********
بلغَ الشيبُ مَداهْ
ويفقدُ العُمْرُ صِباهْ
والوقتُ يجري مُسرعاً
ويُهدّدُ الغيمُ سمَاهْ
لا تهدُري الأيامْ
فسيُصبحُ الحاضرُ ماضٍ
ويسكنُ الذّكرى ظلامْ
وتفاصيلٌ مُلوّنةٌ
وليالٍ بلا حياهْ
فعبّئي الذّكرى وُرورداً
كي ينشرَ العِشقُ شذاهْ
***
سيدتي الجميلة
لا يقودنا العُمرُ
نحنُ قادةُ الأيامْ
أمراءُ الأعوامْ
هو مركبةٌ
نصونهُ
فيبقى بلا أعطالٍ
بلا أقفالٍ
بلا أثقالٍ
ويحملُنا إلى حيث نشاءْ
إلى الطفولة العذراءْ
إلى الإبتداءْ
ونعودُ شباباً
ويُحققُ القلبُ مُناهْ
فترمي الأربعونَ نصفها
والخمسونَ تفعلُ مثلها
يعودُ البنفسجُ من رحلة العذابْ
تُلغي الحدائقُ إعتكافَها عن الإنجابْ
وتُلغي الشمسُ إنتقالَها إلى الغيابْ
يتجدّدُ الشبابْ
ويتغيّرُ حتماً يا سيدتي لونُ الآهْ
لا عيبَ في أن تعشقي
فمن أرادَ أن يغلبَ الشيبَ عصاهْ ؟
ومَنْ أرادَ أنْ يرى النُّورَ رآهْ ؟
هوَ اللهْ
ما خلَقَ القلوبَ لتشيبْ ؟
وما خلقَ العقولَ لتغيبْ ؟
فمَنْ شابَ قلبُهُ تاهْ
ومَنْ غابَ عقلُهُ تاهْ
ومَنْ تاهَ يا سيدتي ماتْ ؟
أبالموتِ تقضينَ الحياهْ ؟
وِحدتُكِ يا سيدتي موتٌ
قومي من تحت الرّمادْ
أفرغي الذّاكرةَ من السَّوادْ
لا تقولي : مستحيلْ ؟
فمَنْ شاءَ العودةَ يا سيدتي عادْ
أوَلسنا نحنُ قادةَ العُمرِ ؟
لا نُقادْ ؟
رحِّلي الشيبَ وَعُودي
وخُذي منّي وُعودي
ستعودُ العُصفورةُ إلى الوُجودْ
وستُلغى يا سيدتي الحُدودْ
لا تستوحِشي طريقَ الحُبّْ
ولا تُصدّقي الشيبَ فيما قالْ ؟
أوليسَ القلبُ حيّاً ؟
أطلِقيهِ
لا تسجُنيهِ
ودَعِيهِ يعيشُ على هواهْ
حُرّاً خلقهُ اللهْ
لن يفقدَ القلبُ صِباهْ
فأعيدي قراءةَ الفاتحةِ
وازْرَعي العُمرَ وُرورداً
كي ينشرَ العِشقُ شذاهْ