إنه الفنان المغربي الذي يعطي لأعماله لمسة بريئة لا تنتمي الا لعجينة الطفولة التي تسكن لوحاته ومنحوتاته الملونة. عبد الكريم الوزاني يبتكر ألعاباً وشخصيات وأشياء من المعدن والجبس وألوان الأكريليك، ويشكّلها بعفوية وصدق وتقنية عالية.
ولد عبد الكريم الوزاني بتطوان في المغرب سنة 1954 حيث بدأ بدراسة الفنون التشكيلية بمدرسة الفنون الجميلة ليكمل الطريق في باريس.
حين تدخل مكانا وتفاجأ برائحة الطفولة تأتي من كل زاوية فيه ، تعرف ان عبد الكريم الوزاني هنا او مر من هنا على الاقل.
عبد الكريم الوزاني: انا احياناً اتقمص دور الكبير
الوزاني الذي لم يغادر تِطوان او الحمامة البيضاء كما يسمّيها أهل المغرب ، يقول ان المدينة هي التي صنعته.
عبد الكريم الوزاني: انا متيقن ومتأكد اني فنان صدفة
الطلاق البائن بين الوزاني وادعاءات الفن، ارتفع به الى سماء يسبح فيها مع اسماكه وطيوره واشجاره وبقراته الطائرات وساعاته المنبهة.
حين يُسألُ الوزاني عن الفن ، يقول انه شيء بسيط جداً نصفه صدق ونصفه الآخر تقنيه، وحين تقول له ان هذا التعريف سبَّبَ اختلافاً حول اعماله التي يعتبرها البعض عبثا ، يفاجئك بابتهاجه وهو يقول:
عبد الكريم الوزاني: حين يكون هناك اجماع يكون العمل رديئاً
تسلّم بابداع الوزاني الأخاذ ،
حين تفشل في ايجاد ولو فاصل بسيط بين ما يقول وما يفعل او ما يعيش فتتركه دون ان تنتبه او ينتبه الى انك مضيت وانت تحمل في الروح آثارا من لقائه .. سمكاً طائراً وقطارات تنفث اشجاراً.