وهب بن حباب الكلبي , وكان نصرانياً فأسلم هو وامه وزوجته على يدي الامام الحسين (عليه السلام), وصار مع الامام الحسين (عليه السلام) وكانت معه امه وزوجته , فقالت له امه : قم يا بني فانصر ابن بنت رسول الله .
فقال: افعل يا اماه ولا اقصر, فبرز وهو يقول:
ان تنـكروني فانا ابن الكـلبي ... سوف تروني وترون ضربي
وحملتي وصولتي في الحرب ... ادرك ثأري بعد ثار صحبي
وادفـــع الكــرب امـام الكــرب ... ليس جهادي بالوغى باللعب
ثم حمل فلم يقاتل حتى قتل جماعة منهم. فرجع الى امه وامراته فوقف عليهما وقال : يا اماه ارضيت عني ؟ . فقالت امراته : بالله عليك لا تفجعني بنفسك .
فقالت له امه : يا بني اعزب عن قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن رسول الله تنل الشفاعة من جده يوم القيامة , ثم رجع وهو يقول :
اني زعيم لك ام وهـب ... بالطعن فيهم تارةً والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب ... حتى يذيق القوم مر الحرب
اني امرء ذو مرة وعضب ... ولست بالخوار عـند النكـب
حسبي الهي من عليم حسبي
فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارساً واثني عشر راجلاً , قطعت يداه فأخذت امراته عموداً واقبلت نحوه , وهي تقول : وهب فداك ابي وامي , قاتل دون الطيبين حرم رسول الله فقال لها : الان كنت تنهيني عن القتال : والان جئت تقاتلين معي .
قالت : يا وهب لا تلمني ان واعية الامام الحسين (عليه السلام) كسرت قلبي . فقال لها : ما الذي سمعت منه .
قالت : يا وهب ! رايته بباب الخيمة وهو ينادي : و اقلة ناصراه !. فبكى وهب بكاءاً كثيراً وقال لها : ارجعي الى النساء رحمك الله , فأبت ان ترجع ولم تطاوعه , واخذت تجاذبه ثوبه وهي تقول : لن ادعك او اموت معك . فطلب وهب من ابا عبد الله ردها الى الخيمة . فقال لها الامام الحسين (عليه السلام) : جزيتم من اهل بيت خيراً ! ارجعي الى النساء رحمك الله , فانصرفت وهي تقول : اللهم لا تقطع رجائي . فقال الامام الحسين (عليه السلام) : لا يقطع الله رجاك . ولما قتل وهب (رضوان الله عليه) , ذهبت امراته تمسح الدم عن وجهه فبصر بها شمر , فقال لغلامه رستم : ان يضربها فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها . ثم قطع راسه ورمي به الى عسكر الامام الحسين (عليه السلام) فأخذت امه الراس فقبلته ثم رمت به الى عساكر بن سعد فأصابت به رجلاً فقتلته .
ثم شدت بعمود الفسطاط فقتلت رجلين فقال لها الامام الحسين (عليه السلام) : ارجعي يا ام وهب انت وابنك مع رسول الله فان الجهاد مرفوع عن النساء .
فرجعت وهي تقول الهي لا تقطع رجائي , فقال لها الامام الحسين (عليه السلام) : لا يقطع الله رجاكِ .