لماذا غابت تركيا عن مؤتمر "جدة" والسعودية تجمّل نفسها بمرآة "داعش"
بغداد/المسلة: شككت صحيفة "وول ستريت جورنال" في قدرة الدول العربية على المشاركة الجدية في العمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية " الارهابي في العراق وسوريا.
وعدا المال، والقواعد فان مشاركة جدية عربية في الحرب المقبلة، سوف لن تجد لها طريقا على ارض الواقع.
والملاحظ في الحلف الجديد ابتعاد تركيا عنه، وبرود قطري اتجاهه وحماس سعودي كبير نحوه، ما يؤشر صراع على النفوذ بين هذه الدول، بعدما افرزت الاحداث قطبين على طرفي نقيض، القطب السعودي ووراء دول الخليج، والقطب التركي ووراءه قطر.
وقالت الصحيفة إن "حلفاء واشنطن الدوليين لم يوضحوا المدى الذى سيذهبون إليه فى الانضمام للعمليات العسكرية التي تعتزم الإدارة الأمريكية شنها ضد تنظيم داعش، حتى مع تعهدهم بتقديم الدعم".
وكان أوباما قد تعهد بتدمير داعش خلال خطابه يوم الأربعاء الماضي.. وبعد يوم من المشاورات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مدينة جدة السعودية، وقع أغلب جيران العراق على بيان الدعم.. وفى هذا البيان التزمت الدول العربية بالعمل مع الولايات المتحدة لوقف تدفق المقاتلين والتمويلات الأجنبية للتنظيم الإرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا التي عارضت استخدام الولايات المتحدة قواعد على أراضيها لشن الهجمات الإرهابية ضد "داعش" لم توقع على البيان، رغم أن هناك 50 دبلوماسيا تركيا تم احتجازهم في الموصل من قبل مسلحي داعش منذ يونيو الماضي.
وبحسب ما أفاد مسئولون أمريكيون وعرب، فإن هناك اتفاقا بين التحالف الناشئ على استضافة الحكومة السعودية لتدريب الآلاف من المقاتلين السوريين الذين يحاربون كلا من نظام بشار الأسد و "داعش".
لكن من بين الأمور غير المؤكدة كما يقول هؤلاء المسئولون، ما إذا كانت حكومات الشرق الأوسط ستقدم حقوق الطيران والقواعد للطائرات الأمريكية، ولم يتضح كذلك ما إذا كانت الدول العربية ستنضم للضربات الجوية الأمريكية ضد المسلحين في العراق وسوريا، وكانت الإمارات وقطر قد شاركتا بطائرات في حملة الناتو في ليبيا عام 2011.
من جانب آخر أكدت وكالة "آسوشيتدبرس" في تقرير تابعته "المسلة" أن السعودية تسعى الى ان تلعب دور محوري في استراتيجية أوباما لمواجهة داعش بسبب ثروتها وجيشها المجهز بشكل جيد. كما تسعى السعودية ان تظهر نفسها للعالم باعتبارها دولة تحارب الارهاب و كزعيم روحي للدول السنية على رغم انها من اكثر الدول المصدرة للإرهابيين في العالم.
وعلى صعيد متصل، وجّه الصحافي "روبرت فيسك" نقده للخطاب الأخير للرئيس باراك أوباما الذى وضع فيه الخطة الجديدة لمواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، معتبرا إياها تكرار لسياسات أمريكية سابقة في الشرق الأوسط أدت إلى الفوضى الماثلة أمام الأعين.
والتفت "فيسك" في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية لمحاولة "أوباما" تكوين مليشيات "سنية" عراقية، لمحاربة "داعش"، وتشجيع المناطق "السنية" على لفظ التنظيم الإرهابي، وهو أمر مشابه لما كان يسمى من قبل "المجلس الوطني لصحوة العراق" الذى تكون تحت نظر الجيش الأمريكي خلال الاحتلال لاستخدامه آنذاك لمقاتلة القوات التابعة لتنظيم القاعدة في العراق".