قصه حقيقيه
************************************************** **********
مرت الساعات و كأنها سنوات و هي تنتظر موعدها مع حبيبها ذلك الموعد الذي
يبعث فيها الحياة في نهاية كل أسبوع ، ذلك الموعد الذي تنتظره ليل نهار
كانت متعبة جدا في ذلك اليوم لا تدري لماذا، و برغم ما حل بها من مرض فقد
فضلت ألا تنام أو يهدأ لها بال إلا بعد تري حبيبها و تلتقي معه .
ارتدت أجمل ما عندها من ثياب خرجت قبل الموعد بفترة حتى يتثني لها أن
تلتقي معه في الساعة و الدقيقة و الثانية المتفق عليها فيما بينهما، مشت
و كلها أمل و تفاؤل و حب و حنان، خطواتها تكاد تحملها و تطير بها من فرط
السعادة و الفرح اللذان كانا يحيطان بها و كأنها لؤلؤة مكنونة وسط
الحقول و الزهور الجميلة ، اقتربت أكثر و أكثر من مكان اللقاء و قلبها
يرقص من الفرحة فهاهو حبيبها عمرو أمامها جلست في الكرسي الذي أمامه ، و لكن لاحظت شيئا غريبا لم تعهده
في عمرو فمقابلته هذه المرة باردة الشكل لم تظهر فيها ابتسامته الجميلة
كل مرة و لم يظهر عليه بادرة شوق ولا لهفة كما كان سابق عهده معها
تسلل الخوف إلي داخلها و جمعت قواها و قالت له : ماذا بك حبيبي عمرو؟
رد و هو في وجوم و برود كبيرين :لماذا لم تاتي الي بيتي ؟ فقالت له والله كانت عندي ظروف اسفة ؟ قال لها لا انت تكذبي
فلم تشيىء المجيىء فقط لانك لا تثقي في فقالت له :لا والله لكن الظروف لماذا لا تصدقني ؟
فقال : سارة أريدك أن تدركي شيئاً غاية في الاهمية.. اندهشت سارة و التفتت و تدفق الدم إلي كل خلايا عقلها و قلبها يرتجف من الخوف و قالت : ماهو ؟
رد في برود أكثر من السابق و قال: أنا لن أكمل معك طريقي
ردت بطريقة غير تلقائية : لماذا ؟
أجاب بكلمات ثلجية : لأني أحببت فتاة أخري و قمت بخطبتها و أبيت أن أقول
لكي حتى لا تنزعجي و لكن آن الأوان أن أكشف الحقيقة .لم ترد سارة إلا بدموع عينها البريئة و بعض الكلمات التي نطقها لسانها
بصعوبة من هول الموقف قالت : ما الذي جنيته لتفعل بي هذا؟ ماذا فعلت هل
لأني أحببتك و أخلصت في حبك؟ لم تستطع تحمل الصدمة
قال لها في كلمة سريعة و هو يقوم من مكانة معلنا الرحيل النهائي للابد :
كل شيء انتهي بينا و خرج من المكان و كأن شيئا لم يكن، ركب سيارته و
انطلق .
دخلت البيت سألتها والدتها عن حالها فلم تجب و دخلت إلي غرفتها و أغلقت
الباب عليها و جلست مع نفسها بلا وعي لا تعلم هل عقلها مازال قادراً علي
التفكير أم لا .
لقد تدمرت سارة و تدمر كل شيء ، الأحلام و الأماني قُتلت ، الحب و الإخلاص و
الحنان ذهبوا هباءاً، الليالي الجميلة و الأيام الرائعة كانت كلها كذب و
خداع و زيف من إنسان كان يوهمها بحبه و في النهاية يرتبط بأخرى كأنه
يبدل ما بين النساء هذه سنة و هذه سنة ، فتحت درج مكتبها أخرجت صورته
نظرت إليه و أخذ شريط الذكريات يمر أمامها لحظة بلحظة فهي التي أخلصت في
حبها
فكم كانت تحبه كل الحب و كم كانت مخلصه له و كم كانت تحكي له عن همومها
و أحزانها و كم كانت تنظر في عينيه و تري فيهما الشفاء لها و الحنان
المزيف الذي تمثل في صورة قصة وهمية نسجها علي هذه البريئة العاشقة التي
هي مثال للحب و العشق الحقيقي في زمن الخداع و الزيف
كنت أظنك ملاكا بريئا سيحمل قلبي و يحبه و يجعله ملاذه من كل الدنيا ، كم
كنت أتخيلك زوجاً و حبيباً أعطي لك عمري و أعيش من أجلك و من أجل حبك و من
أجل جعلك أسعد إنسان بهذه الدنيا ، لكن
تدمر الأمل ، تلاشت الأحلام أصبح الحبيب خائن
ارتمت سارة علي سرير غرفتها في صمت رهيب توقفت دموع عينها
و لكن
عقلها هو ما يحدثها الآن بكامل قوته و كامل تفكيره ، يتحدث معها عقلها و
يقول لها : كوني عاقلة يا سارة اطوي الماضي و احذفيه من حياتك و انظري
للمستقبل و اتركي الظالم ينتقم لكي منه الزمان و العدالة السماوية التي
ستجعل الظالم يندم في يوم من الايام و يتمني أن ترجع الأيام
جاء اليوم الذي توقعته سارة و بالفعل حدث حيث رجع عمرو مرة أخري يبحث عن
سارة في كل مكان فلقد عرف قيمتها و قيمة حبها الصافي الذي لم يجد مثله
في العالم و لكن بعد أن ضاعت سارة منه لكن هيهات فهي لا و لن تستمع لهذا
الخائن مرة أخري بل أصبحت تحتقره بشدة ولا تسمح لعقلها مجرد أن يسترجع أي
ذكري كاذبة كانت في الماضي و إنكوي عمرو من نيران عذابه لتركه اللؤلؤة
المكنونة سارة و لكن هكذا الأيام تأتي للإنسان بفرصة واحدة في العمر إما
أن يستغلها أو تضيع منه للابد فقد ضاعت سارة منه للأبد بلا رجعة معلنة أن
هذا الجرح الذي تركه لها عمرو كان الدافع الأول لبناء تلك الإنسانة العظيمة
وهو ظل وحيدا في الم كثر فيه الخداع ولم يجد تلك البنت الصافية الطاهرة العفيفة التي تضحكه في حسرتو و تتقاسم معه الاهات كان يتفكرها دائما و يبكي لكن هي لازالت تحبه كثيرا والمراة تنسى الماضي ولكن لا تصفح عن الخيانة