مواقع التواصل الإجتماعي أم مواقع التباعد الأسري؟
مواقع التواصل الإجتماعي أم مواقع التباعد الأسري؟
أحبتي في منتدى دررالعراق..تحية طيبة..
لا أدري إن كان يستقيم ذَمُه و أنا أقضي وقتاً لا بأس به في التواجد فيه بين رسائله و إعجاباته و تعليقات أهله و قومه. و لا أدري إن إختفى عن عالم الإنترنت كيف سيكون الحال بالنسبة لمن وجد فيه ساحة لنشر أفكاره أو وسيلة تواصل مع الأقرباء و الأصدقاء مما لا يمكن التواصل معهم عياناً أو مجاناً كما هو الحال مع هذا الموقع الذي إجتذب العالم و نال شهرةً ساحقةً إسمهُ و صاحبهُ و رَسمه.عن الفيس بوك أتحدث يا سادة.فكم صار للكثير منا من ضمن يومياته برنامجاً و شغلاً شاغلاً و عادة.و ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع، هو ما حاك في صدري من شيءٍ أعقب نقاشاً مع أحد" الاخوه الذي تجاذب معي أطراف الحديث و أدلا بدلوه بما أوضح الفكرة عنه بكل جلاءٍ و نصوع.و ما زاد الفكرة نضوجاً في ذهني، صورة رأيتها بعد لحظاتٍ تتعلق بالموضوع فأوقدت شعلةَ الطرح و تكاملت ملامحه أمام عيني.و بعبارةٍ تسبقها و تقول:
كم كانت الحياة جميله قبل إكتشاف الإنترنت وبالأخص الفيس بوك
ولاأعرف من أين أتت تسمية ( مواقع التواصل الإجتماعي )
والحقيقه هي ( مواقع التباعد الإجتماعي )
مواقع
أتذكرون كيف كان الحال قبله، ألا يشعر أحدنا بفارقٍ في طبيعة الإحتكاك و التواصل مع أهله.بمعنى أنه يسرق الواحد منا و يشغله عن الأهل.و إن كان في نواحٍ أخرى يعتبر لهم همزة الوصل.لكني أتكلم من منظورٍ عام.فأ***وني إنتبهاكم و شيئاً من إهتمام.إني أتجنى على الفيس بوك و أدعي،أنه وسيلةُ تباعدٍ أُسَريٍ أكثَر مما يُنظَر إليه بأنه وسيلة تواصلٍ مجتَمعي. ، فإني لا أوردُ التهمَ جِزافاً كي لا يحتج بذلك عليَّ المعارضون. و لا أستبعدُ أن تكون هناك وجهة نظر، تغاير الطرح و تكونَ الأقربُ إلى الصوابِ و أخطئُ أنا كسائرِ البشر. لذلك أقول:
1. سابقاً كان التلفزيون يأخذ الكثير من وقتنا و نقضي ساعاتٍ طوال أمام شاشته نحن و الأسرة، لكن كنا نشاهدُ مادةً واحدةً،و أنظارنا مصوبة بإتجاهٍ واحد و بطبيعة الحال تكون أفكارنا منشغلة بشيء واحدٍ لا يمنع أن نتجاذب أطراف الحديثِ أثناءَهُ بخصوص ما نشاهده.بعكس الإنترنت و مواقعه المختلفة اليوم و لأخصصها بالفيس بوك.فكل واحدٍ منا له حسابه الخاص و إهتماماته الخاصة.منزَوٍ في ركنٍ من البيت، متواجدٌ بجسدهِ لكن إن جئت تلحظه عن كثب رأيتهُ في عالمٍ يختلف عن واقعه و مندمج معه. و لا يعني هذا تحاملاً مني على ظاهرة الإستفادة من مظاهر الحداثة و التطور.لكن ما ذنب سائر من في البيت و لا سيما الوالدين و من بعمرهم ممن يعزفون عن هكذا أمور؟ أليس الفيس بوك يسرق من أوقاتنا معهم مما يفترض أن تكون مكرسة لهم و بالتالي تولد فتوراً في الترابط الأسري و يشعر الوالدين بسبب ذلك بالإهمال و إفتقاد العطف و الحنان الذي هو بذمتنا لهم..و يصح الأمر كذلك على الصغار الذين يجدون فينا وسيلة للبهجة و مصدر للرعاية و الإهتمام و يأتي الفيس بوك ليعمل تأثيره السلبي أيضا على تطلعات الأطفال هذه..قد يدعي أحدنا بأن لديه برنامج ينظم الوقت بين كل هذه المتطلبات و لن يبخس حق أحد..فهل لإن راجعنا أنفسنا جيداً و نتفحص نصيب الوالدين و الأهل من هذا البرنامج مقارنةً مع برامجالتباعد الأسري هذه! نجد النسبة كافية و مقنعة لنا نحن قبل غيرنا؟
2.حينَ نَكونُ في الفيسِ نضَعُ الإعجاباتَ لكلِ شارِدَةٍ و وارِدَةٍ و نسرفُ في التعليقِ و علاوةً على ذلك نُشارك و نعمَل دِعايَةً لما يَقومُ به غيرنا مما قد يكون قام به بلا جهدٍ و لا تعب، و ننسى عمل إعجابات لما يقدمه لنا آباءنا و أمهاتنا و من هم بمعيتنا من أنواع الخدمة و نحن لا نفكر حتى بشكرهم و الثناء عليهم و تعريف الآخرين بما يبذلونه لأجلنا بلا مقابل..فَأيُّ الفريقَينِ أحَقُ بالإعجابات و التعليقاتُ يا سادة؟ أدركُ تماماً أن الكثير منكم لن تفوته هكذا أمور لكن أنا أتكلم عن الغالب الأعم و المتوقع بحكم التجربة و المشاهدة.
3.حينَ أثيرُ هذا البَحث فَلَستُ أكثَرَكم إيجابية و لَستُ الأقربَ منكم إلى المثالية و لكِنَني تَحَسَسَت في نفسي إلى الأوقات المهدورة و أنا اعيشُ في عالم الإنترنت الذي لا أجد له في الواقع محاكاةٍ و لا صورة.و إن إستفَزَتكم طريقتي في التعبير فَخلف هذا مقصَدٌ مِنه أبغي أن تجتَهدوا في الإدلاء بآرائكم تعليقاً و نقداً و تصحيحاً أو إضافَةً لِيكتَمِلَ و يَزهو بمروركم التقرير. و لكم مني أحبتي أسمى مودة و أبهى تقدير.
موضوع راق لى النقاش فيه