قبل أشهر، كان إسلام يكن مجرد شاب مصري يقضي حياته بين الدراسة واهتماماته المتعددة كالرياضة والموسيقى، إلى أن التحق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)
وقد بادر مؤخراً يكن الحاصل على إجازة جامعية في الحقوق من جامعة عين شمس، إلى كشف انضمامه إلى تنظيم داعش والمحاربة في سوريا عبر تغريدة على موقع تويتر حيث غيّر اسمه إلى أبو سلمة بن يكن.
في هذا السياق، قال الشيخ راجح صبري من مديرية الإرشاد الديني في وزارة الأوقاف المصرية، في حديث للشرفة إن "[فعل] ذهاب هذا الشاب وغيره إلى القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية باسم الجهاد يؤكد ضرورة مراقبة الشباب المصري عن كثب لمنع تأثرهم بالأفكار الضالة".
وأضاف أن مهمة أولياء الأمور صعبة "في سياق حماية أبنائهم من أي تأثيرات سلبية على مسار حياتهم، ومهمة رجال الدين والأئمة والدعاة أصعب".
وذكر أن مؤسسات الأزهر تنبهت لهذا الأمر منذ فترة وقامت باتخاذ إجراءات احترازية لجهة منع ظهور التطرف الديني وتشويه التعاليم الدينية.
وقال صبري إن ذلك يشمل منع الخطابة في المساجد لمن لم يخضع لدورات متخصصة وتسيير قوافل الدعاة في كل المحافظات المصرية، إضافة إلى إقفال كل الأماكن التي قد يستغلها من يوالي الفكر والتوجهات المتطرفة.
وشدد على ضرورة شرح مبادئ الدين الأساسية كمعنى الجهاد والزكاة وغيرها من الأساسيات، لكي يستطيع الشباب مواجهة أي محاولة للتلاعب بأفكارهم ودفعهم إلى التصرف كمجرمين وراء ستار الدين.
’خطر على فئة الشباب‘
ومن جانبه، قال أستاذ علم النفس في جامعة القاهرة واستشاري العلاقات الأسرية، الدكتور ولي الدين مختار، للشرفة إنه تابع قضية يكن وكل الأخبار المتعلقة به.
وأشار إلى أن قضية هذا الشاب المصري "تؤكد الخطر الكامن على فئة الشباب أيا تكن جنسيتهم أو حالتهم الاجتماعية، حيث أن الأمر لا يتعلق فقط بالإغراءات المادية التي يقعون فيها، بل يتعداه إلى ما يمكن وصفه بغسل عقول هؤلاء الشباب بشكل كامل".
ولفت إلى أن يكن كان ميسور الحال، ولكن "جرى استغلاله بشتى الطرق، من أجل تحويله إلى مجرم يتباهى بالرؤوس المقطوعة".
ورأى مختار أن حماية الشباب يجب أن تتمّ من خلال خطة مُحكمة تبدأ من المنزل مع العائلة وتصل إلى المدارس والجامعات.
وقال إنه يجب تكثيف النشاطات الشبابية لإبعاد الشباب عن أي حالات فراغ أو تأثيرات جانبية شتى.
ولفت في أيضاً إلى "ضرورة متابعة الدعاة ورجال الدين، وتصفيتهم من أصحاب العقول الإجرامية الذين يشوهون صورة الإسلام ويحوّلون الناس الأبرياء إلى مجرمين باسم الدين".
حذر ومفاجأة
وفي موازاة ذلك، تابع الشباب المصري قضية خبر انضمام يكن إلى تنظيم داعش باهتمام كبير، فجاءت غالبية الآراء منتقدة لقراره خصوصاً وأنه ظهر من خلال مقطع فيديو قال إنه صوره في منطقة الرقة بسوريا.
وفي هذا الإطار، قال رأفت سمير وهو كان من أصدقاء يكن في مدرسة الليسيه الفرنسية بهليوبوليس، إن "إسلام كان يحب دائماً تجربة أي جديد ويجذبه أي شيء خارج عن المألوف".
وأوضح أن حياة يكن شهدت تغييراً في الفترة الأخ
يرة التي سبقت بقليل ظهوره كمقاتل في صفوف تنظيم داعش، حيث بدأ يتردد على المسجد كما أطلق لحيته.
ولفت سمير للشرفة إلى أن "جميع الأصدقاء استغربوا التحوّل الذي طرأ عليه، خصوصاً وأنه كان بعيداً [قبل ذلك] عن أجواء التشدّد فكانت اهتماماته محصورة بالذهاب إلى النادي والقيام بتمارين الرياضة البدنية وتناول العقاقير المغذية، ولم يخطر ببال أحد أن ينتقل للقتال في سوريا".
وقال مرسي منصور، صاحب متجر في القاهرة، إنه بات يخاف على أولاده من "الانجرار وراء الفتاوى الكاذبة التي بدأت تنتشر بين الشباب والتي يبثها عدد من [الأفراد] المشبوهين وبعض رجال الدين التابعين للمنظمات الإرهابية".
وأضاف للشرفة أنه يكثف في هذه الأيام من توعية ولديه ويحثهما على الابتعاد عن أي أفكار قد تنعكس سلباً على حياتهما.
وقال إنه يراقب باستمرار شديد ما يتصفحانه على شبكة الإنترنت "خشية أن يتم إغراؤهما بالمال أو النساء أو بالوعود الدينية الكاذبة".
وختم بالقول "لا أريد أن يأتي يوم وأرى صورهما على الإنترنت مع تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية، ويحملان الرؤوس المقطوعة أو سماع أي خبر يفيد بأن أحدهما قد فجّر نفسه في العراق أو سوريا".
http://al-shorfa.com/ar/articles/mei.../12/feature-01
رد مع اقتباس
