نون المسرح يواجه داعش
المسرح رسالة انسانية، تستشرف الواقع والمستقبل، فيما يتعلق بحياة الانسان، وظواهر المجتمع وظاهرة الإرهاب باتت تشكل تحديا انسانيا على مستوى جميع دول العالم، ففي مسرحية (نون) للكاتب ماجد درندش واخراج كاظم نصار، تهجو مشاهدها ولوحاتها ظاهرة الإرهاب، وبذات الوقت كانت تحذر بقوة المواطن والمسؤول على السواء من مخاطر هذه الظاهرة.
أتكأت المعالجة في هذه المسرحية على أحداث مأساوية قامت بها مجاميع ارهابية أخذت تنتزع هوية الاديان والحضارة باستخدام وترويع الامنين من الناس كأسلوب عمل أساس في تحقيق أهدافها. من تلك الأجواء استقدم الكاتب أسلوب هذه المجاميع الارهابية ووظفه دراميا في نصه ووفق صياغة استطاعت أن تحمل رسائل سياسية واجتماعية ووقفة احتجاج ضد كل ما ينال من الامنين ويشوه حقيقة الاسلام ,المخرج كاظم نصار المعروف باسلوبه المسرحي الباهر الذي يتمتع بالجمالية والاكاديمية. استخدم اسلوبا اخراجيا واقعيا لتحقيق الفضاء المسرحي، فضلا عن وجود مشاهد رمزية في إنتاج المعنى الدلالي لها. تعد مسرحية (نون) اول عمل مسرحي احتجاجي لكاظم نصار. العراقيون عائلة واحدة مؤلف المسرحية ماجد درندش اراد ان يوصل رسالة مفادها ان المسرحية محاولة لنزع الخوف من الإنسان العراقي، فالعراق ذو التجربة الفتية يحلم بأن يكون بلدا ديمقراطيا يسوده الأمن والمدنية، وأن التعايش بين أبناء العراق لم يكن وليد عام أو عامين بل منذ سبعة آلاف سنة حيث تعايشت الطوائف ولا يمكن لأحد أن يقضي على هذا التالف ولو بقوة السلاح. نص المسرحية مفتوح ويمكن أن يقدم بشخصية واحدة أو عدة شخصيات، باعتبار أن العمل يحوم حول فكرة كون العراقيون عائلة واحدة وبيتا ووطنا واحدا، مشيرا إلى أن المسرحية عبارة عن حكايات وقصص النازحين ومخرجها تعامل معها بشكل ذكي عندما وزعها بين ثقافات متعددة بما أن القضية تعني المسلم والمسيحي والتركماني والإيزيدي. صرخة احتجاج مخرج العمل كاظم نصار في مسرحية (نون) اطلق صرخة احتجاج على التهجير الذي طال مئات الالاف من العائلات العراقية التي كانت تقطن حتى وقت قريب في مناطق الموصل وسنجار وصلاح الدين وتلعفر والطوز والسعدية وجلولاء وزمار وغيرها التي نزحت الى مناطق اخرى هربا من بطش عصابات داعش الاجرامية. ابطال المسرحية تفاعلوا كثيرا مع هذه الصرخة وجسدوا الادوار المسندة اليهم بتألق وابداع ايمانا منهم بقضية حرب العراق ضد داعش عموما وتضامنا مع النازحين على وجه الخصوص، مسرحية نون صرخة ضد الانتهاكات التي يتعرض لها البلد حتى تصل الصرخة للمجتمع الدولي، العمل لا يتناول الحالة السوداوية التي يعيشها البلد فحسب، بل هناك فسحة أمل بأن تسترد الأوضاع عافيتها. الفنانون المشاركون في هذا العمل، ميمون الخالدي واسيا كمال، ومازن محمد مصطفى وعلاوي حسين، استاجبوا لهذه الدعوة وترجموا بوعيهم حجم المأساة التي تعانيها العوائل النازحة، فالعمل هو صرخة ضد العنف والتهجير والعمل يناجي وجدان الفرد ويحاكي الضمير. (نون) هو أول عمل فني يتصدى لقضية وطن يتعرض لاكبر عملية تهجير في التأريخ والمسرحية هي محاولة للتعبير عن معاناة ابناء شعبنا من جميع الطوائف والقوميات. متابعة: محسن ابراهيم
|