إلى يائسة
*******
(1)
عيناكِ مدينة أشباحْ
بيوتُها قد دُمِّرَتْ
تكاثرَتْ فيها الجراحْ
ورياضُها ما أزهرَتْ
إسْوَدَّ لونُ نخيلها
وسهولُها تصحَّرَتْ
حلَّ الجفافُ بأرضِها
أنهارُها قد هاجرَتْ
طعَنَ الظلامُ بليلِها
ونجومُها قد حوصِرَتْ
والموجُ ماتَ ببحرِها
أحلامُها ما أبحرَتْ
والموتُ فوق تلالِها
شمسُ الشموسِ تأخَّرَتْ
تبكي لفقد أميرها
فترهَّبَتْ وتنسَّكَتْ ؟
(2)
سيدتي
ألَمُ الجروحِ مُقدَّرُ
درسٌ لنا ومُعبِّرُ
فمَنْ أرادَ حياتَهُ
سيُقاومُ وسيعبُرُ
ما دُمِّرَ يا حلوتي
بالحُبِّ سوف يُعمَّرُ
أمّا الجروحَ فإنها
ستُعالجُ وستُطْمَرُ
وإذا الرياضُ تمنَّعَتْ
من ريِّ حُلمِكِ تُزهِرُ
وإذا السماءُ تمنَّعَتْ
فبالتفاؤلِ تُمطِرُ
وإذا النخيلُ تحطَّبَتْ
بالصبر سوف تُثمِرُ
وإذا السهولُ تصحَّرَتْ
فغداً لسوف تفخَرُ
أما الجفافَ فإنهُ
من نهر حلمِكِ يُدبِرُ
وكذا الظلامَ فراحلٌ
والليلُ ليلٌ مُقمِرُ
آمالُكِ لو جُدِّدَتْ
حتماً لسوف تُبحِرُ
عُمْرٌ مضى لا تأسفي
فالآتي عُمْرٌ مُزهِرُ
اليأسُ كُفْرٌ حلوتي
بئسَ الذي سيكفرُ
فجمالُكِ يا حلوتي
سِجْنُ الذي سينظُرُ
نورُ الجمال ساطِعٌ
عجباً فكيف يؤسَرُ؟
هاكِ يدي يا حلوتي
فالقلبُ فيكِ يأمُرُ



منقوووووووووووول