العراق نحو الاستقرار
- رأي البيان
التاريخ: 11 سبتمبر 2014
اجتاز العراق خطوة هامة مع تشكيل الحكومة الجديدة، وتجاوز عقبة أساسية نحو الاستقرار السياسي، في انتظار تحقيق الاستقرار الأمني المنشود، بنجاح العراق في اقتلاع أخطبوط الإرهاب واستئصال تنظيم داعش نهائياً من خلال جبهة داخلية موحدة. فالعراق بحاجة إلى تكريس الدولة العصرية المؤهلة دون غيرها، لضبط حدود الحريات والحقوق وتوازن المصالح، في مناخ يتسم بالأمن الجماعي والاستقرار السياسي. والاستقرار يمر حتماً عبر بوابة الأمن والتتمية، والوعي بأهمية وجود حكومة ذات بصيرة قوية لتعبر بالعراق من جحيم العنف والفوضى إلى الأمان.
وبلاد الرافدين تقف اليوم على مفترق طرق، فإما أن يتحقق الأمن والاستقرار بشكل كامل ولجميع المواطنين العراقيين، أو أن يصبح البلد عرضة للانقسام والتشظي، فالظروف لا تحتمل أنصاف الحلول في ظل أجندات إقليمية ودولية تسعى لتأجيج الخلافات في العراق والمنطقة بشكل عام، والسبيل الوحيد لمواجهتها، هو الوفاق الوطني ومعالجة الخلافات بالحكمة السياسية وسيادة القانون، التي تضمن للعراق أمنه واستقلاليته..
وفي إطار الدستور، مع العمل على سد كافة الثغرات التي من شأنها أن تصعد الخلافات السياسية، مع النظر إلى الأمور من زاوية المصلحة الوطنية وتغليبها على المصالح الشخصية والخاصة. إن التوترات الطائفية في المنطقة، وخاصة تلك المنبثقة عن الصراع في سوريا والأزمة السياسة والأمنية في العراق، قد وفرت بيئة خصبة لتنظيم داعش للتمدد في البلدين، وتنفيذ ممارساته الإجرامية واللا إنسانية، ما يتطلب إرادة قوية ومخلصة للقضاء عليه، ولا يتحقق ذلك إلا بتكريس الوحدة الوطنية..
والابتعاد عن المحاصصة الفئوية والطائفية التي ساهمت في إطالة عمر الأزمة في العراق. فالاستقرار السياسي في المصلحة النهائية، ما هو إلا نتيجة منطقية لتصالح العراق مع تاريخه وهويته ومحيطه الحضاري، وتعامله الإيجابي مع بيئته الإقليمية والدولية. لذلك، فإن من ينشد الأمن والاستقرار في العراق، وفي كامل المنطقة، عليه أن يسهم مساهمة إيجابية في تطوير نظام الشراكة السياسية بين جميع الأطراف والمكونات، ومواجهة التنظيمات الإرهابية بوحدة وصلابة.
http://www.albayan.ae/opinions/our-o...9-11-1.2199248