يعبر النغم في عروق القصب
وتلبس الناي أصابع حفيف من مطر
عنق الضوء
يصير هودجاً من بريق
يعبئ من أهازيج الكروم
يسكر بخضرة ونور
سنابل الروح عطشى
لتجذّر الرمل النابت في النخيل
صهيلاً
وخمرأ
*****
أكتمل بوح الندى
على بيدر الصبح
يوشوش
يسرج فرس النهار
يلملم ما تبقى من ذاكرة الليل
يفترش للبدر سعفاً من عطر
وجلّنار
*****
الوافدون الجدد
عرق بنفسجة غنوج
أفرعت إبطها صوب الشمس
وشلح حبق برّي
وعلى شراشف الوداع
تنشر أسامي السماوات وحدها
ياسمينة الروح
ترتدي وشاحاً أبيضاً وأنمار
*****
توردت خدود الجوع على توهج الرغيف
وساخت عيون اليتامى
ترقب عودة التماسيح البرية
من رحلة صيد الأرانب
في نهود القطب
عند الهزيع الأخير
تنام قمحة النهد على عرائش
من ثلج الشفاه
وترقد بسلام
*****
تبوح أسراب العيون للمقل الهائجة
بمهس الغيم للقمحة
هلاّ هززت ضفائركِ
أرغفة
مثل قمر ؟!
هلاّ أيقظتِ النبيذ
بحلم التشهي
على الشفاه الجافة !؟
هلاّ لمست الحلم الهارب
نحو السنا
*****
تسامرني أيقونة
ترقد على هدأة الملح
متى يؤول الإياب ؟
وعنق سوسنة
يرمح مثل سهم
سمت الجهات
تتنامي على أوتار الرحيل
متى تعود ..؟؟
متى تحملني على عباءة الموج ؟!
هسيس الرمل
يجوب أفواج المحار
وقبل أن تداهمه يقظة الحلم يفرّ النهار
من قبرّة الليل !؟