعمل. كانت مطبعة الشابندر تتكون من ماكنتين كبيرتين للطبع ومطبعة صغيرة صناعة بلجيكية مع عدد من قاصات الحروف للترتيب اليدوي باللغات العربية والفارسية والتركية والافرنجية وعدد آخر من مكائن التصحيف.
ثم قام الانكليز بنقل ماكنة طبع كبيرة من مطبعة الولاية التي أسسها مدحت باشا عام 1869 واضافوا اليها ايضاً ماكنتي (( الانيوتايب)) لسبك السطور مزودة بمخازن للحروف باللغة الأنكليزية فقط مع ماكنتي طبع حجم جريدة وأربع مكائن طبع متوسطة وصغيرة وكانت كلها تدار بمكائن (( الانجن)) وتشتغل بالنفط بواسطة شفت مثبت على الجدار. لقد اطلق الانكليز على مطبعتهم هذه اسم ( دائرة المشرف على الطباعة والقرطاسية. العراق).وطبعت في هذه المطبعة جميع الاوامر والبيانات والقوانين التي اصدرها قائد الحملة البريطانية في بلاد مابين النهرين ومن هذه الأوامر (( قانون العقوبات البغدادي)) الذي صدر على شكل بيان سنة 1918.
فاخر الداغري
منقول