(سامكو) الذي هز المجتمع العراقي .. في مسلسل درامي !!
المؤتمر / عبد الجبار العتابي
في اطار البحث عن الظواهر التي طرأت على المجتمع العراقي ابان مدة الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي ، يحاول الكاتب ضياء سالم رسم ملامح ظاهرة طالما شغلت الناس كثيرا وكشف غموضها واسرارها ، الا وهي ظاهرة المحتال (سامكو)، ومن المؤمل ان يبدأ التصوير قريبا ليكون جاهزا للعرض خلال شهر رمضان المقبل .
اكد الكاتب ضياء سالم انه استطاع ان يسبر اغوار الظاهرة التي هزت المجتمع العراقي المسماة (سامكو) والتي احتال على الناس وسرق اموالهم بحجة اعطاءهم ارباحا كبيرة في زمن صعب جدا وهو فترة الحصار الاقتصادي الجائر الذي فتك بنسيج المجتمع العراقي ، وقال ضياء : انتهيت الان من انجاز العمل الدرامي (سامكو) ويقع في 30 حلقة لصالح شركة عين الطائر ، والمسلسل يتحدث عن فترة التسعينيات وبالتحديد من عام 1992 الى سقوط النظام السابق عام 2003 ،، واتناول فيه شخصية (سامكو) التي يعرفها العراقيون جيدا ، وهو محتال (نصاب) استطاع ان يجمع 17 مليار دينار عراقي انذاك من الفقراء بالنصب والاحتيال بحجة تحقيق ارباح لهم بنسبة 50 % ، هذه الشخصية سلبية تسير مسار الجشع وكان الدولة تقف وراءها دون ان تدري .
واضاف : في هذا العمل هناك اكثر من خط ، تتشعب وتلتقي وهي : الامن العامة، الاشقياء (الفتوة) ، فضلا عن قصص الحب ، لذلك يمكن ان اقول عنه انه مسلسل اجتماعي يحاول ان يسلط الضوء على اهم مراحل حياة الناس في زمن الحصار الاقتصادي ،وقد استقيت معلوماتي من (سامكو) نفسه ، بعد ان بحثت عنه بحثا طويلا الى ان وجدته وسجلت له مقابلة لمدة ساعة ونص ، شرح فيها لي كل شيء واعطاني معلومات كاملة ،كما قام بالتنازل كاملا عن حقوقه من خلا ل السماح بعرض العمل ، حكى لي كل التفاصيل التي مر بها منذ الفكرة الاولى ، منذ ان بدأ بعمليات النصب والاحتيال ومن ثم كيف استغلته الدولة ، وقد تحول الى اداة بيدها لاسباب عديدة ، وهناك جانب اخر تقصيت عنه وعرفت اسرارا كثيرة، وصولا الى مصير (سامكو)، اين صار والى اين انتهى به الامر ، فضلا عن التحولات التي طرأت على المجتمع العراقي وما آلت اليه مصائر الناس
وتابع : انا تناولت شخصية (سامكو) فقط وجعلتها المحور ، فهو بطل المسلسل، لكنني ناقشت بنية اجتماعية كاملة في فترة الحصار حيث سلطت الضوء على اهم قصص الحصار وماذا فعل الحصار بالناس ، واستخرجت تلك الالام التي كانت في نفوسهم ، هنا رسمت صورة حقيقية للاوجاع التي حفرها الحصار في نفوس الناس .
واختتم بالقول : في هذا المسلسل هناك جانب كبير لقراءة احوال الناس في تلك المرحلة ، للناس التي عاشت الحصار ، على عكس الان حيث الناس تعيش في حالة جيدة ، هذا النص فيه خطاب مختلف ، نحن شاهدنا التحولات الخطيرة ما بعد 2003 ، وكيف ان بعض الناس قام بالنهب والسرقة فيما كانت الاغلبية تتفرج ثم انا في المسلسل حاولت ان اظهر جشع التجار، تناولت قضية اعدام التجار عام 1998 والكثير من المسائل التي شكلت ظواهر انذاك