شعر الهجاء
الهجاء هو وسيله من وسائل التعبير عن الكره أو الحقد أو التذمر أو النقد أو جميعها , يعبر بها فرداً
انتصاراً لنفسه أو قبيلته أو مجتمعه ,أو عاده من عاداته ,أو قيمه من قيمه ,ضد فرد أو
قبيله أو مجتمع ويطال أحياناً الحياه بمجملها أو الدهر والزمن بكليته عندما نتحدث عن الحظ
والسعاده وغيرها..
والهجاء يرتبط بالكره ,مقابل المدح والاطراء والاستحسان الذي يرتبط بالحب صادقاً كان
أم كاذباً...
ومن هنا سوف أذكر لكم بعض قصائد الهجاء الرائعه من كتاب لآلئ الشعر في الهجاء
أجمل الابيات وأشهرها
كان لبعض الشعراء المعتدلين آراؤهم في نبذ صيغه التجريح
, وأن ذلك مستكره , لان الكمال لله وحده , وكل انسان فيه
من العيوب والنواقص ما يجعله مرمى للإهانه والشتم والحط من قدره
يقول أحدهم
لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ....فكلك عـورات وللنــاس ألســـن
وعينك إن ابدت إليـك معــــايباً....فصنها وقل يا عين للناس أعين
وقول آخر..
عليك بنفسك فتش عن معايبها....وخل عن عثرات الناس للناسِ
وآخر يقول
وجدتُ الفتى يرمي سواه بدائه...ويشكو اليك الظلم وهو ظلوم
وآخر
ومن يك ذا فمٍ مرً مريضٍ.....يجد مراً به الماء الزلالا
ولكن هيهات أن تلقى هذه النصائح آذاناً صاغيه.
وقد عرف الهجاء في الشعر العربي منذ الجاهليه وحتى ما بعد عصر النهضه
, حيث صدرت القوانين تحاكم على القدح والتشهير في ايامنا المعاصره
فانحسر هذا اللون ليقتصر على المواقف السياسيه والاجتماعيه العامه..
ومنذ الجاهليه برز بين الشعراء هجاؤون اشتهروا في ذلك
الزمن وحتى اليوم , وأولهم الشاعر الحطيئه الذي هجا أباه وأمه
وزوجته , ثم لم يجد من يهجوه فهجا نفسه قال:
أبت شفتاي اليـــوم إلا تكلماً....بشرٍ فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجهاً شوَه الله خلقه....وقبح من وجه وقبح حامله
كذلك فعل الشاعر الشاعر العباسي أبا دلامه الذي هجا زوجته
أيضاً ,وهجا نفسه حين طلب منه الخليفه المهدي هجو أحد ممن
كانوا في مجلسه أو قطع لسانه ,فأجال أبا دلامه نظره في الحضور,
وكان لكما نظر الى أحدهم استرضاه بغمزه أو بعضه على الشفه
مما زاد في حيرته فلم يجد الا أن يهجو نفسه قال:
ألا أبلغ لديك أبا دلامـــه...فلست من الكرام ولا الكرامه
جمعت دمامهً وجمعت لؤما....كذااك اللؤم تتبعه الدمامه
إذا لبس العمامه قلت قردا.. و خنزيراً إذا نزع العمامه
فإن تك قد أصبت نعيم دنيا.... فلا تفرح فقد دنت القيامه
فضحك الحاضرون فأجازه
شعر الهجاء
ويقول أحمد بن محمد يعقوب الملقب مسكويه هاجياً أحدهم
أيا ذا الفضل و اللام حاءُ... ويا ذا المكارم والميم هاءُ
ويا أنجب الناس والباء سينٌ...ويا ذا الصيانه والصاد خاءُ
ويا أكتب الناس والتاء ذالٌ...ويا أعلم الناس والعين ظاءُ
تجود على الكل والدال راء...فانت السخي ويتلوه فاء
لقد صرت عيباً لداءِ البغاء...ومن قبل كان يعاب البغاء
هذه الابيات عليكم بتغير الاحرف ليكتمل المعنى
وللشافعي موقف من الهجاء يلخصه بهذين البيتين
يخاطبني السفيه بكل قبح...فأكره أن اكون له مجيبا
يزيد سفاهةً فأزيد حلماً...كعودٍ زاده الاحراق طيبا
وأيضا
إذا نطق السفيه فلا تجبه...فخيرٌ من إجابته السكوتُ
فإن كلمتهُ فرجت عنه... وإن خليتهُ كمداً يموتاُ
ومن أهاجي ابو نواس المشهوره هجاؤه للعرب وقبائلهم
وسخريته وهزؤه بهم وبأسلوب حياتهم وتقاليدهم فهو يقول
شعر هجاء
عاج الشقي على رسـم يسائله....وعجت أسال عن خمارة البلد
ومـن تميم ومن قيس ولفهما...ليس الأعاريب عند الله من أحد
لا جف دمع الذي يبكي على حجر...ولا صفا قلب من يصبو الى وتد
كم بين ناعت خمرٍ في دساكرها...وبين باك على نؤى ومنتضدِ