علـى ضفـــة النهـــر كـان اللقـــاء
كـــانت الأرضُ سعيــدة ً والسمـــاء
كـانت لحظــة ً ملتهبــة ً بـالشــوق
وذاب لأجلهـــا مُـــر الشقــــاء
وانتهـى إلــى الأبــد الحـــزنُ الذي
أدمــى عيونــي بالدمـــع والبكــاء
عندمـــــا رأيتهـــا لأول وهلــــة ٍ
سـافرت بخيالي واخترقـت الأجواء
كـأنني ملاكٌ مـــن فــرط فـرحتِـــهِ
يكســــر بأجنحتِـــهِ رقـــابَ الهـواء
أنـــا الكــروان فــي عــــز شروده
أتلــو علـى المسـامع عذب الغنــاء
أنـــا العصفـــور فـى عُشــــهِ ملكٌ
وحبيبتي هي أصل الفخر والكبرياء
كـــــان أول مـــا بيننـــــا سلامــــاً
فكـأنني صـافحت نجماً فى الفضـاء
داعــــب سحرُهــا كـــل جـوارحي
ومَـــــر حنانُهــا بأروقــةِ الدمـــــاء
ثم انطلقنـــا فـي الدروبِ نرُشّهـــا
خطواتٍ قصيــرة ً وشيمتنا الحيــاء
كـــانت تسيــر كـَنـَوْل ٍ من حريــر ٍ
تغـزل بدنــاً كالشمعــــةِ البيضـــــاء
وضمّنـي طِـيبهـــا كنسمـةٍ ربيعيـةٍ
فـاحترق من حولِنـــا بردُ الشتــــاء
كــم تبـادلنــــا نظـراتٍ وهمســـاتٍ
وبسمـــاتٍ رقيقة ً كينبــوع ِ مــــاء
أشـــرب منــــه فينتـهــي ظمـئـــي
وأذهب بعيــداً عـن حـزب الظمـــاء
جفـّــت حقــولُ النــور ِ في الرُبــى
ولــم تلقَ مــن دون عينيهــــا رَواء
عــانق خِنصري خِنصرَهـا وكأنني
لامســـت قمــراً للوجـــــودِ أضــــاء
ومضـى الوقـتُ متسللاً بين يدينــا
والوجــدُ يلحظــهُ ويرجـوهُ البقـــاء
لكنــهُ قذفنـا على شــاطـئ الفـراق
علـى وعـدٍ بــأن يتجـــدد اللقــــــاء
وأنا _ على ضفةِ النهر _ منتظــرٌ
فمـــا أصعـب مــن الانتظــار عنــاء
الشاعرالمصري
سامح أبراهيم