الطائرة العراقية لدى سقوطها في الصحراء السعودية
كشفت رابطة الطيارين العراقيين للمرة الاولى عن اسرار طائرة الخطوط الجوية العراقية التي تعرضت للاختطاف عام 1986 وهي تقوم برحلة عادية بين بغداد والعاصمة الاردنية عمان.
عبد الجبار العتابي من بغداد: بعد مضي نحو 28 عاما على اختطاف الطائرة المدنية العراقية، كشف طيارون عراقيون وقائع ما تعرضت له هذه الطائرة المنكوبة التي جرى التعتيم عليها.
ونشر موقع رابطة الطيارين العراقيين صورا للطائرة وطاقمها الحقيقي في ذلك الحين وتفاصيل القصة كما رواها الطيارون، وهي المرة الاولى التي يتم فيها الكشف عن الحادث الذي اتهمت الحكومة العراقية حينها ايران به بسبب الحرب التي كانت مستعرة بين البلدين، وأعلنت منظمة (الجهاد الاسلامي) مسؤوليتها، الا ان احد المشاركين في التحقيق اكد ان اثنين من الخاطفين اعترفا انهما ينتميان الى حزب الله اللبناني.
ويؤكد البعض ان الخاطفين الاربعة دخلوا مطار بغداد الدولي قادمين من بلغراد كمسافري ترانزيت يخفون قنبلة يدوية بلاستيكية لدى كل منهما في المنطقة المنفرجة ما بين الساقين وبعد ذلك ارتدوا فوقها (كورسيه نسائية) لشدها على اجسادهم وعدم كشفها عند تفتيشهم في المطارات، فمكثوا في صالة الترانسيت في بغداد بدون تفتيش على اعتبار انهما خضعا للتفتيش من البلد الذي قدموا منه.
واشار اخرون الى انه على اثر هذه الحادثة تم تشديد التفتيش قبل صعود المسافر الى الطائرة، فقبلها لم يكن هناك تفتيش لمسافري الترانسيت.
ويؤكد عراقيون عاشوا تلك الايام ان الحكومة العراقية لم تعلن إطلاقا بأن الطائرة سقطت وفيها هذا العدد من المسافرين وانما تم الحديث في لقاء مع رجال امن الطائرة كيف انهم سيطروا على الوضع بعد قتل الخاطفين وخرجت صور لرجال أصيبوا بجهة الرأس برصاص مسدس، وتم تكريم رجال الأمن في وقتها.
معلومات عن الطائرة
واوضحت الرابطة المعلومات الخاصة التي تتعلق بالطائرة بدءا من موديلها الى نوع محركها واول رحلة لها وتاريخ الرحلة التي تعرضت فيها للاختطاف فضلا عن طاقمها وعدد الذين قتلوا وكذلك عدد الخاطفين ومصيرهم:
نوع الطيارة :B737-270C
تسجيل الطائرة : YI-AGJ
اول رحلة للطائرة : 15 / 1 / 1976
نوع المحرك :Pratt& whitney JT8
تاريخ الحادث:25 /12 / 1986، اي في عيد الميلاد المجيد – الكريسمس
قائد الطائرة الكابتن مولود ذاكر الرفاعي، ومساعده الطيار الاول الكابتن عاصم الدباغ
اربعة خاطفين
أوضحت الرابطة تفاصيل الحادث قائلة: في تاريخ 25/ 12 / 1986 غادرت طائرة الخطوط الجوية العراقية مطار بغداد الدولي متجهة الى مطار الملكة علياء في الاردن، وبعد نصف ساعة، اي عند وصول الطائرة الى ارتفاع التطواف، وكان المسار الجوي من بغداد باتجاه عرعر في السعودية ثم طريف والقريات ثم دخول الاجواء الاردنية ،حاول اربعة اشخاص اختطاف الطائرة ، فقام امن الطائرة بمنعهم وحدث اشتباك تمكن خلاله افراد الحماية من السيطرة على الخاطفين الا ان احدهم قام بالقاء قنبلة يدوية ما ادى انفجارها الى حدوث فتحة في بدن الطائرة ، ونتيجة العصف فتحت باب مقصورة القيادة.
محاولات للسيطرة ولكن
واضافت: في ذلك الحين كان قائد الطائرة الكابتن مولود ذاكر الرفاعي يحاول السيطرة على الموقف بعد الانفجار وقرر الهبوط الاضطراري ونزل الى 16000 قدم نتيجة انخفاض الضغط داخل الطائرة بعد فتح باب المقصورة ، ثم القيت قنبلة حيث تعرض كابتن مولود الرفاعي الى حروق شديدة في الجزء الاعلى من الجسم نتيجة الانفجار واثناء محاولته انقاذ مساعده الطيار الاول الكابتن نبيل عاصم بعدما سقطت القنبلة الثانية بين قدميه.
