الكويت - عبدالستار ناجي


بذكاء وحرفية عالية يلتقط المخرج والكاتب والمنتج والممثل الأميركي مايكل بيري، خطوط حكاية، ليصوغ منها مفردات فيلمه الجديد "الحدود" أو Frontera ، والذي تجري أحداثه في المنطقة الحدودية بين الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك، كما يمكن أن تحدث في أي منطقة حدودية أخرى في العالم.


حكاية تبدو للوهلة الأولى بسيطة، ولكنها تكشف الكثير من الحكايات والمواقف والإشكاليات، بالذات، تلك التي تحدث في المناطق الحدودية، بين الدول الغنية والفقيرة.


تبدأ أحداث الفيلم، حينما تُقتل زوجة الشريف السابق لولاة "أريزونا" وهي تتجول في مزرعتهم المترامية الأطراف على الحدود الأميركية-المكسيكية، بعدما رأت، وهي تمتطي حصانها، اثنين من المكسيكيين يحاولان عبور الحدود بطريقة غير رسمية، وقدمت لهما الماء.

وفي هذه الأثناء يرى المشاهد "أميركيين" يطلقان فجأة رصاصتين باتجاه المهاجرين وزوجة الشريف، الأولى تصيب أحد المكسيكيين والثانية تصيب المرأة.


وتبدأ محاولات الشريف، ريد هاريس، في البحث عن خيوط الجريمة، خصوصا، حينما يتم القبض على أحد المكسيكيين الذي يجد نفسه متورطا في جريمة قتل لم يرتكبها، وأقصى جرائمه كانت أنه حاول دخول أميركا بطريقة غير شرعية.


ولا يكتفي الشريف بالاتهامات الرسمية، حيث يمتلك الإحساس والثقة، بأن هذا القادم الغريب الفقير، لم يأت ليقتل، بل جاء ليعيش بسلام وليعود إلى أسرته بالمال من الأرض الحلم.


فيلم "الحدود" لا يذهب إلى فك رموز الجريمة بطريقة بوليسية، بل بعمق إنساني، حيث إن المشاهد يعرف سلفا من هو المجرم، ولكنه يظل يلهث وراء الوصول إلى ذلك المجرم.


وفي الفيلم عدد بارز من النجوم، يتقدمهم الأميركي المقتدر ايد هاريس، الذي ينضج، ويؤكد بصمته وحضوره السخي. ومعه في الفيلم ايفا لانغوريا ومايكل بينا وايمي ماديغان ولادرا ماركيز وكم آخر من النجوم.