قال الحاج طه، وهو أحد رجال العشائر في الرمادي، إنه يشعر بالارتياح لتخلي ولده مازن عن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، وتسليم نفسه للسلطات.
وأوضح الحاج طه أن ابنه مازن سيمثل لاحقا أمام المحكمة، حيث يتوقع أن يصدر بحقه حكما بالسجن لعدة سنوات يخضع خلالها لعملية إعادة تأهيل "بهدف تنقية عقله من الأفكار التي زرعتها عصابات داعش الإرهابية".
ومازن، 21 عاما، هو واحد من عشرات شبان العشائر الذين سلموا أنفسهم إلى السلطات العراقية استجابة للإنذار الأخير الذي وجهه مجلس عشائر الأنبار في 4 أيلول/سبتمبر الجاري.
وكان المجلس قد دعا أبناء العشائر الذين يقاتلون في صفوف داعش إلى إعلان توبتهم تحت مغبة نبذهم من العشيرة.
وأضاف الحاج طه "أنا مرتاح لأن ابني عاد للحق وترك العصابة التي خدعته بالشعارات الزائفة والمال. إن وجوده في السجن أفضل لي من أن أراه مقتولا أو إرهابيا".
وتابع " انا مرتاح جدا لعودة ابني عن طريق الظلام والجهالة ومطمئن أنه بمكان لن يصل إليه الأشرار مجددا".
وأوضح الحاج طه أن عملية تسليم ولده مازن جاءت بضغط منه ومن زوجته وإثر تطمينات وضمانات قدمتها العشيرة والسلطات الأمنية العراقية.
الإنذار يأتي بثماره
بدوره، قال الشيخ أحمد الذيابي المتحدث باسم مجلس العشائر إن الإنذار الذي وجهه المجلس أثمر عن تسليم 52 فردا من أبناء عشائر الأنبار أنفسهم إلى الشرطة خلال الأيام الستة الماضية إثر وساطة قام بها وجهاء العشائر.
وأوضح الذيابي أن زعماء العشائر يعملون بالتنسيق مع الشرطة لاحتضان عناصر داعش الذين يظهرون الندم ويتوقفون عن دعم المجموعة أو العمل معها.
وأكد أن العمل جار للتفاوض مع أفراد اخرين كانوا قد أعربوا عن نيتهم الانشقاق عن التنظيم الإرهابي وتسليم أنفسهم، لكنهم يخشون من ردود فعل التنظيم الانتقامية.
وقال "إنهم يخشون إعدامهم من قبل الإرهابيين" في حال تخلوا عن التنظيم، "ويدل هذا على أن داعش ما هي إلا مجموعة أفاعي تقتل بعضها البعض. بل هي أسوء من ذلك".
من جانبه، أوضح قائد شرطة الأنبار اللواء أحمد صداك الدليمي خلال أن غالبية المنشقين عن داعش شبان لا تتجاوز أعمارهم الـ 20 سنة.
وأوضح الدليمي أنه وفقا للقضاء العراقي، ستخفف الأحكام بحقهم لأنهم سلموا أنفسهم وسيطلق سراح من يثبت عدم تورطه بجرائم قتل.
وذكر أن "الشرطة والقوات الأمنية تتعهد وتلتزم بشكل مطلق حسن معاملة أي من المنشقين عن هذا التنظيم في حال سلموا أنفسهم، ولن يتعرض أحد لسوء المعاملة".
لا وقت للتأجيل
أما رئيس الصحوة في العراق الشيخ احمد أبو ريشة، فقال في حديث لموطني إن "الوقت بات قصيرا جدا أمام من يرغب بالانسحاب من صفوف داعش، إذ إن طلائع القوات العراقية وأبناء العشائر تقتحم مدن وبلدات يسيطر عليها التنظيم وتسقطها في ساعاتن وستكون خياراتهم قليلة جدا ومحصورة بين الموت أو الاعتقال. فحتى الفرار لن يكون متاحا لهم".
وأوضح أن" تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والتفاف العراقيين حولها والدعم الدولي للعراق لن يبقي أي فرصة للنجاة أو تحقيق حلم داعش باقامة دولة في العراق ".
وذكر أبو ريشة أن العشائر تفتح دواوينها لكل من يرغب بتسليم نفسه نادما ومتراجعا عن انتسابه إلى هذا التنظيم الإرهابي، ونحن بدورنا نحيله للقضاء الذي سيكون بالتأكيد أكثر عدلا ورحمة من تنظيم داعش".
http://mawtani.al-shorfa.com/ar/arti.../12/feature-01