قناة الجزيرة التي غطت بشكل مباشر ويومي الغزو الامريكي للعراق هي اليوم مستاءة لخروج هذه القوات ولم تعطي الخبر أية أهمية وربما يكون سبب انزعاجها هو انها لن تجد الفرصة للدفاع عن الذباحين الذين كانت تصورهم وتبلغ لأفعالهم أثناء فترة الاحتلال الامريكي، أو بسبب وجود مثل هذه القوات على الاراضي القطرية.
وليست الجزيرة وحدها التي تتخذ موقف الضد من انسحاب القوات الامريكية من العراق بل الاعلام العربي بشكل عام هو منزعج من هذا الانسحاب لأن قضية الإحتلال وقتل العشرات من العراقيين يومياً على يد ذباحي المقاومة الباسلة كان الخبر الرئيسي لكل وسائل الاعلام العربي وبخروج الامريكان من العراق سيفتقد هذا الاعلام امكانية خبرية جيدة للسبق الصحفي على حساب جثث العراقيين.فالجزيرة التي كانت تتعطش لمناظر الدماء العراقية وهي تسيل على يد الذباحين والتي كانت تصورها الجزيرة بأحدث كاميراتها المتطورة وبشكل فني رائع لم تجرء عن تقديم تقرير واحد عن انسحاب القوات الامريكية من العراق. وربما تعبر الجزيرة بهذه الطريقة عن عدم رغبتها بوقف الحرب النازفة في هذا البلد فهي لازالت تعتبر العراق ساحة للجهاد حتى بعد خروج القوات الامريكية وهي تريد أن ترى المزيد من الدماء العراقية على شاشتها الفضية، وربما هذا الشيئ هو الذي دفعها لتغطية الغزو الامريكي لحظة بلحظة ومنعها من متابعة انسحاب الغزو لحظة بلحظة.
المصدر