أيها البحر ..
ماذا تريد ؟
بل ماذا تنتظر !!
أراك تحدق وتحملق بكلتا عينيك الغاضبتين
وتدفع موجك الهادر يبتلع العشاق في جوف الليل
أأنا أنت ؟
أم أنت يم عظيم يظل المرء حائراً فيك !
لا يدري أوله من آخره أيها البحر لمَ نناديك ؟
ولمَ نقذف بهمومنا عليك !
هل غرتنا عظمتك وأرهبتنا أمواجك ؟
أم ماهو سرنا الدفين بيننا !
أيها البحر ..
هل رأيت الحب فوق أديم وجهك ؟
يجدف بمجاديف الهوى !
أم رأيت عاشقَين سترهما الليل
فباحا لك بكل أشواقهما و كل سرهما !
إنني
أقف .. أتسمع .. أنصت .. وحيداً
ملقى على ساحلك ثم أمضي أتنكب الطريق
وها هو طيف قادم من بعيد لا أكاد أميزهُ
تبدو ملامحه شيئاً فشيئاً
إنه الحب كأنه شيخ هم يتصابى !
أيها الحب .. أتسمعني
أم تتصامى عن سماعي ؟
أيها البحر ..
ماذا دهاك ؟
هل ضللت دروبك ؟
أم تاهت بك الدنيا
أم تنكر لك المحبون والعاشقون !
أسمع نشيج بكائك
وأرى دموعك التي تذرفها فوق ذلك البحر الهائج
وأبتسم .. تعجباً
أتبكي !
كيف وأنت من أبكى العالمين !
أتحزن ..!!
و لوعاتك لا تزال آثار سياطها
على ظهور المحبين كمزاحف الحيات ..!!
أيها البحر ..
ها أنذا أرقب من بعيد ..
موجك الذي لا يرحم ..
والحب الذي لا يهدأ !
وأحتار بينهما و أقاسي
لوعة ناشبة في حلق محب