وتابعت: تعرض الطيار الاول الكابتن عاصم الدباغ الى كسر في منطقة الذراع الايسر وبعض الرضوض نتيجة الانفجار والعصف بعدما قام الكابتن مولود بسحبه محاولا ابعاده عن مكان سقوط القنبلة الثانية التي انفجرت داخل المقصورة انذاك.
هبوط في صحراء عرعر ومقتل 70 راكبا
واشارت الرابطة الى ان الطائرة هبطت في الصحراء بالقرب من مطار عرعر في السعودية بعد انحرافها عن مسارها الطبيعي بسبب عملية الاختطاف والتفجير في ذلك الوقت.
واكدت مقتل 70 راكبا في هذا الحادث الارهابي من ضمنهم 3 من طاقم الطائرة، وهناك ذكرى مؤلمة في الحادث حيث انه بتاريخ 25 / 12 / 1968 كما هو معروف يصادف عيد الميلاد المجيد وكانت احدى المضيفات مسيحية فتبرعت زميلة لها مسلمة ان تكون بديلة لها في هذه الرحلة حيث استشهدت في الحادث.
اما الخاطفون فقد القي القبض على اثنين منهم والبقية قتلوا في الحادث ، واعيد الاثنان الى بغداد وتم التحقيق معهما ولكن الحكومة العراقية اشارت في ذلك الوقت الى تورط الحكومة الايرانية بهذه الحادثة ولكن بعد فترة اعلنت منظمة تطلق على نفسها اسم الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن الحادث.
الطيار ومساعده
واشارت الرابطة الى ما جرى لقائد الطائرة ومساعده قائلة: تم تكريم الكابتن مولود في ذلك الوقت على موقفه الشجاع ورشح لجائزة سلامة الطيران المدني في اليونان /اثينا، وبعد شهرين من الحادث باشر في الطيران على طائرة B727 ثم توقف بسبب وجود مشكلة في حاسة السمع نتيجة الانفجار وعدم اجتيازه الفحص الطبي للطيارين، وبقي يعمل في الخطوط الجوية العراقية حتى سنة 2002 ثم نقل الى الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود العراقية بطلب شخصي منه ليبقى ذكرى خالدة لكل اجيال الطيارين واخلاصهم في العمل.
اما الطيار الاول الكابتن نبيل عاصم الدباغ فما يزال يمارس عمله كابتن طيار ويعتبر من الطيارين الممتازين في الخطوط الجوية العراقية ومن نخبة الطيارين المدنيين العراقيين حيث يشار اليه بالبنان لمهارته وخبرته في الطيران.
شاهدان من ذلك الزمان
الى ذلك قال شاهد على تلك الحادثة من ضمن المحققين في الحادث وهو اياد نزهت قاسم ويعمل في مطار بغداد الدولي: انا كنت مشاركا في التحقيق بالحادث في حينها، وفي الحقيقة كان الخاطفون (الملقى القبض عليهم) اثنان ينتميان إلى حزب الله اللبناني، احدهما اصيب بطلق ناري في بطنه من قبل امن الطائرة وعند سقوطه رمى قنبلة يدوية مما تسبب في ايقاف عمل الصندوق الاسود وكذلك تسبب في فتح ثغرة في باب القيادة والثاني استغل الفتحة وكان شاب صغير السن لايتجاوز عمره 17 سنة فرمى قنبلة اخرى داخل القيادة سقطت بين ساقي مساعد الطيار نبيل الدباغ وعندما حاول رفعها لغرض رميها خارجا انفجرت عليه وبعد سقوط الطائرة حاول الاثنان الهرب إلا ان الامن السعودي القى القبض عليهما.
ومن جانبه قال يعرب الخيرو: لقد كنت في حينها مديرا للشحن الجوي وقضينا اوقاتا صعبة ونحن في قلق ومتجمهرين قرب غرفة العمليات الجوية لنتابع الاخبار وعندما علمنا بسقوط الطائرة بكى الجميع وقام وفد بالسفر للسعودية لمتابعة الموقف مع السلطات فيها ثم تم بعد ايام نقل المصابين من الجرحى وجثامين الضحايا الى بغداد على طائرة خاصة
كاردينيا