حفريات –


واشنطن - "رويترز"
أعلن علماء، يوم الخميس، أنهم اكتشفوا بين صخور صحراء المغرب بقايا حفرية جديدة لكائن متوحش أفريقى اسمه العلمى "سبيانوسوروس ايجيبتياكوس"، يبلغ طوله 15 مترًا ويزن سبعة أطنان، ما يميط اللثام عن شكل وسلوك الحيوان مفترس الديناصورات.

وأشارت الدراسة، الواردة بدورية "ساينس" الأمريكية، إلى أن الحيوان كان أطول من الديناصور العملاق "تيرانوصور ركس" بواقع 2.5 متر، ويضاهيه فى الحجم تقريبًا، لافتة إلى أن كائن سبيانوسوروس كان يعيش منذ 95 مليون عام، إبان العصر الكريتاسى "الطباشيرى"، ويعتبر النوع الوحيد المعروف بين الديناصورات، وتحور ليصبح عاشقًا للماء، ويعيش حياة بين البر والبحر.

علاوة على ذلك فقد كان سبيانوسوروس مفترس الديناصورات الوحيد المعروف، الذى يمتلك أربعة أرجل بخلاف ديناصورات لاحمة على غرار"تيرانوصور ركس" و"جيجانوتوصور" بشكلهما التقليدى ذى الساقين.

ولأنه كان يتميز بالقصر النسبى لأطرافه ومتانة بنيته الأمامية ومرونة الذيل والأقدام الخلفية المفلطحة، التى ربما كانت ذات أغشية تستخدم للسباحة، فربما تمكن سبيانوسوروس?? ??من الخوض فى المجارى المائية ليقتات على ما شاء من الكائنات البحرية.

وتوصل العلماء، إلى أن استطالة ودقة الفكين وأسنانه المخروطية الشكل مكنا سبيانوسوروس كى يصطاد بسهولة الأسماك اللزجة، كما أن ظهره كانت تعلوه تكوينات عظمية شوكية شبيهة بشراع المركب ملتصقة بجلده طول الشوكة الواحدة متران.

وقال نزار ابراهيم عالم الأحياء القديمة بجامعة شيكاجو، الذى أشرف على هذه الدراسة التى أوردتها دورية "ساينس": "هذا الحيوان لا يشبه أى مفترس للديناصورات.. لا مثيل له فى أيامنا أنه يبدو نوعًا جديدًا تمامًا من الحيوانات."

وبث سبيانوسوروس الرعب فى منظومة واسعة من المناطق النهرية فى شمال أفريقيا تمتد من المغرب وحتى مصر، وقال إبراهيم، إنه ربما لم يكن سبيانوسوروس رشيق الحركة على البر، لكنه كان يجهز على الديناصورات الأخرى بين الحين والآخر.

وقال بول سيرينو عالم الأحياء القديمة فى جامعة شيكاجو، والذى شارك فى هذه الدراسة "أسنانه المستدقة الناتئة ومخالبه الشبيهة بالمنجل وهيئته المتوحشة منحت هذا الوحش مظهرًا شاذًا."

وسبيانوسوروس معروف لدى الجهات العلمية منذ قرن بعد أن عثر عالم الأحياء القديمة الألمانى ارنست شترومر على بقاياه فى مصر، إلا أن هذه البقايا تلفت بسبب قصف بريطانى على ميونيخ عام 1944، أما ما تبقى من آثاره فلم تقدم الكثير بالنسبة إلى تركيبه التشريحى، إلا أن أسطورة سبيانوسوروس قد بدأت.. وقد ظهر بالفعل فى الجزء الثالث من فيلم "حديقة الديناصورات" عام 2001 وهو يلتهم الديناصور العملاق تيرانوصور ركس.

وتغير كل شىء عندما عثر أحد الباحثين المحليين عن الحفريات على هيكل عظمى غير كامل فى جنوب المغرب عام 2008 قرب بلدة فى الصحراء، وبعد تجميع حفريات من مقتنيات عدة متاحف ورسوم لما اكتشفه شترومر ظهر أخيرًا شكل سبيانوسوروس فى صورته النهائية المكتملة.

إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة فقد تبخر ما عثر عليه باحث الحفريات فى المغرب وخرج من البلاد، مما حرم العلماء من معلومات جوهرية.

وعثر على هذا الرجل أخيرا عام 2013، وقاد العلماء إلى موقع الحفريات وعثر على مزيد من الحفريات هناك كما وجد الهيكل العظمى الجزئى المفقود فى قبو فى مدينة ميلانو الإيطالية.

ووصف إبراهيم البيئة المحيطة بسبيانوسوروس بأنها "من أخطر الأماكن فى تاريخ كوكبنا."

وأضاف أن سبيانوسوروس كان ملكًا متوجًا على المسطحات المائية التى تزخر بأسماك القرش والتماسيح التى يصل طول الواحد منها إلى 11 مترًا، فيما كانت الزواحف المجنحة تحوم فى المكان والتى تصل المسافة بين طرفى جناحيها إلى سبعة أمتار، وعلى البر كان هناك أيضًا مفترس الديناصورات المعروف باسم (كراكارودونتوصور) يسعى فى البيئة بحثًا عن وليمته.

وتكشف حفريات سبيانوسوروس عن تحورات لا تخطؤها العين عن حياة معظمها فى الماء إذ كان شكل الجسم غير عادى مع الصغر النسبى لحجم عظام الحوض وقصر الأطراف الخلفية على نحو يشبه أسلاف الحوت الثديى، التى ظهرت بعد ذلك بنحو 45 مليون سنة.

وقال العلماء، إن صغر حجم المنخرين فى وسط الجمجمة يتيحان لسبيانوسوروس التنفس عندما يكون جزءًا من الرأس تحت الماء.