في عالم التقدم المزعوم وعالم الديمقراطية الجاهزه بالطعم الغربي اصبح مجتمعنا ينتقص من قدسية الوالدين واصبح الوالدين مصادرين لحرية الابناء
واصبح نصح الاب الذي استلهمه من خارطة الزمن التي تترك بصمة على جبينه ورقة من الماضي
واصبح التهجم على الوالدين حرية
قال تعالى
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
تلك هي التربية الاسلامية التي تعلمنا ايدلوجية السلوك التعاملي مع الابوين وليس الديمقراطية المزعومة الغربية التي تعلل الطيش وضياع الشباب ومحاولة الابوين تصحيح تمردهم
هو مصادرة حقوقهم
عندما يستلهم الاب خبرات الحياة والدروس المستخلصة منها والحكم وتوظيفها وتقديمها على طبق من ذهب الى الابن/البنت يكون الاب/الام هنا مصادر لحقوقهم ومصادر لحريتهم
اي حرية والليل يقضيه الابن/البنت على صفحات الفيس ويذهب الى مقاعد الدراسة وعمله يعاني الارهاق
اي حرية تبيح للولد/ البنت
التمرد على القيم المقدسة في بناء الشخصية السليمة وتفاخر بالخروج والطعن بحرصهم على انه حرية ويستوجب التحرر من سلطتهم الدكتاتورية كما يزعمون
عندما ينصح الاب او الام الابناء
يترجم النصح على انه مصادرة حقوقهم وحريتهم
وهل الحرية الان تعني سحق القيم والتمرد عليها
وتعايش بمفهوم الغرب بمجتمع شرقي ليقال عنا شعب متحرر او شبابه متحرر
عندما تنصح الام ابنتها بما ترتدي وأي سلوك عليها ان تسلكه في تصرفها
تكون الام هنا مصادرة لحريتها
فتلك التي تسرق الوقت لتخرج مع الصديق وهو ليس الا صديق كما تعلل ذلك ونصح الام لها يجابه بمفهوم التخلف لكونها تواعد صديق وتعتبره اخ لها وكم صديق اكتسب هجين هوية الاخ واصبحت كل الاماكن تشهد لها ويجب ان نعلله على انه تحرر وتقدم واصبح الصديق الذي تسهر وتتلذذ بصوته على انه اخ لها
اي منطق عقيم
تبا تبا لتلك الحرية الفاشلة التي تبني مجتمع فاشل
الا يكفينا اهوال بسبب الذي يصيبنا
ونعلل الان عقوق الوالدين بمفهوم الحرية
دخل رجل على الرسول الاعظم وقال له
اني احمل امي على اكتافي في كل طواف
فهل انا موفي لها
اجابه
حملتك 9 اشهر
وارضعتك سنتان
وتسهر الليل الى ان اصبحت رجل
فهل انت قادر على احتساب الالم والسهر والسنوات
قال الامام جعفر الصادق وهو يخاطب الامام موسى الكاظم
وهو امام يخاطب امام
اياك ودعوتان
دعاء الوالدين ودعاء المظلوم
فهما يخترقان حجاب السماء
ويهتز لهما العرش
كم من اب توسد الطريق وسادة اثناء العمل ليوفر العيش الكريم الى اسرته
كم من ام تعانق النجوم وترفع الاكف بدعاء لشفاء ابنتها او ابنها
ونهاية المطاف التمرد عليهم بمفهوم مصادرة حقوقنا الديمقراطية المطعمة بنكهة غربية
واحب ان اسعف الموضوع بموقف
كنت جالس مع مجموعة من الاصدقاء وكان بينهم طبيب اسنان
والغريب اكثر اصدقائي حوارهم معه يدورحول المشاكل الفنية التي تصيب السيارات
وكان يجيبهم بدقة
انتابني الفضول
ماعلاقة طب الاسنان بمهنة الميكانيك
اجابني الطبيب
كان ابي يعلمنا تلك المهنة ونحن طلاب مدارس والذي لايخرج معه الى العمل يحرم من مصروفه الاسبوع
علمنا ان الحياة
شهادة ومهنة
علمنا الاعتماد على النفس
ذلك الاب بمفهوم الديمقراطية الحديثة مصادر للحرية الان
وعلية نجد شبابنا يعانون فشل الاعتماد على النفس في بناء الذات المستقلة وطموحهم في استقلاليتهم تكمن بحريتهم سلوكية على صفحات الفيس وهدر الوقت الذي لايعوض
واصبح شاب/شابة المستقبل ينهزم في معركة الحياة لكونه اعتمد على سلبيات اوهم نفسه انها ايجابيات تتحطم امام اي مطب في الحياة
واصبح شبابنا يعانون الفشل الاجتماعي في بناء الاسرة
واصبحت الفتاة
تنظر الى حرص الابوين على استقامتها وحمايتها ومتابعة ما ترتدية مصادرة لحقوقها التي اصبحت تستمده من القانون الغربي
يحرص الاباء على بناء الضمير الوقي
ولكن البعض
الشباب/الشابات اصبحت تتمرد على الضمير الواقي
واصبح النصح الابوي طوق لابد من كسره
لكي تسهر على صفحات الفيس وتتناغم مع اصوات العشاق على الهاتف
وفي المستقبل تكون ام فاقدة لشرعية الامومة السليمة وتعلم ابنائها التغذية السلبية التي كانت عليها
ويكون الوالدين الناصحين حجر عثرة امام رغباتها متمرده على عاطفتهم الابوية بمفهوم الحرية الغربية
وهنا اصبحنا مجتمع منهار ضائع غارق في الوحل
تبا لتلك الحرية التي تترجم عقوق الوالدين الى واقع
تبا لتلك الحرية التي تخلق لنا شباب لايفقه شيء من الحياة الا الفيس
تبا لتلك الحرية التي تجعل القانون الغربي كتاب مقدس لحياتنا
تبا لتلك الحرية التي تجعل اهواء النفس والتمرد على القيم ديمقراطية سلوكية