أنثى وما ملكت يميني
إنا ونحن متيماتٌ بالتفاصيل الصغيرة
والعذاب
ونحن أحياناً إلى حد (يفرفط) زهرة الروح الندية
في التراب
ونطير عشقاً... تزهر الدنيا رؤى...
أو نكره...
فنحيل خضرتها إلى أرضٍ يباب
هذي عجينتنا استهلت
بالتطرف والتصوف
حيث لا تأتي النهاية بعدها
إن البداية وحدها
تنبيك عن سر المآب
فاختر إلى موت لذيذ يعتريك حنانه
أو ترتضي ركناً قصياً للعبادة والتأمل
في ازدواج نقائض تسمو إلى
كشف الحجاب
***
إن السعادة وحدها سكبت على قاماتنا
صعداً إلى أعلى رؤانا
نزلاً إلى أدنى شقانا
في كل يومٍ نجتلي أشياءنا للمرة الأولى
ونغار أو نهوى...
للمرة الأولى
ونموت أو نحيا...
للمرة الأولى
***
هذي قواريرٌ مشت مع ماس رقتها
فتغار أمشاط دنت لجلال زينتها
وتهب أعشاب نمت تضفي على الأشياء يخضوراً همى
من زيزفون دموعها
حتى بلابل صوتها ورفيف ضحكتها
من حول (تدمر) خصرها
سفراً إلى (بتراء) وجنتها
من فوق (بصرى) كتفها...
لا يرتقي شالٌ إلى نعناع لمستها
ولا نايٌ إلى (صيدون) بحتها
دهبٌ يناجي ودها وحرائر
وأساورٌ من صبوةٍ ومباخر
أقراط موسيقى وإرثٌ من نفرتيتي إلى بلقيس والزباء حتى أن
وصلت -جميعهن- إليك أنت
وأنا بكامل مخملي الشامي من خوخي
وتوتي
وحرام تفاحي وأفراحي وموتي..
***
لا ضير إن كنا الإناء لنحتويك
فكل ماء كنته -إن كنت ماء-
نعطيه شكلا
وكل طين صرته.. كنا له أصلا
وكل ليل قدته.. كنا له فصلا
وكل قطع رمته.. كنا له وصلا
فالماء محتاج إلى من يحتويه
والطين محتاج إلى من يفتديه
و(العتم) محتاج إلى من يجتليه
والضد محتاج إلى من يرتضيه
فادخل إلى المعبد
في الروح صمت هاجعٌ
نسجته صيحات النساء على امتداد عذابهن
إلى مجاهل كحلنا الأسود
انهض تلحظ المرود
واجلب حبالاً ترتقي الأعلى
تتسلق الأزمان والأوجاع والأغلى
واصعد ترى ما لا يرى أو يلمح:
كيف التلذذ عندنا... أقوى وأمتع بالذي نعطيه مما نمنح
***
لو كنت ممن يدركون ولادتي
يا نصفي القاسي الجميل.. لما قسوت
أو كنت ممن يقبلون صداقتي عبر الزمان..
لما هزمت
أو لو قبلت بأن أكون إناءك الثاني..
لما كالغلي فرت
حتى كسرت زجاجتي ثم اندلقت
وبقيت طول العمر تجمعني فما..
قدرت رموشك أو قدرت
من حيث لا أنت ارتويت ولا رويت ولا اتعظت
ما كان ضرك لو قبلت توازي الخطين فينا
لا لتقينا عنوةٌ وبلا عناء من قطا خطوي اهتديت
فتعال نبدع بعضنا طيناً وماء
متماثلاً حد الأمان للاحتواء والارتواء والارتقاء
إني -ورحم الأرض- أهلكني العطاء
***
ابتسام الصمادي